مناطق “غصن الزيتون” في آب: 92 حالة اختطاف واعتقال تعسفي و44 انتهاك آخر.. و5 اقتتالات فصائلية وعائلية في إطار الفلتان الأمني

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

62

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر آب/أغسطس 2022، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب، مقتل واستشهاد 12 شخص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي ومحيط تلك المناطق “مناطق انتشار القوات الكردية”، توزعوا على النحو التالي:

– 9 من المدنيين بينهم طفل وطفلة و3 سيدات، هم: طفل جراء انفجار من مخلفات الحرب في قرية بوزيكة التابعة لناحية جنديرس، وشاب عثر عليه مقتولاً بظروف مجهولة بمدينة عفرين، بالقرب ساقية مياه على أطراف الحي، وامرأة عثر عليها مقتولة بظرف غامض بواسطة حبل لف حول رقبتها ومعلقة بسقف داخل منزل زوجها الكائن في مدينة عفرين، وطفلة وامرأة بقصف بري تركي على مناطق انتشار القوات الكردية شمالي حلب، و4 بينهم امرأة نتيجة استهداف طائرة “درون” تركية سوق مدينة تل رفعت بريف حلب.

– 3 من العسكريين، وهم: عنصر من فرقة الحمزة قتل بطلق ناري بالقرب من الحدود السورية – التركية في ناحية بلبل بريف عفرين، وعنصران من فصيل الجبهة الشامية، جراء تعرض سيارة كانا يستقلانها بالقرب من الأوتوستراد الجديد في حي عفرين الجديدة إلى إطلاق النار بشكل مباشر.

كذلك شهدت منطقة غصن الزيتون خلال شهر آب انفجارين اثنين، الأول كان في 16 آب/أغسطس، حين استشهد طفل من مهجري مدينة معرة النعمان بريف إدلب، جراء انفجار من مخلفات الحرب في قرية بوزيكة التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، كما أصيب طفل آخر بالانفجار، والثاني كان في 21 آب حيث سمع دوي انفجار متوسط الشدة في حي الصناعة بمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، في مركز للخردوات أثناء قيام عمال بتجميعها لبيعها لاحقا في الأسواق، واقتصرت الأضرار على الماديات دون تسجيل خسائر بشرية.

وشهد شهر آب 5 اقتتالات فصائلية وعائلية، الأول كان في 5 آب حين أصيب 4 مواطنين نتيجة اشتباكات مسلحة بين عائلتين من مهجري قرية الشوارغة في ناحية شران ضمن مخيم الخالدية، إثر خلافات تطورت إلى إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الخفيفة.
والاقتتال الثاني كان في 6 آب، حين دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة، بين فرقتي الحمزة من جهة، والمعتصم من جهة أخرى، داخل أحياء قرية زعرة التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، الاشتباكات العنيفة اندلعت بين الطرفين على خلفية محاولة السيطرة على طريق لتهريب البشر إلى تركيا، مما أسفر عن إصابة عنصرين من فرقة المعتصم.
الاقتتال الثالث كان في بذات التاريخ، حين دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بين مجموعتين من فصيل فرقة السلطان مراد الموالية لتركيا، في قرية دير صوان التابعة لناحية شران، إثر خلافات حول إيرادات التهريب وعمليات تهريب البشر إلى الأراضي التركية.
والاقتتال الربع كان بتاريخ 26 آب، حين اندلعت اشتباكات عنيفة، بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة، بين عناصر دورية تابعة لـ “الشرطة العسكرية” من جهة، وبين أبناء عشيرة الموالي من جهة أخرى، في قرية كوكان التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين وذلك على خلفية محاولة “الشرطة العسكرية” اعتقال أحد أبناء عشيرة الموالي، ما دفع بالأخير الاستيلاء على سيارة تابعة لـ ” الدورية العسكرية”، وأسر من كانوا بداخلها.
أما الاقتتال الخامس والأخير فكان بتاريخ 27 آب حين تجددت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بين مسلحي عشيرة الموالي من جهة، والشرطة العسكرية بمؤازرة فصيل الفيلق الثالث من جهة أخرى، في قرية كوكان في ناحية معبطلي، على خلفية قيام أبناء عشيرة الموالي بالاعتداء بالضرب المبرح على عناصر من الشرطة العسكرية وتكسير سيارتهم والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب/ أغسطس 92 حالة اعتقال تعسفي واختطاف لمدنيين من قبل الفصائل، بينهم ثلاثة نساء، وجرى الإفراج عن 5 منهم بعد دفع فدية مالية.
إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 44 انتهاك آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

– 13 حالة بيع ومصادرة منازل تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.

– 9 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية، 5 منها مقابل إطلاق سراح معتقلين، و4 حالات كانت على مزارعين ومتعهدي بناء للسماح لهم بتشييد الأبنية السكنية مقبل إتاوات تراوحت ما بين ألف إلى 3 آلاف دولار.

– 14 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 1605 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

– حالة سرقة قامت بها الشرطة العسكرية، تضمنت المسروقات 4 أجهزة خليوية و50غرام ذهب عائدة ملكيتها لمواطن من أهالي قرية شيخورزة بناحية بلبل.

– حالة استيلاء على 400 شجرة زيتون من قبل فصيل السلطان مراد، وتعود ملكية الأشجار الى مواطن من أهالي قرية كفروم بناحية شيراوا.

– 6 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، الأول كان بتاريخ 6 آب، حيث أقدم مسلحون من عشيرة الموالي العاملين ضمن صفوف فرقة الحمزة على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن وابنه من أهالي قرية كفر زيت وشتمهم بعبارة نابية وإطلاق الرصاص في الهواء لترهيبهم وحثهم على ترك منازلهم، وذلك على خلفية اعتراض المواطن على قيام مجموعة من الرعيان برعي اغنامهم داخل منازل المواطنين وإسطبلات الأغنام، وبدلاً من قيام الشرطة العسكرية بالتدخل لصالح المواطنين أقدمت الأخيرة على اعتقال المواطن وابنه وتحويلهم إلى ناحية جنديرس، دون توجيه أي تهمة لهم.
الاعتداء الثاني في 9 آب، حيث أقدم عناصر دورية تابعة لفصيل لواء السمرقند على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، واقتادوه إلى مركزها الأمنية في القرية، دون معرفة التهمة الموجهة إليه.
الاعتداء الثالث في 10 آب، حين أقدم عناصر من فصيل فيلق الشام على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية ميدانكي التابعة لناحية شران، لرفضه إخلاء منزله والتصدي لعناصر الفصيل الذين حاولوا بقوة السلاح الاستيلاء على ممتلكاته.
الاعتداء الرابع في 10 آب، حيث اعتدى عناصر من الشرطة العسكرية، على مواطن وابنه من أهالي مدينة عفرين لرفضهما دفع إتاوات لعناصر حاجز القوس التابع للشرطة العسكرية، أثناء توجههما إلى مدينة إعزاز لتفريغ حمولة حجارة بناء، وتم اعتقالهما لاحقاً بتهمة الإساءة والاعتداء على عناصر الحاجز.
الاعتداء الخامس في 25 آب، حيث أقدم عناصر من فصيل فيلق الشام على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية كباشين، بعد رفضه إخلاء منزله بقوة السلاح، إلا أنه تعرض للضرب والإهانة والاستيلاء على منزله، بغية تحويله إلى مقر عسكري.
الاعتداء السادس في 30 آب، حين أقدم عناصر تابعين لفصيل الجبهة الشامية على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي مدينة منبج ويقطن في مدينة عفرين، لرفضه دفع إتاوات إلى عناصر الفصيل.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.