مناطق نفوذ النظام خلال آب: 105 قتلوا بأعمال عنف وفوضى وفلتان أمني.. و5 استهدافات إسرائيلية تخلف خسائر بشرية ومادية.. ومحاربة مستمرة للنفوذ الإيراني من قبل أبناء جبل العرب

المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالعمل الجاد على إنهاء معاناة أبناء الشعب السوري

74

شهدت مناطق نفوذ النظام خلال الشهر الثامن من العام 2022 أحداثًا لافتة من تصاعد لأعمال العنف فضلًا عن سوء الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى القبضة الأمنية للنظام واستمرار مسلسل الاعتقالات بحق المدنيين خارج نطاق القانون لأسباب ودوافع مجهولة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان يسلط الضوء في التقرير الآتي على أبرز التفاصيل والتطورات ضمن مناطق سيطرة النظام خلال آب/أغسطس من العام 2022.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال عنف
شهدت مناطق سيطرة النظام خلال شهر آب/أغسطس من العام 2022 تصاعد متواصل لأعمال العنف والخسائر البشرية الناجمة عنها، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 105 من المدنيين وغير المدنيين ضمن مختلف المناطق السورية الخاضعة لنفوذ النظام السوري والميليشيات الموالية لها، توزعوا على النحو التالي:

– 43 من المدنيين بينهم سيدتين و10 أطفال، هم: 14 بينهم سيدة بحوادث فلتان أمني في درعا، و12 بينهم سيدة وطفلين بجرائم قتل، و10 بينهم 8 أطفال بانفجار مخلفات حرب، و3 برصاص ميليشيات موالية للنظام، ورجل بانفجار قنبلة، ورجل بظروف مجهولة، و2 تحت التعذيب في سجون النظام.

– 29 من العسكريين والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية، هم: 10 بحوادث فلتان أمني ضمن درعا، و8 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، و5 بقصف إسرائيلي، و4 عناصر برصاص مجهولين، وضابط بظروف مجهولة، وعنصر باشتباكات مع مهربين.

– 11 مسلح باستهدافات واقتتالات عائلية.

– 8 من المقاتلين السابقين بصفوف الفصائل، أحدهم تحت التعذيب في سجون النظام، والبقية بحوادث فلتان أمني بمحافظة درعا.

– 5 من تنظيم “الدولة الإسلامية”، هم: قيادي فجر نفسه بدرعا، في 4 عناصر بقصف جوي روسي على البادية.

– 4 من الميليشيات الإيرانية، 3 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” وقيادي بعملية اغتيال.

– 3 من العاملين مع حزب الله اللبناني بعمليات اغتيال بريف دمشق.

– عنصر سابق بتنظيم “الدولة الإسلامية” بحادثة فلتان أمني في درعا.

– عنصر من المسلحين الموالين لروسيا بحادثة فلتان أمني بدرعا.

16 حالة اختطاف واعتقال خارج نطاق القانون خلال آب

يتواصل مسلسل الاعتقالات التعسفية خارج نطاق القانون ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال الأجهزة الأمنية لما لا يقل عن 13 شخص، بالإضافة لتسجيل 3 حالات اختطاف، وذلك خلال شهر آب، توزعت ظروف الاعتقال والاختطاف وفق الآتي:

– الثامن من آب، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية رجل من على أحد حواجزها بين داعل وطفس بريف محافظة درعا.

– الثامن من آب، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية رجلين اثنين بعد نصب كمين لهما في بلدة كفر حور التابعة لمنطقة قطنا بريف دمشق.

– 22 آب، اعتقلت قوات النظام 3 أشخاص بعد عودتهم إلى سورية قادمين من الخارج ومن مناطق سيطرة الفصائل وذلك عبر معبري كسب وجرابلس.

– 23 آب، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية 6 أشخاص ضمن مناطق نفوذها بمدينة الحسكة.

– 23 آب، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية طبيب من أبناء دير الزور أثناء توجهه إلى العاصمة دمشق.

– الثلث الأول من آب، اختطفت خلاله الطفلة جوى استنابولي من منطقة سكنها بمدينة حمص، ليتم العثور عليها مقتولة بعد أيام من خطف بجريمة شنيعة هزت الشارع السوري.

– 11 آب، اختطف مسلحون مجهولون شخص من أبناء محافظة حمص أثناء تواجده في السويداء وتحديداً بالقرب من قرية أم الزيتون بريف السويداء الشمالي، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن المختطف قدم من حمص إلى السويداء بعد تقديم فرصة عمل له من قبل أحد أقربائه.

– 15 آب، اختطف مسلحون مجهولون مدني من أهالي بلدة محجة بريف درعا، أثناء توجهه من دمشق إلى بلدة عريقة بريف السويداء، بقصد زيارة صديقه، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة.

وطالب الخاطفون ذويه بدفع فدية مالية تقدر بـ 10 آلاف دولار أمريكي مقابل الإفراج عنه، في حين ناشد ذويه الجهات المعنية بالتدخل وتقديم المساعدة له.

“مهد الثورة” تشهد توترات متواصلة
نفذت قوات النظام تهديداتها بشن عملية عسكرية على مدينة طفس بريف درعا الغربي بتاريخ 6 آب، حيث قصفت قوات النظام بالأسلحة الثقيلة والدبابات، مزارع وعدة منازل في مدينة طفس تزامنا مع محاولتها التقدم باتجاه الأحياء الجنوبية لمدينة طفس غربي، الأمر الذي أدى لنزوح أهالي وسكان في المدينة لخارجها، وجددت تلك الهجمات في السابع من آب أيضاً، أما في الثامن من الشهر فسمحت حواجز قوات النظام لمزارعي مدينة طفس بالوصول إلى مزارعهم ومتابعة زراعتهم، بعد منعهم عدة أيام، في حين أطلق عناصر قوات النظام النار تجاههم لِترهيبهم، فيما غادر أشخاص مطلوبين للنظام السوري مدينة طفس، إلى جهة مجهولة، وفق ما أفاد به مصدر محلي للمرصد السوري، لإبعاد الذرائع عن قوات النظام تجنباً للتصعيد.

وفي العاشر من الشهر، استهدفت قوات النظام السهول المحيطة بطفس بالرشاشات الثقيلة، وسط تبادل إطلاق نار بالرشاشات المتوسطة مع مسلحين محليين في المنطقة، في محاولة من قبل قوات النظام التقدم بالمنطقة، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن قوات النظام تمكنت من السيطرة على نقاط جنوبي طفس على طريق اليادودة، وسط نزوح لأهالي القسم الجنوبي من المدينة نتيجة لاستهدافات قوات النظام.

بعد ذلك جرى التوصل لاتفاق بين اللجنة الأمنية وممثلين عن طفس، دخلت قوات النظام على إثره إلى مدينة طفس بتاريخ 16 آب، وذلك ، لإجراء عمليات تفتيش كما دخلت الأجهزة الأمنية إلى مبنى مؤسسة الاسمنت أيضاً.

أبناء جبل العرب يواصلون عملياتهم ضد التمدد الإيراني
عمدت الفصائل ي السويداء وعلى رأسها حركة رجال الكرامة بقيادة الشيخ ليث البلعوس ولواء الجبل وقوات مكافحة الإرهاب، بتاريخ 11 آب، إلى تطويق بلدة قنوات بريف السويداء الشمالي الشرقي، وبدأت بحملة أمنية جديدة بحثاً عن مطلوبين من خلايا تابعين لمجموعة “راجي فلحوط”، ومجموعة أخرى تدعى “قوات الفهد” التي يقودها شخص يدعى سليم حميد وهي تابعة للمخابرات العسكرية أيضاً، وذلك في إطار استمرار الفصائل بمحاربة الجماعات التابعة لحزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الفصائل المحلية كانت قد أعطت مهلة لسليم حميد قائد “قوات الفهد”، الذي يتخذ من بلدة قنوات مركزاً له ويعد من المقربين من راجي فلحوط، لتفكيك فصيله وتسليم سلاحهم إلا أن الأخير لم يستجب، بينما عمد عدد من عناصره إلى تسليم سلاحهم بشكل فردي، ومع انتهاء المهلة، بدأت الفصائل المحلية صباح اليوم بالحملة الأمنية، وداهمت منازل عدة تعود لمقاتلين ضمن فصيل “قوات الفهد”، من ضمنهم منزل قائد الفصيل، إلا أنهم لم يعثروا عليه، وترجح المصادر خروجه خارج بلدة قنوات، في حين تمكنت الفصائل المحلية من اعتقال عدد من عناصره منذ الصباح، كما حدث تبادل إطلاق نار مع مجموعة تابعة لقوات الفهد، في ظل استمرار استنفار الفصائل المحلية.

وشهد يوم 29 آب، توترا بين فصائل محلية، وأخرى مدعومة من حزب الله اللبناني والأمن العسكري، حيث شنت فصائل محلية مسلحة في السويداء “حركة رجال الكرامة”، وبمساندة الأهالي، حملة مداهمات ضد قائد وعناصر ” قوات الفهد” المدعوم من حزب الله اللبناني وفرع الأمن العسكري في بلدة قنوات بريف السويداء الشمالي.

وجاء ذلك، بعد إطلاق سراح المدعو (س.ح) قائد قوات الفهد، من قبل فصيل “لواء الجبل” المحلي، وبطلب من المرجعية الدينية، وعلى رأسها الرئاسة الروحية لطائفة الموحدون الدروز، وسط حالة التوتر ساد المنطقة.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، فإن مسلحي حركة رجال الكرامة طوقوا منزل القيادي (س.ح)، وطالبوه بتسليم نفسه دون مقاومة، كما دعوا أهالي المدنية بالالتزام بمنازلهم إلى حين انتهاء الحملة، مؤكدين بأن من تلطخت أياديهم بدماء أبناء المنطقة، لن تمر بدون الحساب.

استياء شعبي جديد.. وناقلة نفط إيرانية تفرغ حمولتها في بانياس
أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ضمن مناطق نفوذ النظام بمختلف المحافظات السورية، باستياء كبير يسود الأوساط الشعبية على خلفية رفع سعر البنزين بقرار من “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، ونص القرار على رفع سعر مبيع ليتر البنزين الممتاز “أوكتان 90” المدعوم عبر البطاقة الذكية من 1100 ليرة سورية إلى 2500 ليرة سورية، في حين رفعت سعر الليتر غير المدعوم من 3500 ليرة إلى 4000 آلاف ليرة، كما رفعت الوزارة سعر ليتر البنزين “أوكتان 95” من 4000 آلاف ليرة إلى 4500 ليرة سورية.

وبررت الوزارة القرار بهدف “التقليل من الخسائر الهائلة في موازنة النفط، وضماناً لعدم انقطاع المادة أو قلة توافرها.

وعلى ضوء ذلك، تفاقمت أزمة المواصلات ضمن مناطق نفوذ النظام، بشكل كبير جداً، حيث أن قبل صدور القرار كانت الأزمة خانقة بالنسبة للمواطنين، وبالكاد يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم بالمواصلات العامة والخاصة نظراً للإدارة الفاشلة من قبل حكومة النظام لأزمة المحروقات، فكيف مع رفع سعر البنزين، إذ تضاعف الازدحام وانخفض تواجد وسائط النقل مقابله على خلفية القرار الأخير، وهو ما أشعل استياء المواطنين في مناطق النظام بما فيهم الموالين له، فالراتب الشهري لا يكفي للمواصلات، ناهيك عن الغلاء الفاحش بالأسعار وعدم قدرة المواطن على تأمين قوت يومه براتبه الشهري، فضلاً عن الانقطاع المتواصل في التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

في حين أفرغت ناقلة نفط إيرانية حمولتها في مصب بانياس غربي سورية في نهاية شهر آب، وتقدر حمولتها بنحو خمسة آلاف طن من مادة المحروقات، وأضافت مصادر للمرصد السوري، أن عملية تفريغ الحمولة جرت بعد وصول الناقلة الإيرانية للميناء مباشرة، حيث سيتم نقل كميات من المحروقات للشركة العامة للمحروقات ضمن المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ليتم بعد ذلك توزيعها على محطات الوقود في المحافظات.

وأوضحت المصادر أن ناقلات النفط الإيرانية ستسمر بعملها في نقل مادة المازوت لسوريا عبر الساحل السوري وذلك وفقاً لاتفاقية “خط الائتمان” التي جرت بين الحكومتين الإيرانية والسورية مطلع العام الجاري 2022 والتي تقضي بتوفير الاحتياجات المحلية من المازوت الإيراني.

وأشارت المصادر أن هذه الحمولة من مادة المازوت ليست الأولى من نوعها حيث تمت مؤخراً عملية تفريغ حمولة مماثلة قدرت كميتها بنحو 36 ألف طن من مادة المازوت.

استباحة إسرائيلية متواصلة
تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر آب 5 استهدافات تسببت بسقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة، وجاءت التفاصيل الكاملة وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:

– 12 آب، استهدفت القوات الإسرائيلية بقذائف دبابة عسكرية، منطقة الحميدية بريف القنيطرة عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، الأمر الذي أدى لإصابة شخصين اثنين.

– 14 آب، قتل 3 عناصر من قوات النظام وأصيب عدد آخر منهم، نتيجة استهداف إسرائيلي لقاعدة دفاع جوي ورادار في قرية أبو عفصة 5 كيلومتر جنوبي مدينة طرطوس على الساحل السوري، كما يبتعد المواقع المستهدفة نحو 8 كيلومتر، عن القاعدة الروسية.

كما سقطت صواريخ إسرائيلية في موقع عسكري تابع لقوات النظام في منطقة القطيفة بريف دمشق.

– 25 آب، قتل ضابط في قوات النظام، جراء الضربات الإسرائيلية على مستودعات في محيط مصياف بريف حماة الغربي، وطال القصف الإسرائيلي مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية في كل من طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة البحوث العلمية، ومنطقة السويدة جنوب شرق مصياف ومنطقة الجليمة أيضاً، وشهدت المنطقة انفجارات عنيفة على إثرها استمرت لساعات وأصيب 14 مدني بجراح متفاوتة، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الصواريخ المنفجرة جرى تجميعها على مدار أكثر من عام، ويقدر عدد الصواريخ الموجودة بحسب المصدر بأكثر من ألف صاروخ.

– 31 آب، استهدف الفص الإسرائيلي مستودعات للذخيرة والسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية المتواجدة في محيط مطار حلب الدولي بثلاثة صواريخ، ما سقط صاروخ رابع بحرم المطار، ولم يتضرر مدرج المطار على الإطلاق، بينما الخسائر المادية كانت ضمن المستودعات التابعة للإيرانيين بمحيط المطار.

ذكر أن قوات روسية متواجدة ضمن مطار حلب الدولي برفقة قوات النظام ويمنع على الجانب الإيراني استخدام المطار لأي شق عسكري على الرغم من استخدامه من قبل الطيران الإيراني الذي ينقل “حجاج شيعة” على حد زعمهم، ووفقا لمصادر المرصد السوري فإن القوات الروسية المتواجدة داخل مطار حلب الدولي كانت على علم مسبق بالغارات الإسرائيلية حيث لوحظ استنفارها قبل 10 دقائق من الغارات.

– 31 آب، قتل أحد عناصر قوات النظام جراء قصف إسرائيلي بصاروخين اثنين على مناطق عسكرية لقوات النظام تتواجد فيها ميليشيات “حزب الله” اللبناني في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ما أصيب 3 آخرين جميعهم من جنسيات غير معروفة حتى اللحظة، فيما تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للنظام من إسقاط صاروخ واحد قبل وصوله الهدف.

الأهداف في دمشق تبتعد بضعة كيلومترات عن مطار دمشق الدولي والسيدة زينب.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر من تداعيات تصاعد الأزمات المعيشية والفوضى المصحوبة بالانفلات الأمني ضمن مناطق نفوذ النظام، في ظل تعنت نظام بشار الأسد بالسلطة وهو المتسبب الرئيسي بما آلت إليه الأوضاع ليس فقط ضمن مناطق نفوذه بل في عموم الأراضي السورية، وعليه فإن المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي المدني السوري من سلسلة الكوارث التي تعصف بحياته اليومية وضمان انتقال سلمي للسلطة، ومحاسبة رموز النظام وجميع قتلة أبناء الشعب السوري.