مناطق نفوذ النظام خلال أيار: 140 قتيل بأعمال عنف.. و7 عمليات اغتيال لعسكريين والتقارب العربي مع النظام ينعكس سلباً على أوضاع المدنيين المعيشية

المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالعمل الجاد على إنهاء معاناة أبناء الشعب السوري

70

شهدت مناطق نفوذ النظام خلال الشهر الخامس من العام 2023 أحداثًا لافتة من تصاعد لأعمال العنف فضلًا عن سوء الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى القبضة الأمنية للنظام واستمرار مسلسل الاعتقالات بحق المدنيين خارج نطاق القانون لأسباب ودوافع مجهولة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان يسلط الضوء في التقرير الآتي على أبرز التفاصيل والتطورات ضمن مناطق سيطرة النظام خلال أيار/مايو من العام 2023.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال عنف

شهدت مناطق سيطرة النظام خلال شهر أيار تصاعد متواصل لأعمال العنف والخسائر البشرية الناجمة عنها، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 140 من المدنيين وغير المدنيين ضمن مختلف المناطق السورية الخاضعة لنفوذ النظام السوري والميليشيات الموالية لها، توزعوا على النحو التالي:

61 من المدنيين، بينهم 6 سيدات و11 طفل، هم:
– 10 بينهم سيدة و3 أطفال بمخلفات الحرب.
– 17 بحوادث فلتان أمني في درعا
– 2 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
– 18 بينهم 4 سيدات و2 أطفال بجرائم قتل
– 3 تحت التعذيب في سجون النظام
– سيدة و5 من أطفالها بقصف جوي أردني
– رجل وطفل بانفجار قنابل عن طريق الخطأ
– 3 برصاص عشوائي

63 من العسكريين، هم:
– 22 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 14 على يد الفصائل وهيئة تحرير الشام
– 10 بحوادث فلتان أمني في درعا
– 6 باستهدافات إسرائيلية
– 6 بتفجيرات
– 5 بعمليات اغتيال بالرصاص

7 من الميليشيات التابعة لإيران، هم:
– 3 من الجنسية السورية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 3 غير سوريين باستهدافات إسرائيلية.
– 1 على يد الفصائل وهيئة تحرير الشام

1 من القوات الروسية على يد الفصائل

2 من تنظيم “الدولة الإسلامية” على يد قوات النظام

5 من المقاتلين السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها

مرعي الرمثان أبرز تجار المخدرات والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن قصف جوي أردني على قرية الشعاب الحدودية

70 حالة اختطاف واعتقال خارج نطاق القانون خلال أيار

يتواصل مسلسل الاعتقالات التعسفية خارج نطاق القانون ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال الأجهزة الأمنية لما لا يقل عن 45 مدنياً بينهم سيدتين، بالإضافة لتسجيل 25 حالة اختطاف بينهم 4 أطفال و5 سيدات، وذلك خلال شهر أيار.

توزعت حالات الاعتقال وفق الآتي:

– 6 بينهم سيدة في درعا
– 6 بينهم سيدة في دير الزور
– 2 في حمص
– 6 في دمشق
– 2 في حماة.
كما جرى اعتقال 23 من اللاجئين السوريين بعد ترحيلهم من الأراضي اللبنانية.

توزعت حالات الاختطاف وفق الآتي:

– 14 بينهم 4 أطفال و4 سيدات في حمص
– 7 في درعا
– 3 في ريف دمشق
– سيدة في دمشق

بينما جاءت تفاصيل حالات الاعتقال والاختطاف وفق الآتي:

– 3 أيار، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام، شاباً وشقيقته ووالدته أثناء طريقهم إلى مخيم درعا، على أحد الحواجز العسكرية الواقعة في حي الضاحية بمدينة درعا

– 4 أيار، اعتقل عناصر دورية تابعة “للشرطة العسكرية”، تاجرا من المتعاونين مع الأفرع الأمنية من أبناء مدينة الميادين، من مكان عمله في حي القصور بمدينة دير الزور، حيث اقتادوه إلى سجن “الشرطة العسكرية”.

– 5 أيار، اعتقل عناصر دورية تابعة لمجموعة “الكسم” المحلية التابعة لفرع المخابرات الجوية، شابا ينحدر من قرية النعيمة، في بلدة أم المياذن بريف درعا الشرقي.

– 8 أيار، اعتقلت أجهزة النظام الأمنية مواطنا من أبناء بلدة الكرك بريف درعا الشرقي، أثناء سفره لمحافظة دمشق.

– 10 أيار، اعتقل عناصر حاجز يتبع لـ”الفرقة الرابعة” التابعة للنظام، مواطناً بعد مغادرته مخيم الركبان، على طريق حمص- الرقة.

– 12 أيار، أقدم عناصر جهاز الأمن السياسي التابع للنظام على مداهمة مكان سكن 4 شبان وهم رياضيون من نادي عمال السويداء لكرة القدم، في مدينة دمشق، واعتقلوهم لأسباب مجهولة.

– 17 أيار، داهم عناصر دورية من الأمن الجنائي التابع للنظام، منزلاً في حي الجورة بمدينة دير الزور، الخاضعة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، واعتقلوا سيدة واقتادوها إلى المراكز الأمنية التابعة للنظام.

– 17 أيار، اعتقل عناصر المخابرات العسكرية المتواجدة على حاجز أوتوستراد حمص- حماة اثنين من الطلاب الجامعيين بتهمة التواصل مع مجموعات تابعة للمعارضة في الشمال السوري.

– 26 أيار، اعتقل عناصر شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام على حاجز “السهم مية” غربي مدينة جاسم، شاباً من أهالي العالية
– 26 أيار، أقدمت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام على اعتقال شاببين، بشكل تعسفي، في السكن الجامعي في العاصمة دمشق.

– 27 أيار، داهمت دورية أمنية تابعة لفرع مخابرات “أمن الدولة” إحدى مزارع قرية الفرحانية الغربية على أطراف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، واعتقلت مواطن.

– 28 أيار، اعتقل عناصر حاجز البانوراما التابع للمخابرات العسكرية على مدخل مدينة دير الزور الجنوبي، شاباً جامعياً ينحدر من مدينة الرقة لأسباب مجهولة.

– 29 أيار، أقدمت دورية عسكرية تابعة لأجهزة النظام الأمنية، على مداهمة منزل مواطن يعمل في محل لبيع وصيانة أجهزة الهواتف الجوالة واعتقاله بدير الزور.

– 1 أيار، اختطف شخصين من أتباع الديانة المسيحية من قبل عصابة تمتهن الخطف بمدينة تلبيسة شمالي حمص

– 3 أيار، أقدم أفراد عصابة مسلحة على خطف طبيب وسيدة و4 أطفال برفقة سائق، على طريق استراد حمص، أثناء توجههم إلى لبنان، فيما تواصل أفراد العصابة مع ذوي طبيب، مطالبين فدية مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنهم، بينما لا يزال مصير المختطفين مجهولاً حتى اللحظة.

– 5 أيار، اختطفت عصابة خطف مواطن على طريق بصر الحرير شرقي درعا، وحصل أفراد العصابة على فدية مالية مقابل إطلاق سراح المواطن.

– 11 أيار، أقدم عنصر يتبع للفيلق الثامن المدعوم روسياً، على خطف 3 مواطنين من أهل البدو، ينحدرون من منطقة اللجاة، تزامناً مع مرورهم في بلدة الصور غربي مدينة الحراك بريف درعا الشرقي.

– 13 أيار، اختطفت عصابة فتاتين من مدينة حلب أثناء توجههما إلى لبنان بريف حمص الغربي قبل أن تبدأ عملية ابتزاز زوج إحداهما وشقيقها من أجل دفع فدية مالية قيمتها 20 ألف دولار أمريكي.

– 14 أيار، اختطفت عصابة سيدة ومواطنين من أبناء السويداء في منطقة القصير بريف محافظة حمص التي يسيطر عليها “حزب الله” اللبناني وميليشياته بشكل فعلي، أثناء محاولتهم العبور إلى لبنان عبر منافذ غير شرعية.

– 16 أيار، اختطفت عصابة مسلحة مجهولة، شابين اثنين، أثناء توجهما بسيارته نوع “كي ريو” إلى مزرعة في بلدة داعل بريف درعا الشمالي.

– 20 أيار، عمدت عصابة على تنفيذ عملية خطف مزدوجه، بحق 3 مواطنين، حيث أقدمت العصابة على اختطاف مواطنين اثنين ينحدران من مدينة السويداء، أثناء عودتهما من الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد إفراغ حمولة سيارتهما المحملة بالخشب وترك السيارة بجانب الطريق، بينما تم اختطاف مواطن آخر أثناء قدومه من دمشق أيضاً بسيارته المحمله بالخضار، وذلك في منطقة البراق الواقعة على الطريق الواصل بين السويداء – دمشق.

– 22 أيار، اختطفت عصابة مسلحة، سيدة من سكان مدينة الحسكة، أثناء تواجدها في العاصمة دمشق برفقة زوجها لإجراء عملية مستعجلة، حيث تواصل الخاطفون مع ذوي السيدة وطلبوا فدية مالية مقابل إطلاق سراحها، مدعين بأن زوج المختطفة متورط بقضية الاختطاف أيضا، بقصد الإتجار بأعضائها الحيوية.

– 26 أيار، أقدمت عصابة مسلحة على اختطاف مواطن، على الطريق الواصل بين قرية نبع الفوار وبلدة تل شهاب بريف درعا الغربي.

الجرائم تتواصل..

تتواصل الجرائم ضمن مناطق سيطرة قوات النظام في مختلف المحافظات، في ظل تقاعس الأجهزة الأمنية التابعة للنظام عن وضع حد للفوضى والفلتان الأمني المستشري في عموم مناطقها، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع وقوع 16 جريمة قتل بشكل متعمد بمناطق النظام خلال أيار راح ضحية تلك الجرائم 18 شخص، هم: 4 سيدات، و12 رجال وشاب، و2 أطفال، توزعوا على النحو التالي:

– 1 جريمة في ريف دمشق راح ضحيتها طفل
– 3 جرائم في اللاذقية راح ضحيتها طفل و3 رجال
– 1 جريمة في السويداء راح ضحيتها رجل
– 3 جرائم في حمص راح ضحيتها 3 رجال
– 6 جرائم في درعا راح ضحيتها سيدتين و5 رجال
– 1 جريمة في حلب راح ضحيتها سيدة
-1 جريمة في طرطوس راح ضحيتها 1 امرأة.

الفلتان الأمني مستمر بقوة “مهد الثورة

بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، خلال شهر أيار، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري 47 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 32 شخص، هم:

– 11 مدنيين.
– 4 متهمين بترويج المخدرات
– 10 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها
– 3 من المقاتلين السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها.
– 2 من فصائل محلية معارضة للنظام.
– 2 مجهول الهوية.

7 عمليات اغتيال واستهداف لعسكريين

رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 7 عمليات اغتيال واستهداف لعسكريين من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها في محافظات القنيطرة ودمشق وريف دمشق خلال شهر نيسان، خلفت قتلى وجرحى، وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:

– 2 أيار، قتل ضابط من قوات النظام برتبة “ملازم” ينحدر من مدينة حمص، في ظرف غامض في مدينة القنيطرة.

– 10 أيار، قتل 3 في قوى الأمن الداخلي التابع للنظام نتيجة تفجير سيارة، بالقرب من مخفر للشرطة في حي برزة في العاصمة دمشق، كما أسفر التفجير عن إصابة 5 بجراح.

– 11 أيار، أقدم مسلحون على اختطاف عنصرا من قوات النظام وآخر من الميليشيات المساندة لها، وقاموا بتصفيتهما رميا بالرصاص بين قريتي جبا ومسحرة بريف القنيطرة، فيما لاذ المسلحون بالفرار إلى جهة مجهولة.

– 22 أيار، أقدمت مجموعة مسلحة محلية معارضة للنظام على قتل أحد الأشخاص المتعاونين مع “حزب الله” اللبناني وقوات النظام، ورمي جثته بالقرب من مسجد قرية أم باطنة في ريف القنيطرة القريية من الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وذلك بعد اختطافه والتحقيق معه واعترافه بجرائم خطف في المنطقة.

– 25 أيار، قتل أمين “الفرقة الحزبية” التابعة للنظام ومسؤول تجنيد في كتائب البعث، جراء استهدافه بالرصاص المباشر، من قبل مسلحين مجهولين، أمام منزله في بلدة غدير البستان بريف القنيطرة الجنوبي، بالقرب من الجولان السوري المحتل

– 28 أيار، قتل ضابط وصف ضابط من قوات النظام كحصيلة أولية، إثر إنفجار لغم أرضي بمجموعة عناصر أثناء تفكيكه، على أطراف بلدة جبا بالقرب من حاجز الصقري، بريف القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل.

– 30 أيار، قتل قيادي في الفصائل التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولين داخل سيارة كان يستقلها في حي بالقرب من مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي.

اقتتالات في دير الزور

شهدت مناطق نفوذ النظام والميليشيات التابعة لإيران 6 اقتتالات مسلحة خلال شهر أيار تسببت بسقوط قتلى وجرحى، وجاءت تفاصيل تلك الاقتتالات على النحو الآتي:

– 2 أيار، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين أبناء من قبيلة البوسرايا من جهة، ومجموعة من أبناء عشيرة الحظر من جهة أخرى، إثر مشاجرة وخلافات بين الطرفين، مما أدى لمقتل وإصابة 3 من عشيرة الحظر في قرية الجنان على طريق حماة – سلمية، تم نقل المصابين إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.

– 9 أيار، استهدف عناصر تابعين لميليشيا “الدفاع الوطني” دورية عسكرية مشتركة لقوات النظام في حي طب الجورة في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، كانت في طريقها لملاحقة مطلوبين كانوا قد استهدفوا دورية للشرطة العسكرية قبل أيام، وتلا الاستهداف اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين.

– 19 أيار، أصيب طفل برصاصة طائشة في منطقة الرأس، إثر مشاجرة تطورت لاشتباك مسلح بين مجموعتين من ميليشيا “جيش العشائر” في حي شارع البوسرايا بمدينة دير الزور، وسط مناشدات أهلية لفض الاشتباك بين الطرفين.

– 20 أيار، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين كل من عشيرة “الجغايفة” الموالية لميليشيا “الدفاع الوطني” من جهة، وعائلة “حسين العلي” الموالية للميليشيات الإيرانية، في بلدة الهري بريف البوكمال الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور الشرقي، وسط معلومات عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين.

– 24 أيار، أصيب شاب بطلق ناري في منطقة الصدر، في اشتباك مسلح بين عائلتين ينتميان لمليشيا “الدفاع الوطني”، بسبب شجار حصل بينهما، في حي الجورة في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

– 27 أيار، اقتحم ملثمون مجهولون منتصف ليل الجمعة- السبت مخفر حي الثورة في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وذلك بغية الدخول إلى السجن المركزي، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين المسلحين من جهة، وعناصر قوات النظام من جهة أخرى، وسط استقدام الأخيرة لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مكان الاشتباك.

عودة علاقات النظام مع العرب ينعكس سلباً على حياة المواطنين

رغم الانفتاح العربي على النظام وعودة علاقاتها مع معظم الدول العربية وعودة مقعد سوريا في الجامعة العربية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية جداً ضمن مناطق سيطرة النظام لا تزال تتراوح مكانها تزامناً مع استمرار تدهور قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في العاصمة السورية دمشق إلى 9025 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد في آخر تحديث لأسعار الصرف، بينما وصل في مدينة حلب إلى 9150.

وتشهد مناطق سيطرة النظام ولاسيما العاصمة دمشق أزمات معيشية متتالية من ارتفاع حاد في الأسعار وتدني حد أجور العمال ورواتب الموظفين، حيث تعاني المناطق من تجدد أزمة المحروقات حيث وصل سعر لتر البنزين إلى 20 ألف ليرة سورية، بينما وصل سعر لتر المازوت إلى 14 ألف ليرة سورية، الأمر الذي تسبب بأزمة كبيرة في المواصلات والنقل الداخلي تمثلت بانتشار الطوابير الطويلة من السيارات أمام محطات الوقود للحصول على المحروقات، وارتفاع أجور النقل الداخلي لحد كبير يفوق قدرة غالبية المواطنين.

وفي ذات السياق، واصلت المواد الغذائية والتموينية واللحوم ارتفاعها في أسواق المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام، حيث وصل سعر كيلو الدجاج إلى 25 ألف ليرة سورية، بينما تراوح سعر كيلو لحم الغنم ما بين 120- 130 ألف ليرة سورية، أما أسعار الخضار الفواكه فقد ارتفعت هي الأخرى بنسبة كبيرة، وذلك بناءًا على نشرات الأسعار اليومية التي تحددها وزارة التجارة الداخلية وشؤون المستهلك، علماً بأن الأسعار في الأسواق تعد أعلى من الأسعار المحددة بحسب ما يؤكده الكثير من المواطنين.

وفي جولة لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه في دمشق بالليرة السورية، كانت على النحو التالي: كيلو البندورة 3800 ليرة، كيلو البطاطا 1500 ليرة، كيلو الخيار 3300 ليرة، كيلو الزهرة 3000 ليرة، كيلو الجزر 2300 ليرة، كيلو الباذنجان 1500 ليرة، كيلو الكوسا 2600 ليرة، كيلو البازلاء 3350 ليرة، كيلو الفول 3000 ليرة، كيلو البصل 1700 ليرة، كيلو البرتقال 3000 ليرة، كيلو التفاح 4000 ليرة، كيلو الليمون 3200 ليرة، وصل سعر البيضة الواحدة في أسواق محافظة دمشق إلى 1000 ليرة، وسعر كيلو اللبن 7500 ليرة، وكيلو الجبنة 21 ألف ليرة.

ووسط هذه الأسعار المرتفعة تستمر حالة السخط الشعبي ضمن مناطق سيطرة النظام لعدم تحرك حكومة النظام واتخاذ إجراءات تحد من الأزمات المعيشية المتتالية التي يعيشها المواطن ويتجرع قساوتها، حيث يتراوح معدل الراتب في حكومة النظام ما بين 90 – 150 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا يكفي لسداد حاجة العائلة السورية المكونة من 5 أفراد ليومين فقط في أعلى تقدير، ويستمر تدهور الواقع المعيشي يوماً بعد آخر وارتفاع أسعار كل شيء دون استثناء من مواصلات وأدوية وخدمات ومواد غذائية وتموينية، في ظل تجاهل حكومة النظام لذلك ومواصلتها الضغط على المواطنين عبر فرض الضرائب والتضييق على جميع الجوانب المعيشية.

قرارات حكومية تثير استياء شعبي

حددت اللجنة الاقتصادية التابعة لحكومة النظام السوري سعر القمح للموسم الحالي بـ 2500 ليرة لكل كيلو غرام، متضمنا تكاليف الإنتاج مع هامش الربح، ويضاف إليها مبلغ قدره 300 ليرة للكيلو غرام الواحد كحوافز تشجيعية لزراعة وتسليم القمح بحيث يصبح السعر النهائي لكل كيلو2800 ليرة سورية، أي مايعادل 0.32 دولار أمريكي، وهو قريب من السعر العالمي للقمح الذي يتراوح سعره مابين 300 – 370 دولار أمريكي للطن الواحد.

وخيب السعر الجديد آمال المزارعين واعتبروها خسارة كبيرة لهم خلال الموسم الحالي، بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج.

ويتميز العام بموسم زراعي وفير من القمح، بسبب الأمطار الربيعية التي هطلت، ووفقا للمزارعين، فإن تكلفة الدونم الواحد من محصول القمح تفوق المليون ليرة سورية، معتبرين أن سعر الشراء غير مشجعة للمزارع، في حين أن سعر البرغل في الأسواق يبلغ 7 آلاف ليرة سورية، و”الفريكة” 15 ألف ليرة سورية وهما من أصل القمح.

كما أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، قراراً يقضي برفع أسعار البنزين والغاز المنزلي والصناعي بنوعيه الحر والذي يكون خارج “البطاقة الذكية”، والمدعوم الذي يحصل عليه المواطنون عبر “البطاقة الذكية” بسعر أقل ولكن ضمن فترات متباعدة تصل لحد مرة واحدة كل شهرين.

وبحسب القرار الجديد، فقد وصل سعر لتر البنزين “أوكتان 95” إلى 7600 ليرة سورية، و سعر اسطوانة الغاز المنزلي المدعوم إلى 15 ألف ليرة سورية، وسعرها من خارج “البطاقة الذكية” إلى 50 ألف ليرة سورية، بينما حددت سعر اسطوانة الغاز الصناعي بـ 75 ألف ليرة سورية.

ولاقت الأسعار الجديدة للغاز والبنزين موجة استياء واسعة بين المواطنين السوريين ضمن مناطق سيطرة النظام، حيث علق الكثير على القرار الجديد بأنه نتيجة العودة لحضن الجامعة العربية وأولى بشارات تطبيع الدول العربية مع النظام، كما نددوا بالقرار الجديد الذي يأتي في ظل استمرار تردي الأوضاع المادية لغالبية السوريين وعدم وجود زيادة في رواتب الموظفين والتي لا تتجاوز في أحسن حالاتها 150 ألف ليرة سورية.

وبسبب موجة الردود الغاضبة من القرار فقد عمدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى إيقاف ميزة التعليقات على المنشور الذي يتضمن نص القرار في صفحتها الرسمية على “فيسبوك”

الطيران الأردني يرتكب مجزرة

تأكد مقتل المدعو مرعي الرمثان برفقة زوجته و5 من أطفال، وذلك جراء الاستهداف الجوي من طيران حربي أردني بتاريخ 8 أيار، لمبنى يتواجد فيه الرمثان في قرية الشعاب بريف السويداء الشرقي، عند الحدود السورية-الأردنية، ويعد الرمثان أبرز تجار المخدرات في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن من قرية الشعاب الحدودية، وهو مرتبط بشكل رئيسي بقيادات من حزب الله اللبناني.

ويستنكر المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل الزوجة وأطفالها، ويدين هذه الجريمة حيث أن وجود شخص مطلوب كالرمثان لا يبرر إطلاقاً قتل أطفاله وزوجته معه.

تعزيزات وتحركات أمنية تثير مخاوف الأهالي في حمص

عملت قوات النظام في محافظة حمص على تغيير مواقع الحواجز العسكرية والأمنية وتعزيز حواجز أخرى، خلال شهر أيار، وسط حالة من التوتر للأهالي الريف الحمصي المتخوفين من عمليات على المستوى الأمني أو العسكري التي قدّ تطال المنطقة في وقت لاحق.

نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حمص أكدوا أن مدينة تلبيسة وقرية الزعفرانة وبلدة أم شرشوح وقرية الغنطو والهاشمية شهدت التحرك الأبرز لمواقع تمركز حواجز الفرقة 18 والفرقة 11 وكتيبة الدفاع الجوي بالإضافة لكتيبة المهام الخاصة التابعة للحرس الجمهوري منذ مطلع شهر أيار الجاري.

وبدأت جملة التغييرات بمواقع تمركز قوات النظام في مدينة تلبيسة انطلاقاً من تحصين المفارز الأمنية (الأمن العسكري- أمن الدولة)، المتاخمة لأوتوستراد حمص-حماة الدولي، لتلحق بها عناصر قوات الفرقة 18 المتمركزة داخل المدرسة الصناعية بالحي الشمالي للمدينة، بالتوازي مع تعزيز الفرقة 11 لموقعها داخل المدرسة الابتدائية ضمن الحي الجنوبي، ورفع سواتر ترابية، وتحصين مداخلها بالإطارات بالتزامن مع إنشاء متاريس على أسقف تلك المدارس من الجهات الأربعة.

وعقب انتهاء عملية تحصين المواقع داخل مدينة تلبيسة أرسلت قيادة الفيلق الثالث مجموعة من عناصرها المزودين بسيارات رباعية الدفع محملة برشاشات دوشكا إلى أطراف مدينة تلبيسة الشرقية الفاصلة ما بين منطقة السعن (قرية الهاشمية) والأراضي الزراعية التابعة للمدينة.

نشطاء المرصد أشاروا بتوجه عدد من وجهاء قبيلة النعيم التي يتمركز حاجز الفيلق الثالث على أطرافها مناطقها للقاء الضابط المسؤول، والذي تعهد بعدم الإصرار على إبراز المدنيين للوثائق الرسمية مقابل حصول عناصره على (رشوة مالية).

في سياق متصل عززت قوات الفرقة 18 حاجزها الوحيد الذي يتواجد على أطراف حي حوش الديواني بريف حمص الشمالي الشرقي، من خلال رفع سواتر ترابية جديدة على أطراف الحاجز واستقدام دبابة تم توجيهها إلى الأحياء السكنية بمدينة تلبيسة.

وعلى الجهة المقابلة أعادت عناصر كتيبة الدفاع الجوي المتواجدة على الطريق الواصل ما بين مدينة تلبيسة وقرية الغنطو نشر عناصرها الذين كانوا متمركزين داخل أسوار الكتيبة، لتبدأ على إثرها حملة مضايقة المدنيين من خلال مطالبتهم بالوثائق الرسمية والتدقيق على وجهتهم علماً أن جميع أهالي المنطقة هم من المزارعين الذين يمتهنون العمل ضمن أراضيهم منذ عقود مضت.

من جهتهم لحق عناصر الفرقة 18 بركب التغيرات التي جرت غرب مدينة تلبيسة من خلال سحب أحد حواجزها القريب من مزرعة الفلسطيني والزج بهم على الطريق الزراعي، تزامناً مع تدشيم عناصرهم للكتلة المتمركزة على طريق جبورين بالقرب من مسجد عائشة بالحي الغربي لمدينة تلبيسة.

لم يكن الحال على أطراف تلبيسة الجنوبية والشمالية بأفضل مما هو عليه داخل المدينة وعلى جانبيها الشرقي والغربي حيث سحبت قوات الفرقة 11 أحد حواجزها بالقرب من مدخل قرية الفرحانية الشرقية ودعّمت به عناصر حاجز المدخل الرئيسي لقرية الزعفرانة، والذي بدى الأكثر مضايقة للأهالي باعتبارها مقصداً لأبناء الريف الراغبين بالتوجه إلى مركز سوق الهال المتواجد على مقربة من مفرق قرية الغجر ما بين مدينة تلبيسة والرستن.

إلى ذلك رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول تعزيزات بشرية إلى معسكر معرض ملوك جنوب مدينة تلبيسة خلال الأيام الماضية قبل أن تجري عملة توزيعهم على الحواجز المتواجدة على أطراف المدينة، بالوقت الذي تمّ تعيين ضابط برتبة لواء (في سابقة هي الأولى من نوعها) لإدارة عناصر كتيبة المهام الخاصة التابعة للحرس الجمهوري والمقابلة لمعرض ملوك الذي تتمركز داخله عناصر من قوات النظام.

ودعا رؤساء الأفرع الأمنية في محافظة حمص أهالي مدينة تلبيسة في السابع عشر من الشهر الجاري لإرسال وفد من الوجهاء للوقوف على عدة مطالب رئيسية لتجنب الحل العسكري في المنطقة، والتي تمثّلت آنذاك بإنهاء ظاهرة تجارة المخدرات والخطف والسلب بالإضافة للمظاهر المسلحة، وإعداد قوائم بأسماء الرافضين لتنفيذ البنود لترحيلهم نحو الشمال السوري، الأمر الذي رفض الاعتراف به من قبل أبناء المدينة الذين وضحوا خلال اجتماعاتهم الداخلية مع وفد الوجهاء في مسجد المصطفى أن التهم التي تم إلقاءها من قبل رؤساء الأفرع الأمنية ما هي إلا ذريعة لدخول المنطقة التي تخضع لإتفاقية خفض التصعيد بموجب الضامن الروسي، والتي تمنع بموجبها أي عمل عسكري من قبل قوات النظام بحق المنطقة.

وعقب جملة من اللقاءات أقرّ ممثلين عن عائلات مدينة تلبيسة بضرورة محاربة تجار المخدرات الذين يلقون دعمهم من قبل شخصيات مقربة من حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة، كما هو واقع الحال بما يخص رجل المخدرات الأول في المنطقة جعفر جعفر الذي ينحدر من بلدة الحازمية، والمسؤول الأكبر عن عمليات الخطف بريف حمص الغربي المدعو شجاع العلي.

وأصدر أهالي المدينة بياناً في الثالث والعشرين من أيار أكدوا من خلاله تعهدهم بمحاربة تجار المخدرات ومكافحة الجريمة المنظمة والغير منظمة، وإلغاء المظاهر المسلحة وفوضى السلاح داخل المدينة بالإضافة لتشكيل قوة عسكرية من أبناء المدينة تزيد عن 300 شخص لحماية مداخل المدينة وأوتوستراد حمص حماة.

استباحة متواصلة من قبل إسرائيل

تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر أيار استهدافين اثنين، من قبل إسرائيل تسبب بسقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية، وجاءت التفاصيل الكاملة وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:

– 2 أيار، قتل 9 عسكريين هم: 3 عناصر من الميليشيات الموالية لإيران من جنسية غير سورية، و5 ضباط من قوات النظام وعنصر برتبة ضابط صف، جراء الضربات الإسرائيلية على منطقة مطار حلب الدولي ومنطقة مطار النيرب العسكري، ومنطقة معامل الدفاع الجوي في السفيرة بريف حلب الشرقي.

– 29 أيار، أسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة للدفاع الجوي تتواجد فيها ميليشيا “حزب الله” اللبناني في منطقة حفير الفوقا بريف دمشق عن إصابة 5 عناصر لم يعلم حتى الآن ما إذا كانوا سوريين من عناصر “الدفاع الجوي” أو من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، كما استهدفت الصواريخ منطقة الهامة ومنطقة مطار دمشق الدولي، في حين سقطت إحدى صواريخ الدفاع الجوي بالقرب من كراج مساكن رأس النبع، تزامناً مع توجه سيارات الإسعاف نحو الأماكن المستهدفة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر من تداعيات تصاعد الأزمات المعيشية والفوضى المصحوبة بالانفلات الأمني ضمن مناطق نفوذ النظام، في ظل تعنت نظام بشار الأسد بالسلطة وهو المتسبب الرئيسي بما آلت إليه الأوضاع ليس فقط ضمن مناطق نفوذه بل في عموم الأراضي السورية، وعليه فإن المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي المدني السوري من سلسلة الكوارث التي تعصف بحياته اليومية وضمان انتقال سلمي للسلطة، ومحاسبة رموز النظام وجميع قتلة أبناء الشعب السوري.