مناطق “غصن الزيتون” في آب: نحو 115 حالة اختطاف واعتقال تعسفي في ظل استمرار الانتهاكات.. واستهداف جوي روسي يشعل المنطقة

50

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر آب/أغسطس 2021.

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر آب، استشهاد 4 مدنيين، 3 منهم بينهم سيدتين استشهدوا جراء قصف صاروخي، مصدره مناطق نفوذ القوات الكردية وقوات النظام، استهدف مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، ورجل في العقد الخامس من عمره عثر الأهالي على جثته بين حقول الزيتون بالقرب من قرية داركره في ناحية معبطلي بريف عفرين، ووفقًا للمصادر فإن الجثة كانت مقيدة اليدين وعليها آثار تعذيب، عثر عليها بعد اختطاف المواطن من قبل مجهولين.

ولم منطقة “غصن الزيتون” خلال شهر آب، أي تفجيرات، لكنها شهدت اقتتالين اثنين، ففي الثامن من آب، اعتدى عناصر من فصيل أحرار الشرقية الموالي لتركيا بالضرب المبرح على قيادي في الفرقة التاسعة “أبو عبدو علولو”، مساء اليوم.

وفي سياق ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين أحرار الشام والفرقة التاسعة وسط مدينة عفرين على أوتوستراد شارع الفيلات، وتسبب الاشتباكات بحالة هلع ورعب بين أهالي عفرين القاطنين على شارع الفيلات، وسط استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة في الاشتباكات.

واقتحم فصيل أحرار الشرقية منازل عناصر من الفرقة التاسعة على شارع الفيلات، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة، ومناشدات من قبل الأهالي للتدخل وفض الاشتباكات بين الطرفين.

وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة عدد من المواطنين بينهم طفل.

وفي 29 آب، اندلعت اشتباكات عنيفة بين “فرقة السلطان مُراد” من جهة، و”الشرطة العسكرية” من جهة أُخرى في ناحية بلبل بريف عفرين، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن الاشتباكات تسببت بسقوط 6 جرحى على الأقل من كلا الطرفين، ولم تعرف أسباب الاشتباكات حتى اللحظة.

في حين لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق أهالي المنطقة الذين رفضوا التهجير منها واختار البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، قيام الفصائل الموالية لأنقرة بخطف واعتقال أكثر 113 مدني، وذلك في مدينة عفرين ومناطق ضمن نواحي بلبل وراجو وشيخ الحديد ومعبطلي وشران وجنديرس التابعة لعفرين، جرى الإفراج عن قسم منهم بعد دفع ذويهم لمبالغ مادية، بينما البقية لا يزال قيد الاعتقال والخطف.

وفي نهاية الشهر، قام فيلق الشام” الإسلامي المقرب من المخابرات التركية، بفرض إتاوة مالية قدرها 100 دولار على كل عائلة إيزيدية متواجدة في قرية برج عبدالو التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين شمالي غرب حلب بالإضافة إلى فرض إتاوات مالية على أغنياء القرية، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن قرية برج عبدالو يتواجد بها قرابة الـ 50 عائلة إيزيدية جلهم من النساء والكبار في السن.

في حين شهدت منطقة “غصن الزيتون” في اليوم الأخير من شهر آب، قصف جوي يرجح أنه روسي بخمسة غارات استهدف معسكر تابع لـ “فيلق الشام” المقرب من المخابرات التركية في قريتي أسكان والجلمة بريف ناحية جنديرس جنوب مدينة عفرين، في تطور لافت يعتبر الأول من نوعه من قصف جوي روسي على معسكر معسكر لفيلق موالي لتركيا في منطقة “غصن الزيتون” الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، أسفرت الغارات الروسية عن سقوط 5 جرحى من عناصر الفيلق.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.