منذ مطلع العام الجديد.. إسرائيل تستهدف الأراضي السورية 12 مرة متسببة بتدمير وإصابة 33 هدفاً ومقتل وجرح نحو 70 شخص

64

تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية ضمن سلسلة التصعيد الذي بدأت فيه منذ العام 2018، متذرعة بمحاربة الوجود الإيراني في سورية وتغلغل الميليشيات التابعة لإيران على كامل التراب السوري، بالتزامن مع احتفاظ متواصل من قبل النظام السوري بحق الرد مكتفياً بالتنديد الإعلامي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان عكف بدوره على مواكبة وتوثيق جميع الضربات الإسرائيلية وما خلفته من خسائر بشرية ومادية منذ مطلع العام الجديد 2022، والتي يستعرضها خلال التقرير التالي بشكل تفصيلي.

الحصيلة الإجمالية من حيث المناطق والخسائر البشرية والمادية
أحصى المرصد السوري خلال العام 2022، 12 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 33 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وتسببت تلك الضربات بمقتل 28 من العسكريين بالإضافة لإصابة 34 آخرين منهم بجراح متفاوتة بالإضافة لإصابة 6 مدنيين بجراح بينهم طفلة، والقتلى هم:
– اثنان من الضباط الإيرانية من فيلق القدس.
– 6 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية.
– 7 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية.
– 13 من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم.

فيما توزعت الاستهدافات على الشكل التالي: 7 استهدافات لدمشق وريفها، و3 للقنيطرة و2 لحماة.

التفاصيل الكاملة للاستهدافات
– الخامس من كانون الثاني، اندلع حريق في حرش قرية الحرية قرب الجولان السوري المحتل، نتيجة قصف بقذائف الدبابات الإسرائيلية، على نقطة عسكرية في حرش البلدة الواقعة قرب شريط فض الاشتباك، تزامنًا مع رصد تحركات في المنطقة.

– 31 كانون الثاني، تعرضت مواقع تابعة لـ “حزب الله” اللبناني في محيط مدينة القطيفة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي شمال شرق العاصمة دمشق، إلى قصف إسرائيلي، حيث سٌمع دوي 5 انفجارات على الأقل سمعت في مدينة القطيفة، تبعها اندلاع حرائق في مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لـ “حزب الله” في محيط مدينة القطيفة.

– التاسع من شباط، استهدفت إسرائيل الأراضي السورية بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء بجولتين اثنتين، الأولى جواً عبر طائرات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية، تبعه استهداف صاروخي أرضي من الجولان المحتل، وطال القصف الإسرائيلي مواقع على طريق دمشق-بيروت القديم بريف دمشق الغربي وأطراف جديدة الشيباني بوادي بردى، إذ تتواجد هناك مستودعات ومواقع عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية، فيما حاولت دفاعات النظام الجوية التصدي للقصف، وجرى إسقاط بعض الصواريخ، في حين أدت الجولة الثانية من القصف الإسرائيلي إلى مقتل ضابط برتبة ملازم أول من الدفاع الجوي في استهداف طال بطاريات للدفاع الجوي في تلك المنطقة، كما تسبب بقايا صاروخ من الدفاع الجوي بأضرار مادية في ممتلكات مدنيين بمنطقة قدسيا، بعد سقوطه في أحد أحيائها.

– 17 شباط، تعرض مبنى واحد على الأقل يتبع للفرقة السابعة مشاة الواقعة بين زاكية وخان الشيح بريف دمشق الغربي، لاستهداف إسرائيلي صاروخي جرى من الجولان المحتل، الأمر الذي أحدث انفجار ضخم سمع صداه لمسافات بعيدة، الاستهداف كان لاجتماع يضم مسؤولين آمنيين وعسكريين لم تُعرف هويتهم، ولم ترد معلومات مؤكدة إلى الآن عن نتائج الاستهداف، إذ بقيت سيارات الإسعاف في المنطقة هناك حتى ساعات الفجر، وأضافت مصادر المرصد السوري بأن المنطقة شهدت قبيل الاستهداف بساعات حركة مكثفة للسيارات.

– 23 شباط، استهدفت إسرائيل عبر صواريخ أرض-أرض أطلقتها من الجولان المحتل، مبنى المالية في مدينة البعث، ومواقع في محيط قرية رويحينة، وذلك في محافظة القنيطرة، وخلف القصف خسائر مادية دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، يذكر أن الرويحينة والبعث تنشط فيها ميليشيا حزب الله وميليشيات أخرى تابعة لإيران ولها نقاط ومواقع هناك.

– 24 شباط، قتل 7 أشخاص، هم 4 من الجنسية السورية -اثنان منهم من قوات النظام واثنان مقربون من حزب الله-، بينما البقية -أي 3 من الميليشيات الموالية لإيران لم تعرف هويتهم إذا كانوا سوريين أو من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مواقع ومستودعات تابعة للميليشيات الموالية لإيران في محيط مطار دمشق الدولي، كما استهدفت بإحدى الصواريخ منظومة دفاع جوي ضمن المنطقة الممتدة بين الكسوة والسيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.

– السابع من آذار، قتل اثنان من الجنسية الإيرانية من ضباط “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني واثنان آخران من الجنسية السورية يعملان ضمن الميليشيات التابعة لإيران، وذلك في استهداف إسرائيلي طال مواقع عسكرية لتلك الميليشيات قرب مطار دمشق الدولي، الجدير ذكره بأن أحد صواريخ الدفاع الجوي التابعة للنظام وأثناء التصدي للغارات الإسرائيلية سقطت على معمل للرخام في منطقة “ضاحية الأسد” بريف دمشق، مما أدى لتدمير المعمل بشكل كامل.

– 9 نيسان، تم استهداف 5 مواقع في ريف حماة الغربي، حيث استهدفت محيط كلية الشؤون الإدارية، ومركز البحوث العلمية “معامل الدفاع” ونقطة عسكرية في قرية السويدة، إضافة إلى نقطة عسكرية على أطراف مصياف.

– 14 نيسان، استهدفت صواريخ إسرائيلية، مواقع عسكرية، في محيط بلدة رخلة، وقرب المداجن ما بين بلدتي أمبيا وكفرقوق في محيط قطنا بريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث يتواجد موقع عسكري للميليشيات الموالية لإيران، وجيش التحرير الفلسطيني،

– 27 نيسان، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية، موقعا عسكريا في محيط صحنايا، وآخر في جبل السومرية بالقرب من الفوج 100، والجبل القريب من مطار دمشق الدولي، وموقع مابين دمر وقدسيا، إضافة إلى منطقة الكسوة بريف دمشق، حيث تتواجد مواقع عسكرية لقوات النظام “ظاهرياً” ولكن تتغلغل فيها ميليشيات موالية لإيران و”حزب الله” اللبناني.
وأسفرت الضربات عن تدمير مخازن أسلحة في منطقتي السومرية والجبل القريب من مطار دمشق الدولي، إضافة إلى تدمير ثكنات عسكرية في كل من صحنايا والكسوة.
وأدى القصف هذا إلى سقوط 10 قتلى و8 جرحى، القتلى هم: 6 سوريين بينهم عقيد و4 لا يعلم هويتهم من الميليشيات التابعة لإيران.

– 11 أيار، سقطت صواريخ إسرائيلية على مواقع في محيط بلدة حضر الواقعة بريف القنيطرة الشمالي، قرب الحدود مع الجولان المحتل، حيث تتواجد هناك مواقع لميليشيات تابعة لإيران وحزب الله على رأسها المقاومة السورية لتحرير الجولان.

– 13 أيار، قُتل 6 ضباط وصف ضباط، 5 منهم من قوات “الدفاع الجوي”، وذلك باستهداف عربة للدفاع الجوي بشكل مباشر خلال محاولتها التصدي للقصف الإسرائيلي الذي جرى على طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة السويدة جنوب شرق مصياف، ضمن محافظة حماة، كما تسبب القصف الإسرائيلي بسقوط أكثر من 10 جرحى عسكريين ومدنيين بينهم طفلة.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام السوري يحتفظ بحق الرد على إسرائيل دائماً، بينما يقصف مناطق المعارضة والمناطق المدنية في سورية، وكذلك إيران التي لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.
ويشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.