مناطق “غصن الزيتون” في آذار: 15 حالة اعتقال تعسفي ونحو 65 انتهاك.. وجريمة النوروز تتصدر المشهد

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

70

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر آذار2023، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آذار، مقتل واستشهاد 7 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، توزعوا على النحو التالي:

2 عسكريين، هم:
– عنصر من فصيل “فرقة الحمزة” إثر إطلاق النار عليه عن طريق الخطأ من قبل أحد عناصر الفصيل في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
– عنصر من فصيل “لواء صقور” مقتولاً بظروف غامضة، داخل أحد مقرات الفصيل العسكرية في قرية ميدانكي التابعة لناحية شران بريف عفرين شمالي حلب.

5 مدنيين، هم:
– 4 على خليفة قيام فصيل “أحرار الشرقية” بإطلاق النار عليهم، أثناء الاحتفال بعيد النوروز، في ناحية جنديرس بريف عفرين
– سيدة على يد زوجها داخل مغارة في قرية هكجه في ناحية جنديرس بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، تحت تأثير المخدرات، قبل أن يفر من المنطقة إلى جهة مجهولة.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آذار 2023، 15 حالة اعتقال تعسفي لمدنيين من قبل الفصائل، أفرج عن 9 منهم بعد دفع فدية مالية.
إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 64 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 2 حالة استيلاء على أراضي زراعية، من قبل فصائل “الجيش الوطني” بقوة السلاح وبيعها الى مهجرين من مختلف مناطق سوريا بأسعار زهيدة.

– 16 حالة بيع ومصادرة منازل تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.

– 12 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية، منها 9 منخت مقابل إطلاق سراح معتقلين تراوحت قيمة الفدية ما بين 300 إلى 400 دولار أميركي، وحالتين فرض إتاوة من قبل فصيل “العمشات” تقدر بحوالي 700 دولار أميركي على المواطنين القادمين من تركيا لقاء السماح لهم بإخراج هويات صادرة عن المجلس المحلي المشكّل من قبل تركيا، بالإضافة إلى فرض إتاوة مالية قدرها 1500 دولار أميركي مقابل السماح للعائدين باستلام منازلهم المستولى عليها من قبل “العمشات”.

– 20 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 805 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

– حالة سرقة، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على اعتراض طريق مواطن من أهالي قرية ميدانا التابعة لناحية راجو، بالقرب من دوار القبان في وسط مدينة عفرين، وسلبه ما بحوزته من أموال وهاتف خليوي، يشار إلى أن حواجز “الجيش الوطني” والشرطة العسكرية لا تبعد سوى أمتار قليلة، إلا انهم لم يقوموا بالتدخل.

– 13عملية اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها
ففي 7 آذار، اعتدى عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ”العمشات”، بالضرب المبرح واللكم على مواطن من أهالي قرية كاخرة غربي مدينة عفرين، بذريعة قطع الطريق على سيارته، ووجه العناصر للمواطن كلمات نابية وهددوه بالقتل في حال أقدم على رفع شكوى ضدهم.
وفي 7 آذار، اعتدى عنصر من فرقة الحمزة بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية جولاقان التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، بعد مطالبة المواطن من عناصر من “فرقة الحمزة” إبعاد مواشيهم عن حقله، إلا أن الأخيرة استقدام مسلحين آخرين وبدأوا بالاعتداء على المواطن، مما أسفر عن إصابته برضوض وجروح متفرقة من مختلف أنحاء جسده، نقل على إثرها إلى مشافي عفرين لتلقي العلاج.
وفي اليوم ذاته 7 آذار، اعتدى أفراد مجموعة من رعاة الأغنام المحسوبين على فصائل “الجيش الوطني” بالضرب المبرح على مواطن من أهالي القرية، بسبب منعه رعاة أغنام من رعي أغنامهم ضمن حقل أحد أقربائه، مما أدى إلى إصابته برضوض وجروح متفرقة في أنحاء جسده، الأمر الذي جعله طريح الفراش لعدة أيام.
وفي 14 آذار، اعتدى عناصر من فصيل “فيلق الشام” المسيطرين على قرية ميدان اكبس التابعة لناحية راجو، بالضرب المبرح على مواطن مسّن من أهالي القرية، دون أسباب واضحة ووجهوا إليه كلمات نابية، على أثرها أصيب المواطن برضوض وجروح متفرقة من جسده، يشار إلى أن المواطن تعرض إلى مضايقات خلال السنوات الماضية من قبل فصائل “الجيش الوطني”.
وفي ذات اليوم 14 آذار، أقدم عناصر من فصيل “جيش الشرقية” على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية آغجلة التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، ووجه العناصر إليه كلمات نابية وهددوه بالقتل، وذلك بسبب رفضه، لاقتراب مجموعة من الرعاة المحسوبين على فصيل جيش الشرقية من الرعي ضمن حقول أقربائه المهجرين قسرا.
وفي 16 آذار، اعتدى قيادي من فصيل “فيلق المجد” بالضرب المبرح والركل على مواطن من أهالي قرية زركا بناحية راجو بريف عفرين، على خلفية عدم منح المواطن حصة من الحطب للقيادي، على إثرها سحب القيادي التوكيل الممنوح من أحد أقارب المواطن له للاعتناء بأرضه، وفرض إتاوة مالية تقدر بحوالي 40 بالمئة من قيمة المحصول.
وفي 22 آذار، أقدم عناصر من “جيش الشرقية” على الاعتداء على مواطن من أهالي ناحية جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، وسط سوق المدينة واقتياده إلى جهة مجهولة، بذريعة قيام المواطن بإمعان النظر فيهم، ويتخوف أهالي ناحية جنديرس من انتقام فصائل “الجيش الوطني” منهم بعد رفعهم شعارات تطالب بخروج “الجيش الوطني” من ناحية جنديرس ومطالبتهم بدخول “هيئة تحرير الشام” لحمايتهم من الانتهاكات.
وفي 25 آذار، أقدم عناصر من فصيل فرقة “السلطان سليمان شاه” المعروف بـ “العمشات” على الاعتداء على مواطن من أهالي ناحية شيخ الحديد بالضرب المبرح والركل وتهديده بالقتل، بسبب رفعه لعلم إقليم “كردستان العراق”، والتحدث عن انتهاكات فصائل “الجيش الوطني” بحق أهالي عفرين، وذلك خلال مشاركته في الاحتجاج الذي خرج ضد فصيل “أحرار الشرقية” لإقدامهم على قتل 4 مواطنين من أهالي ناحية جنديرس في 20 آذار.
وفي 26 آذار، اعتدى مجموعة من عناصر سابقين في فصيل “الجبهة الشامية” برفقة عائلاتهم على مواطن من أهالي قرية ميركان التابعة لناحية معطلي بريف عفرين، وذلك بسبب قيام المواطن بمنع رعاة الأغنام المحسوبين على الفصائل من رعي الأغنام ضمن حقله المزروعة بالشعير، مما أدى إلى إصابته برضوض.
وفي 28 آذار، أقدم عناصر من فصيل “فيلق الشام” المسيطر على قرية عربيله التابعة لناحية راجو بريف عفرين، على الاعتداء على أفراد ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة من أهالي القرية بذريعة التحرش بإحدى النساء من عوائل مسلحي الفصيل.
وفي 30 آذار، اعتدى عناصر من فصيل “فرقة الحمزة”، بالضرب المبرح على شاب قاصر من أبناء قرية كوليا التابعة لناحية راجو بريف عفرين، مما أدى لإصابته بجروح ورضوض في مناطق متفرقة من جسده، بسبب منعه رعاة أغنام المحسوبين على الفصيل المذكور بالرعي ضمن حقول الزيتون، وبالرغم من قيام الشاب بتقديم شكوى ضد الفصيل لدى الشرطة العسكرية، إلا أن الأخيرة رفضت تسجيل الشكوى.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 3 شخص بجراح متفاوتة جراء قيام عناصر “أحرار الشرقية” بإطلاق النار عليهم، بسبب إشعالهم شعلة عيد النوروز على سطح منزلهم في ناحية جنديرس بريف عفرين.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.