مناطق “غصن الزيتون” في تشرين الأول: 39 حالة اختطاف واعتقال تعسفي و85 انتهاك آخر.. ودخول هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام وسيطرتها على المنطقة في صدارة المشهد

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

65

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر2022، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تشرين الأول، مقتل واستشهاد 60 أشخاص قضوا بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي ومحيط تلك المناطق “مناطق انتشار القوات الكردية”، توزعوا على النحو التالي:

– 9 من المدنيين بينهم 3 أطفال 4 سيدات، هم: 7 بينهم 3 نساء و3 أطفال باقتتالات فصائلية في كل من برج عبدالو وعين دارة وقرزيحل وكويت الرحمة وقطمة بريف عفرين، ومواطن بظروف غامضة في حي الأشرفية بمدينة عفرين، وسيدة في منطقة قرية كويت الرحمة جراء تعرض القرية لقصف مدفعي مصدره مناطق سيطرة القوات الكردية والنظام.

– 51 من العسكريين، هم: 28 من هيئة تحرير الشام جراء اشتباكات عنيفة مع فصيل الجبهة الشامية بريف عفرين، و16 من فصيل الجبهة الشامية وجيش الإسلام قتلوا خلال الموجهات من هيئة تحرير الشام في عفرين وريفها، وعنصر من جيش الشرقية قتل في الموجهات مع هيئة تحرير الشام في ناحية جنديرس، و2 من فصيل فرقة الحمزة خلال اشتباكات بين مجموعتين من الفصيل ذاته في قرية باسوطة بناحية شيراوا، وعنصر من فصيل السلطان مراد في مدينة عفرين جراء استهدافه من قبل مجهولين في حي المحمودية، و3 عناصر من فصيل صقور الشمال بقصف جوي روسي على نقاطهم في قرية قطمة بناحية شران.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 39 بجراح متفاوتة على خلفية أعمال عنف ضمن مناطق غصن الزيتون خلال تشرين الأول/أكتوبر.

في حين أحصى المرصد السوري خلال تشرين الأول/ أكتوبر، 4 اقتتالات ضمن مناطق “غصن الزيتون”، تسببت بمقتل 45 من العسكريين و7 من المدنيين بينهم 3 أطفال و3 نساء.
الاقتتال الأول جرى بتاريخ 4 تشرين الأول، حيث قتل عنصران من فرقة الحمزة وأصيب آخرون بجروح بليغة، جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة بين مجموعتين من فرقة الحمزة، في جبل الأحلام بقرية الباسوطة في ناحية شيراوا بريف عفرين شمال غربي حلب.
الاقتتال الثاني جرى بتاريخ 10 تشرين الأول، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيل الجبهة الشامية بمساندة فصيلي جيش الشرقية وجيش الإسلام من جهة وفرقة الحمزة، بمساندة حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في مدينة عفرين، تمكن من خلالها هيئة تحرير الشام من بسط نفوذها على مدينة عفرين وريفها، وطرد الجبهة الشامية منها، واستمرت الاشتباكات على مدى 8أيام متواصلة.
الاقتتال الثالث جرى بتاريخ 22 تشرين الأول، حيث أصيب عنصر من فصيل فيلق الشام بجروح، جراء تبادل لإطلاق النار بين حاجز يتبع إلى فصيل فيلق الشام وعناصر من فصيل سليمان شاه المعروفة ب “العمشات” في قرية جلمة بناحية جنديرس بريف عفرين، على خلفية عدم توقف عناصر فصيل العمشات على إحدى حواجز فصيل فيلق الشام المنتشرة على مدخل القرية.
في كان الاقتتال الرابع والأخيرة جرى بتاريخ 31 تشرين الأول، حيث دار اشتباك مسلح بين عناصر من “هيئة ثائرون للتحرير” من جهة، وعناصر من جهاز “الأمن العام” التابع لـ “هيئة تحرير الشام” من جهة أخرى، في قرية سارية التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين شمال غربي حلب، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى بين الطرفين.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر تشرين الأول 39 حالة اعتقال تعسفي واختطاف لمدنيين من قبل الفصائل الجيش الوطني بينهم 14 حالة اعتقال من قبل جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، وثلاث حالات خطف.

إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 85 انتهاك آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 10 حالات بيع ومصادرة منازل، تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.
– 9 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل، منها حالة فرض إتاوة من قبل فصيل العمشات على الأهالي بذريعة الحماية وحالة من قبل فرقة الحمزة في ناحية جنديرس، وبلغت قيمة الإتاوة 50 بالمئة من محصول الزيتون للأهالي المهجرين قسراً و25 للمواطنين المتواجدين في قراهم، وحالة من قبل هيئة تحرير الشام على المزارعين في ناحية شيخ الحديد، بلغت قيمة الإتاوة 5 بالمئة من محصول الزيتون، وحالة من قبل فصيل محمد الفاتح، بلغت نصف محصول الزيتون في مناطق سيطرتها في ناحية راجو.

– 5 عمليات قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 225 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

– 47 حالة سرقة قامت بها فصائل “الجيش الوطني”، شملت سرقة وجني محصول حوالي4267 شجرة زيتون في نواحي عفرين.

-9 حالات مصادرة لأراضي زيتون من قبل الفصائل، شملت 2000 شجرة زيتون من قبل فصيل لواء السمرقند و200 شجرة زيتون من قبل فصيل جيش الشرقية و340شجرة زيتون من قبل فصيل السلطان مراد.

-5 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، الأول كان بتاريخ، 3 تشرين الأول، حيث اعتدى قيادي في الفصائل الموالية لتركيا، على مواطنين اثنين، يعملان في المجال الإعلامي ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في مدينة عفرين.
الاعتداء الثاني كان في 5 تشرين الأول، حيث أقدم عناصر حاجز يتبعون لفصيل فرقة الحمزة على اعتقال مواطن من أهالي قرية مستكا التابعة لناحية شيخ الحديد، على طريق ساتيا التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين، واعتدوا عليه بالضرب المبرح وشتموه بألفاظ نابية، بالإضافة إلى سلبه بمبلغ ألف ليرة تركية.
الاعتداء الثالث كان بتاريخ 25 تشرين الأول، حيث اعتدى عناصر مجموعة القيادي” أبو وليد العزة” في فصيل السلطان مراد، بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية حلوبي كبير بريف عفرين، حيث جرى اعتقاله، بحجة قيامه بجني محصول الزيتون، هي من حق اقتصادية الفصيل، فيما إطلاق سراحه لاحقاً.
الاعتداء الرابع كان بتاريخ 25 تشرين الأول، حيث أقدم عناصر من فصيل فيلق الشام المقرب من الاستخبارات التركية، بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، أثناء جنيه لمحصول الزيتون بالقرب من مقر لفيلق الشام، حيث جرى طرده من أرضه بعد الاستيلاء على الأشجار، بحجة أنها قريبة من مقراتهم.
الاعتداء الخامس كان بتاريخ 28 تشرين الأول، حيث أقدم قيادي في فصيل صقور الشمال المسيطرين على قرية علي جارو التابعة لناحية بلبل، بالاستيلاء على محاصيل الزيتون لبعض أهالي القرية، بذريعة أنه قام بتحرير القرية من القوات الكردية، ولدى رفض بعض المواطن قرار التنازل عن ممتلكاتهم لصالح القيادي، أقدم عناصر الفصيل على الاعتداء أحد المواطنين أمام مرأى أهالي القرية.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.