مناطق “غصن الزيتون” في شهر شباط: 14 حالة اختطاف واعتقال تعسفي وانتهاكات الفصائل الموالية لأنقرة مستمرة بأكثر من 60 انتهاك

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

72

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق عفرين خلال شهر شباط 2023، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر شباط، مقتل شخص في اقتتال واحد، فقط ضمن مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث قتل شخص وأصيب 3 أخرين، جراء اندلاع اقتتال مسلح بين عشيرتي ” الحربيات” من جهة، و”العبادي” من جهة أخرى، في قرية زعرة التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، ضمن منطقة “غصن الزيتون”، بسبب خلاف على توزيع الخيام، تطور لاستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

في حين لم تشهد مدينة عفرين خلال شهر شباط أي تفجيرات.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر شباط 10 حالات اعتقال تعسفي، و4 حالات اختطاف لمدنيين من قبل الفصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية.

وإلى جانب حالات الاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 61 انتهاك آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

– 27 حالة بيع ومصادرة منازل، تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.

– 4 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل، لقاء إطلاق سراح اربعة مواطنين حالة من قبل الأمن السياسي وبلغ قيمتها 1300 دولار وحالة من قبل الشرطة العسكرية وبلغ قيمة الاتاوة 700 دولار وحالة من قبل الاستخبارات التركية وبلغ قيمتها 1000 دولار بزريعة تسوية وضعه وحالة من قبل الجيش الوطني وبلغ قيمتها 1000 دولار.

– 18 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 3381 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

– 1 حالة مصادرة أراضي بقوة السلاح، حيث أقدم عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ العمشات على الاستيلاء على محضر عقاري، بقوة السلاح في قرية قرزيحل في ناحية شيراوا تعود ملكيته إلى أحد أبناء القرية المهجرين قسراً إلى محافظة حلب، وذلك بغية إنشاء محلات تجارية في الموقع.

– 3 حالات مصادرة محال تجارية في مدينة عفرين بقوة السلاح من قبل فصائل الجيش الوطني.

– 4 حالات سرقة قامت بها فصائل “الجيش الوطني”، ثلاث حالات منها من قبل فصيل فرقة الحمزة حين أقدم عناصر من فصيل فرقة الحمزة على سرقة حوالي 25 رأس غنم من أحد الرعاة، وتعود ملكيته الأغنام إلى ثلاثة مواطنين من أهالي القرية، حيث أقدم عناصر فصيل الحمزة على نقل الأغنام المسروقة إلى قرية الغزواية لبيعها إلى تجار من إدلب، وحالة من قبل فصيل جيش الشرقية حين قدم عناصر من فصيل “جيش الشرقية” على اقتحام محل لبيع زيت الزيتون وسرقة نحو 20 صفيحة زيت الزيتون، يعود ملكيته إلى مواطن من أهالي قرية قدا، فيما لم تحرك الشرطة العسكرية ساكناً بالرغم من وجود المحل بالقرب من مركز الشرطة العسكرية.

– 4 عمليات اعتداء من قبل “الجندرما” التركية وفصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، حيث وثق المرصد السوري خلال شهر شباط، حالة منها من قبل الجندرما التركية، و3 حالات من قبل فصائل ” الجيش الوطني” وجاءت تفاصيلها على الشكل التالي:

الحالة الأولى، اعتدى عناصر من “الجندرمة” التركية بالقضبان الحديدية والركل على مواطنين اثنين أحدهما من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي بتاريخ 11 شباط، وذلك في أثناء محاولتهما الدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب، بالقرب من قرية دير صوان بناحية شران بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، جرى نقل المصابين إلى مشافي عفرين لتلقي العلاج.

الحالة الثانية من قبل فصيل جيش الشرقية بتاريخ 14 شباط، حيث أقدم عناصر من جيش الشرقية على الاعتداء على مواطن واختطاف أخر بعد سلب ما بحوزتهم من أموال في ناحية جنديرس.

الحالة الثالثة من قبل فصيل جيش الإسلام بتاريخ18 شباط، حيث أقدم عنصرين سابقين في فصيل “جيش الإسلام” على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية تللف بريف عفرين، وذلك بعد تدخله لمنع العنصرين من الاستيلاء على منزل في القرية بقوة السلاح، ورفض إخلاء المنزل بالرغم من تقديم المواطن شكوى لدى الشرطة العسكرية ولجنة رد الحقوق.

الحالة الرابعة من قبل فصيل فيلق الشام بتاريخ 19 شباط، حيث اعتدى عناصر من فيلق الشام على مجموعة مواطنين عفرينيين بينهم مسن وسيدة من أهالي ناحية جنديرس، بعد اغتصاب الفصائل لأرضهم، بحجة إنشاء مخيم -دون علمهم- لمتضرري الزلزال بالتفاهم مع منظمة سعودية.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.