مناطق نفوذ النظام خلال أيار: أكثر من 145 قتيل بأعمال عنف وفوضى وفلتان أمني.. واعتقالات متواصلة رغم العفو الرئاسي الإعلامي والأزمات المعيشية مستمرة

المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالعمل الجاد على إنهاء معاناة أبناء الشعب السوري

76

شهدت مناطق نفوذ النظام خلال الشهر الخامس من العام 2022 أحداثًا لافتة من تصاعد لأعمال العنف فضلًا عن سوء الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى القبضة الأمنية للنظام واستمرار مسلسل الاعتقالات بحق المدنيين خارج نطاق القانون لأسباب ودوافع مجهولة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يسلط الضوء في التقرير الآتي على أبرز التفاصيل والتطورات ضمن مناطق سيطرة النظام خلال أيار/مايو من العام 2022.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال عنف
شهدت مناطق سيطرة النظام خلال شهر مايو/أيار من العام 2022 تصاعد متواصل لأعمال العنف والخسائر البشرية الناجمة عنها، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 146 من مدنيين وغير مدنيين ضمن مختلف المناطق السورية الخاضعة لنفوذ النظام السوري والميليشيات الموالية لها، هم: 54 مدنيًا بينهم 8 أطفال و4 مواطنات، و92 من العسكريين والمتعاونين مع أجهزة النظام الأمنية وتجار المخدرات وغير المدنيين.
توزعت ظروف مقتل المدنيين وفق الآتي:
– 12 جريمة راح ضحيتها 13 مدنيًا هم: طفل وسيدة و11 رجل، توزعوا على النحو التالي “رجل في العاصمة دمشق – رجل وطفل في ريف دمشق – مسنة و5 شبان ورجال في السويداء – رجلان اثنان في الرقة – رجلان اثنان في درعا.
– 15 مدنيًا قضوا بحوادث اغتيال وفوضى وانفلات أمني بمحافظة درعا.
– 8 أشخاص بينهم فتاة نتيجة خلافات شخصية بين شبان وبعضها بين عشائريين وفصائل مدعومة من قِبل “شعبة المخابرات العسكرية” التابعة للنظام وفصائل محلية.
– طفل باشتباكات بين مجموعات موالية لإيران في السيدة زينب جنوب دمشق.
– طفل بقصف نفذته فصائل معارضة على نبل والزهراء في ريف حلب.
– 4 مواطنين إثر انهيار سقف أحد المباني التي تعرضت للقصف من قبل سلاح الجو التابع للنظام وروسيا في حي جوبر بدمشق.
– رئيس فئة العمال في دائرة الشحن ضمن مديرية العمليات الأرضية بمطار دمشق الدولي نتيجة القصف الإسرائيلي.
– 10 بينهم 5 أطفال وسيدتين جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب في حمص ودرعا وريف دمشق والرقة وحماة.
مواطن على يد سجاني النظام اعتقل بوقت سابق.

فيما توزعت ظروف البقية من غير المدنيين وفق التالي:
– 24 من عناصر من قوات النظام والتسويات وممن يعملون لصالح أفرع النظام الأمنية بحوادث فلتان أمني ضمن درعا
– 4 من تجار المخدرات بحوادث فلتان أمني ضمن درعا
– 2 من عناصر الفيلق الخامس الموالي لروسيا بحوادث فلتان أمني في درعا
– مسلح مجهول الهوية بحادثة فلتان أمني ضمن درعا
– منشق عن جيش النظام بحادثة فلتان أمني في درعا
– 10 من المسلحين الموالين للنظام من أبناء نبل والزهراء على محاور غرب حلب.
– 6 من عناصر الميليشيات الموالية لإيران باشتباكات داخلية في السيدة جنوب دمشق.
– 2 من عناصر الهندسة بقوات النظام قتلوا في القنيطرة.
– متطوع بقوات النظام اغتيل بالسويداء.
– 2 من عناصر النظام بقصف تركي على ريف حلب الشمالي الغربي.
– ضابط بقوات النظام اغتيل في بلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي.
– ضابط بقوات النظام بقصف نفذته الفصائل على مواقع النظام بمدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
– 2 من عناصر كتائب البعث التابعة للنظام بعد استهدافهما بعبوات ناسفة في الغوطة الغربية بريف دمشق.
– 4 من مهربي المخدرات بعد وقوعهم بكمين نفذه الجيش العربي الأردني، خلال محاولة المجموعة إدخال شحنة مخدرات إلى الجانب الأردن من بادية السويداء.
– عنصر في قوات “الدفاع الوطني” وجد مقتولاً في ظرف مجهول، في بلدة حطلة شمالي دير الزور.
– 10 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء القصف الجوي الروسي على مناطق متفرقة من البادية السورية.
– 8 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال 5 عمليات للتنظيم ضمن البادية السورية.
– 10 من ضباط الدفاع الجوي وعناصر قوات النظام نتيجة قصف إسرائيلي استهدف محيط العاصمة دمشق ومنطقة مصياف بريف حماة.
– قتل عنصر ضمن قوات النظام، جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب في بلدة الزاملية الواقعة بريف مصياف الجنوبي في حماة.
– منشق عن جيش النظام قضى تحت التعذيب داخل سجون النظام وهو من أبناء دير الزور.

عفو بشار الأسد الإعلامي يبقي على عشرات الآلاف من المعتقلين ضمن السجون
عقب العفو الرئاسي الذي صدر عن بشار الأسد رئيس النظام اتلسوري أواخر نيسان/أبريل، أفرجت أجهزة النظام الأمنية عن عدة دفعات من المعتقلين والمساجين ضمت نحو 1168 معتقلًا وسجينًا، من ضمنهم أشخاص جرى اعتقالهم خلال الأشهر الفائتة بقضايا جنائية وبعضهم الآخر ممن كان معتقلا لدى أفرع النظام الأمنية بقضايا إرهاب، إلا أن وتيرة الإفراج شهدت تراجعًا بشكل ملحوظ منذ منتصف أيار/مايو المنصرم، رغم الوعود بالإفراج عن آلاف المعتقلين، مما تسبب بخيبة أمل كبيرة لدى ذوي المعتقلين والمغيبين قسرًا في سجون النظام.
في حين خرجت مظاهرة حاشدة للأهالي في بلدة كناكر بريف دمشق الغربي، طالبوا من خلالها بإطلاق سراح المعتقلين القابعين في سجون النظام.
وفي الوقت ذاته، واصلت أجهزة النظام الأمنية التابعة للنظام السوري اعتقال مواطنين خارج نطاق القانون ضمن مناطق نفوذها بمختلف المحافظة السورية، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال أيار/مايو اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام لـ 38 شخصًا من محافظات حمص والسويداء ودمشق ودير الزور، بالإضافة إلى اتهام ميليشيات إيرانية باختطاف 4 مواطنين من تدمر بريف حمص وتسجيل حالة خطف لمهندس بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، توزعت ظروف اعتقالهم واختطافهم وفق الآتي:
حوادث الاعتقال
– الحادثة الأولى: اعتقل عناصر دورية أمنية تابعة لقوات النظام، مواطنا بعد خروجه من مخيم الركبان بواسطة الهلال الأحمر السوري، من أجل العلاج.
– الحادثة الثانية: مسلحون يتبعون للنظام احتجزوا 20 مواطنًا من أبناء محافظة درعا وعشائر البدو بالقرب من بلدة عتيل شمالي مدينة السويداء، قبل أن يتم إطلاق سراحهم في وقت لاحق.
– الحادثة الثالثة: اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام مسن من أهالي مدينة الميادين بريف دير الزور، بعد ذهابه إلى دمشق بغرض العلاج.
-الحادثة الرابعة: حاجز لقوات النظام متمركز عند مدخل مدينة انخل بريف درعا الغربي، أقدم على اعتقال شاب من مدينة انخل بريف درعا الغربي.
– الحادثة الخامس: داهمت دورية من فرع مخابرات البادية ومليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، منازل في الحي الغربي لمدينة تدمر بريف محافظة حمص الشرقي، واعتقلت 4 أشخاص بذريعة التعاون مع تنظيم “الدولة الإسلامية” وإعطاء معلومات عن توزع المليشيات الإيرانية المتواجدة ضمن مدينة تدمر.
– الحادثة السادسة: دوريات تابعة لـ “شعبة الاستخبارات” بقوات النظام، اعتقلت 11 فلاحًا من منطقتي البلعوم والطيبة بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي وذلك بسبب عدم بيعهم قسم من محصول القمح للنظام وبيعه في السوق الحرة.

حوادث الخطف
اختفى 4 مدنيين مدنيين أثناء عملهم في مدينة تدمر وريفها وسط اتهامات من قِبل ذويهم بوقوف الميليشيات الإيرانية خلف حوادث اختفائهم أبنائهم.
-في السويداء عمد مسلحون مجهولون إلى اختطاف مهندس من مكتب بريد بلدة عتيل بريف السويداء الشمالي، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة مجهولة مكتب البريد واقتادته إلى جهة مجهولة.

تصاعد بحوادث العثور على أطفال حديثي الولادة في ظل استمرار الأزمات المعيشية
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 5 حالات لأطفال حديثي الولادة تخلى عنهم ذويهم في مناطق سيطرة النظام، في كل من “حلب – حمص – ريف دمشق – درعا” خلال مايو/أيار المنصرم، في ظل تواصل الظاهرة بشكل لافت ضمن جميع المحافظات السورية باختلاف القوى والجهات المسيطرة عليها ولكن بشكل أكبر ضمن مناطق النظام.
في حين خرجت 4 محطات توليد كهربائية عن الخدمة، خلال مايو/أيار، ما أدى إلى انخفاض التوليد الكهربائي من 1900 إلى 1500 ميغاواط. ووفقا للمصادر، فإن كل من محطة بانياس 1 و2 في محافظة طرطوس الساحلية، والزارة ومحردة في محافظة حماة، توقفت عن العمل، بسبب عدم توافر وقود التشغيل، فضلًا عن استمرار الأزمات المعيشية من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمحروقات واستمرار أزمة المواصلات في عموم مناطق النظام.

إسرائيل تواصل استباحة الأراضي السورية
رصد المرصد السوري لحقوق 3 استهدافات إسرائيلية للأراضي السورية خلال شهر أيار، طالت مواقع ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لميليشيات إيران ومنظومات دفاع جوي تابعة للنظام، في كل من القنيطرة ومحيط العاصمة دمشق وريف حماة، أفضت لمقتل 10 من ضباط الدفاع الجوي وعناصر النظام، بالإضافة لموظف مدني بمطار دمشق الدولي، وتوزعت تلك الاستهدافات وفق الآتي:

– 11 أيار، سقطت صواريخ إسرائيلية على مواقع في محيط بلدة حضر الواقعة بريف القنيطرة الشمالي، قرب الحدود مع الجولان المحتل، حيث تتواجد هناك مواقع لميليشيات تابعة لإيران وحزب الله على رأسها المقاومة السورية لتحرير الجولان.

– 13 أيار، قُتل 6 ضباط وصف ضباط، 5 منهم من قوات “الدفاع الجوي”، وذلك باستهداف عربة للدفاع الجوي بشكل مباشر خلال محاولتها التصدي للقصف الإسرائيلي الذي جرى على طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة السويدة جنوب شرق مصياف، ضمن محافظة حماة، كما تسبب القصف الإسرائيلي بسقوط أكثر من 10 جرحى عسكريين ومدنيين بينهم طفلة.

– 20 أيار، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية لميليشيات إيران بمحيط جبل المانع قرب مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي الغربي وفي منطقة جمرايا شمال العاصمة دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي، بالإضافة إلى سقوط بقايا صاروخ إسرائيلي على مزرعة في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة والخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية، الاستهداف تسبب بمقتل 5 وهم “3 من ضباط الدفاع الجوي وعنصر بقوات النظام – رئيس فئة العمال في دائرة الشحن ضمن مديرية العمليات الأرضية”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر من تداعيات تصاعد الأزمات المعيشية والفوضى المصحوبة بالانفلات الأمني ضمن مناطق نفوذ النظام، في ظل تعنت نظام بشار الأسد بالسلطة وهو المتسبب الرئيسي بما آلت إليه الأوضاع ليس فقط ضمن مناطق نفوذه بل في عموم الأراضي السورية، وعليه فإن المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي المدني السوري من سلسلة الكوارث التي تعصف بحياته اليومية وضمان انتقال سلمي للسلطة، ومحاسبة رموز النظام وجميع قتلة أبناء الشعب السوري.