مناطق نبع السلام في آذار: 8 اقتتالات فصائلية في ظل صراع النفوذ.. و5 قتلى بأعمال عنف مع استمرار الانتهاكات بحق المدنيين

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

38

تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.

تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد رصد ووثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الثالث من العام 2022 الجديد.
حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 5 قتلى وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، توزعوا على النحو التالي:

– 2 من المدنيين، أحدهما لاجئًا من جنسية عراقية برصاص مجهولين في مدينة رأس العين، والآخر طفل برصاص عشوائي على خلفية اقتتال فصائلي بتل أرقم بريف رأس العين.

– 3 عسكريين، هم: عنصر من الفرقة الحمزة برصاص مسلحين من ذات الفرقة نتيجة اقتتال داخلي بينهم في رأس العين، وعنصر آخر من فرقة الحمزة برصاص عناصر من فصيل شهداء بدر بقرية العزيزية غرب رأس العين، وعنصر من الجبهة الشامية بانفجار عبوة ناسفة في قرية رنين بريف سلوك شمالي الرقة.

كما شهدت مناطق نبع السلام خلال شهر آذار، 8 اقتتالات وتناحرات فصائلية وتفجير وحيد، الاقتتال الأول جرى في 9 آذار، حين دارت اشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا وفرقة الحمزة وبمشاركة من الشرقية والفرقة عشرين في قرية السفح بريف رأس العين “سري كانيه”، بسبب خلاف على نقطة عسكرية ونتج عنها، إصابة عدة عناصر، في حين تخفى عناصر من فرقة الحمزة بالقرية.
الاقتتال الثاني جرى في ذات اليوم، حين اشتبك نازحون من دير الزور وفرقة الحمزة بالأسلحة الرشاشة و “الآربيجي” ضمن الأحياء السكنية بمدينة رأس العين، ما تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي في المدينة.
أما الاقتتالين الثالث والرابع فكانا بيوم واحد وهو 13 آذار، أحدهما حين دارت اشتباكات مسلحة بين عناصر فرقة الحمزة وفرقة شهداء بدر من طرف وأحرار الشرقية والفرقة عشرين من طرف آخر في تل أرقم بريف رأس العين، قتل على إثرها طفل برصاص عشوائي، ووفقًا للمصادر فإن الاشتباكات نتيجة خلافات بسبب انشقاقات في صفوف الطرفين وإنشاء تشكيلات جديدة وانضمامها إلى تشكيلات آخرى، بسبب تخفيض الدعم اللوجستي والعسكري عن بعض الفصائل من قبل قادة المجموعات لنقص ورودها من تركيا.
والآخر بين فرقة الحمزة والشرقية والفرقة عشرين في حي الكنائس بمدينة رأس العين، بسبب انشقاقات وفصل موالين للطرفين من الوظائف.
الاقتتال الخامس والسادس كانا منتصف آذار وفي 21 منه، حيث قتل عنصر من فرقة الحمزة برصاص عناصر آخرين من ذات الفصيل على حاجز “العزيزية” في مدينة رأس العين، وتفيد المعلومات أن سبب الخلافات يعود على تقاسم النفوذ و الإتاوات من طرق لتهريب البشر إلى تركيا وتهريب المحروقات والمواد الغذائية من وإلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
في حين الاقتتال السابع كان في 21 الشهر أيضاً، حين قتل عنصر من فرقة الحمزة على حاجز قرية العزيزية غربي مدينة رأس العين، على يد مجموعة عناصر من شهداء بدر، إثر خلاف بين العناصر على التهريب.
أما الاقتتال الثامن والأخير فجرى في 22 آذار، بين عناصر من “فرقة الحمزة” من طرف، وعناصر منشقين عنها وآخرين “أحرار الشرقية والفرقة عشرين” من طرف آخر في تل حلف ونقطة أصفر نجار جنوب غرب مدينة رأس العين وفي المدينة، واستمرت الاشتباكات التي استخدمت فيها رشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية من نوع “آر بي جي”.

بينما التفجير الوحيد الذي شهدته مناطق نبع السلام في آذار، فكان بتاريخ 28 آذار، حين قتل عنصر من فصيل الجبهة الشامية، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في قرية رنين بريف مدينة سلوك، شمالي الرقة.

في الوقت الذي يتواصل فيه مسلسل الانتهاكات ضمن مناطق ما يعرف بنبع السلام، حيث أحصى المرصد السوري خلال آذار، احتجاز الفصائل الموالية لأنقرة لسيدة واثنين من ابنائها إحداهما طفلة بريف رأس العين “سري كانييه”، بعد اعتقالهم عندما كانوا في طريقهم للوصول إلى تركيا.
وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عناصر فرقة الحمزة الموالية لتركيا احتجزتهم بعد دخولهم منطقة “نبع السلام” قادمين من مناطق سيطرة “قسد”، عبر طرق التهريب، حيث تم احتجازهم لعدم دفع المهربين ضرائب يفرضها عناصر الحمزة مقابل عبورهم، فيما لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن.

في حين أقدم عناصر فرقة الحمزة وبإشراف الاستخبارات التركية على جرف مساحات واسعة تشمل منازل وأراضي زراعية في قرية عين الحصان بريف رأس العين ” سري كانيه” الجنوبي، بهدف تحويلها لمنطقة عسكرية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر فرقة الحمزة دمروا 12 منزلًا ضمن مزرعة أبو مظلوم التي تقدر مساحتها بـ 30 دونم، وتضم أشجار مثمرة، باستخدام الجرافات الثقيلة وشاحنات نقل جاءت من تركيا، بهدف تحويلها لمنطقة عسكرية، وإنشاء قاعدة مشتركة للجيش التركي وفرقة الحمزة.
وتعود ملكية هذه المنازل لأبناء عائلة واحدة هم: (ع.م.ح)، (ف.ع .ح)، ( ع.م. ح)، ( م.ع.ح)، (د.ع.ح)، ( أ.م.ح)، ( ع.م.ح)، (ع.م.ح)، (م.م.ح)، ( ع.م.ح)، (ع.م.ح).

وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.