مناطق “غصن الزيتون” في كانون الثاني: نحو 45 حالة اختطاف واعتقال تعسفي وأكثر من 135 انتهاك آخر.. ومجزرة مروعة تقتل وتصيب عشرات المدنيين

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

75

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، والمتمثلة بعفرين والنواحي التابعة لها شمال غربي حلب، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر يناير /كانون الثاني، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر يناير /كانون الثاني، مقتل واستشهاد 13 شخص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، توزعوا على النحو التالي:
– 9 مدنيين، هم 8 بينهم 5 أطفال بمجزرة في مدينة عفرين جراء قصف بري مصدره مناطق نفوذ قوات النظام والقوات الكردية بريف، وشاب من أهالي قرية بابيص بريف حلب الغربي عثر عليه مقتولاً ومكبل اليدين والرجلين وعليه آثار تعذيب بالقرب من أحد المساجد في قرية إيسكان في ناحية جنديرس.
-3 عسكريين، أحدهم قتل بانفجار قذيفة في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين، وقيادي وعنصر من الجيش الوطني باشتباكات فصائلية بناحية جنديرس.
-انتحاري جراء تفجير نفسه بنقطة عسكرية لفصيل جيش الإسلام بالقرب من دوار كاوا بمدينة عفرين.
كما تسببت العمليات آنفة الذكر بإصابة 43 شخص بجراح متفاوتة، هم 32 مدنياً بينهم 8 أطفال و5 نساء، و11 من العسكريين.

استمرار الفلتان الأمني..
شهدت منطقة غصن الزيتون خلال شهر كانون الثاني، تفجيرين اثنين واقتتال وحيد، ففي الرابع من يناير قام حاجز يتبع لحركة “أحرار الشام” الإسلامية متمركز على جسر السلورة قرب ناحية جنديرس بريف عفرين، بمحاولة إيقاف سيارة يستقلها عناصر من الحركة أيضا، اندلع على إثرها اشتباكات بين عناصر الحاجز والمسلحين الذين كانوا ضمن السيارة، الأمر الذي أدى إلى مقتل قائد عسكري في حركة “أحرار الشام” وابن شقيقته، بالإضافة إلى إصابة عدد من عناصر الحاجز.
وفي 13 الشهر أقدم انتحاري على تفجير نفسه أمام مقر للجيش الإسلام بالقرب من دوار كاوا بمدينة عفرين، ما أدى لمقتله وسقوط جرحى عسكريين.
وفي 30 الشهر، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة رئيس المجلس المحلي لناحية راجو بريف عفرين، ما أدى لإصابة طفلة بجراح.

عشرات الانتهاكات بحق البشر والحجر
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر كانون الثاني/يناير، أكثر من 45 حالة اختطاف واعتقال تعسفي لمدنيين من قبل الفصائل، بينهم طفل وامرأتين وطفل، وجرى الإفراج عن 13 منهم بعد دفع فدية مالية.

إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 132 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

– 36 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية وسيارات في عفرين والنواحي التابعة لها، من قبل عناصر وقيادات الفصائل الموالية للحكومة التركية، حيث تعود ملكية هذه العقارات لمهجرين من المنطقة بفعل عملية “غصن الزيتون”.

– 15 عملية استيلاء على أراضي زراعية تعود ملكيتها لمهجرين من عفرين والنواحي التابعة لها.

– 19 حالة بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديداً.

– 16 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والمجالس المحلية على المدنيين، 12 حالة منها تم فرض الإتاوة مقابل الإفراج عن معتقلين و4 من قبل حواجز الجيش الوطني على المدنيين مقابل السماح لهم بالمرور على حواجزها.

– 33 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني شملت قطع أكثر من 2922 شجرة زيتون والقضاء بشكل كامل على عدة أحراش منها حرش ناحية المعبطلي وحرش قرية الديب وحرش بلبل.

– عملية تعذيب واحدة بحق امرأة، حيث أفاد المرصد السوري بإجهاض سيدة من الطائفة “الإيزيدية” داخل سجن معراتة بريف عفرين شمالي حلب، نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الشرطة العسكرية سلمت ذوي المواطنة (آ. م)، جثة الجنين بعد 6 أشهر من حملها، ليتم دفن الجثة في مقبرة قرية كيمار واعتقلت السيدة في 12 سبتمبر /أيلول من العام الفائت 2021، بتهمة التعامل مع “الإدارة الذاتية”، فيما لاتزال السيدة معتقلة داخل سجن معراته السيء الصيت بالرغم من إسقاط جنينها، بعد تعرضها للتعذيب النفسي والجسدي.

ولم تكتفي الفصائل بما سبق، حيث تواصل الفصائل الموالية لأنقرة، جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن اللقى والدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري، إذ رصد نشطاء المرصد السوري في شهر يناير، 12 عملية تجريف وتخريب لتلال أثرية منها تل عقرب بقرية جلمة وتل شيخ عبد الرحمن بناحية جنديرس وتل دودي الأثري في قرية ميدانكي بناحية شران وتل مرساوا وتل عين ديبة الاثري بمدينة عفرين، وموقع بئر الجوز الأثري بناحية معبطلي وتل قره تبه بناحية شران، وتل قه وقه بناحية راجو وتل حلوبية بمدينة عفرين وتل فراق والذي يقع بالقرب ناحية جنديرس بالقرب من نهر عفرين وهو من التلال المسجلة في قيود مديرية الآثار السورية، بحثًا عن اللقى الأثرية والكنوز بهدف تهريبها وبيعها خارج سوريا.
وتعرض التل بعد سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مدينة عفرين لأعمال حفر وتخريب بشكلٍ كامل بالآليات الثقيلة، حيث تقدر مساحة الحفريات حوالي (2500)م2، قبل أن تعاود تلك الفصائل عمليات الحفر والتنقيب.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.