منذ مطلع حزيران المنصرم.. أجهزة النظام تفرج عن نحو 150 شخص من سجونها جلهم من أبناء الريف الدمشقي

سخط شعبي في الغوطة الشرقية عقب الإفراج عن معتقلي القضايا الجنائية بدلًا من معتقلي الرأي

35

محافظة ريف دمشق: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذُ مطلع حزيران المنصرم إفراج أجهزة النظام الأمنية عن 142 معتقلًا من أبناء الريف الدمشقي، حيث جرى الإفراج عنهم عبر 5 دفعات جلهم ممن “لم تتلطخ أيديهم في الدماء” وفقًا للنظام السوري، بالإضافة إلى أن المفرج عنهم جميعهم ممن اعتقلوا بعد سيطرة النظام السوري وحلفائه على الغوطة الشرقية في مارس/آذار من العام 2018 وغالبيتهم اعتقلوا في قضايا جنائية، في حين لا يزال معتقلي الرأي يقبعون في سجون النظام الأمنية، حيث شهدت مناطق الغوطة الشرقية على وجه التحديد خلال الشهر المنصرم سخطًا شعبيًا واسعًا بعد الوعود بالإفراج عن معتقلي الرأي، لكنه النظام يواصل عادته بالكذب والمراوغة.
وينحدر الـ 142 الذين جرى الإفراج عنهم من المناطق التالية: دوما، كفربطنا، جسرين، سقبا، عربين، حزة ، زملكا، عين ترما ، دير العصافير ومناطق أُخرى من الغوطة الشرقية، والضمير وعدرا البلد والقلمون بريف دمشق، ويستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفاصيل الإفراجات عن 5 دفعات من المعتقلين:
ففي الـ 3 من تموز الحالي، أطلقت أجهزة النظام الأمنية سراح 23 معتقلًا من سجونها، جلهم من أبناء مدينة دوما الريف الدمشقي، ممن “لم تتلطخ أيديهم في الدماء” بحسب وصفها.
وفي الـ 26 من حزيران/ يونيو المنصرم، أطلقت أجهزة النظام الأمنية سراح 34 معتقلًا من سجونها، جلهم من أبناء الريف الدمشقي، ممن “لم تتلطخ أيديهم في الدماء” بحسب وصفها. وينحدر المعتقلين الذين أفرج عنهم ، من مناطق الضمير وعدرا البلد ودير العصافير والقلمون، بريف دمشق.
وفي الـ 19 يونيو حزيران/ تَجمهر مئات المواطنين في الساحة الرئيسية لمدينة كفربطنا بريف دمشق، لاستقبال أبنائهم الذين وعدتهم الأجهزة الأمنية بالإفراج عنهم ، ووفقًا لما رصده نشطاء المرصد السوري، فقد حدثت حالات إغماء وبكاء لعشرات النسوة، بسبب خيبتهم من عدم إطلاق سراح أبنائهم الذين يقبعون في سجون النظام السوري منذ أكثر من 8 سنوات، ورغم وعود “الشيخ الضفدع”، بإطلاق سراحهم، إلا أن المفرج عنهم غالبيتهم ممن اعتقلوا بقضايا جنائية، حيث أفرجت أجهزة النظام الأمنية عن 32 معتقلًا من أبناء ناحية كفربطنا في الغوطة الشرقية.
وجرى استقبال المفرج عنهم، بحضور عراب المصالحات في الغوطة الشرقية الشيخ “بسام دفضع” وبعض “المشايخ” الموالين للنظام وضباط وأعضاء الفرق الحزبية.
وفي 12 حزيران/يونيو المنصرم، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في الغوطة الشرقية، خروج دفعة معتقلين ويبلغ تعدادهم نحو 28 معتقلًا من أبناء مدينة عربين، ووصلت دفعة المعتقلين المفرج عنها إلى الساحة الرئيسية للمدينة، بحضور الأهالي وضباط من النظام وعدد من مسؤولي الفرق الحزبية في الغوطة الشرقية، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن ضابط من قوات النظام قال للأهالي بأن المفرج عنهم جميعهم ممن لم تتلطخ أيديهم في الدماء، وسيتم الإفراج عن دفعات جديدة من معتقلي الغوطة الشرقية خلال الفترات القادمة بعفو من رئيس النظام السوري “بشار الأسد”، في حين شهدت مدينة عربين، توافد عدد كبير من النساء والرجال من مختلف مناطق الغوطة الشرقية وانتظار المعتقلين الذين أفرج عنهم، للبحث عن أبنائهم القابعين في سجون النظام منذ سنوات دون معرفة أي خبر عنهم، على أمل الإفراج عنهم، حيث مكان استقبال المعتقلين استياء شعبي واسع لقلة تعداد المفرج عنهم.
وفي الـ 5 من يونيو/ حزيران، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مدينة دوما شهدت استياء شعبي كبير جداً على خلفية الوعود الكاذبة بالإفراج عن عشرات ومئات معتقلي الرأي في سجون النظام ممن جرى اعتقالهم قبل سنوات خلال الثورة السورية، أن ما حصل لم يكن إلا مهزلة حقيقية، ورصد نشطاء ومصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان التفاصيل الكاملة لما جرى في دوما ، حيث قامت أجهزة النظام الأمنية بجمع مئات الأشخاص من عوائل المعتقلين في دوما بذريعة الإفراج عن المعتقلين وأجبروهم على الهتاف لبشار الأسد، بحضور محافظ ريف دمشق ورئيس المخابرات العامة ووسائل إعلام النظام، وبعد وقت من الانتظار وإلقاء كلمة من قبل رئيس المخابرات العامة، وصلت حافلة تقل 24 شاب ورجل وسيدة واحدة، وهو ما آثار دهشة المواطنين وبدأوا بالسؤال عن موعد وصول الحافلات الأخرى التي تقل المعتقلين.
وأكدت مصادر المرصد السوري أن المفرج عنهم والذي بلغ عددهم 25 شخص، لا علاقة لهم بمعتقلي الرأي وجميعهم جرى اعتقالهم بعد سيطرة النظام على دوما عام 2018، بتهم وجرائم جنائية، وكانوا موقوفين في سجن عدرا ولا يوجد بينهم احد من المعتقلين في صيدنايا أو الأفرع الأمنية الأخرى.