منطقة “بوتين-أردوغان” في تموز: 24 غارة روسية أسفرت عن مجزرة مروعة.. وتطمينات تركية يقابلها تحركات عسكرية قرب خطوط التماس وتصعيد بري من قبل قوات النظام

المرصد السوري يجدد مطالبه للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين بعيداً عن المصالح "التركية-الروسية"

73

تشهد منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، وقفًا لإطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد”، انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الـ 5 من شهر آذار/مارس 2020.

بيد أن هذا الاتفاق إعلامي فقط، حيث تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية والتابعة لها وللروس، عبر قصف يومي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة، على مرأى “الضامن” التركي الذي يكتفي بإطلاق قذائف على مواقع لقوات النظام، لم تمنعه الحد من هذا التصعيد الكبير الذي يتركز بالدرجة الأولى على القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وبِدرجة أقل القطاع الشرقي من ريف إدلب وبلدات وقرى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وجبال اللاذقية وريف حلب الغربي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، عمل على رصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري في تلك المنطقة، خلال الشهر السابع من العام 2022، سواء بما يتعلق بالتصعيد العسكري من قبل النظام والروس، أو حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي يؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وسط تعامي دولي عنهم.

الطائرات الروسية ترتكب مجزرة مروعة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، 24 غارة نفذتها الطائرات الروسية على ريف إدلب، أسفرت عن استشهاد 7 بينهم 4 أطفال و3 رجال.

وفي تفاصيل الأحداث، وفي 6 تموز، نفذت طائرات روسية 12 غارة توزعت على محيط كل من بينين ورويحة وشنان جنوبي إدلب.

و 12 تموز، نفذت مقاتلتين روسيتين 8 ضربات جوية على محيط قريتي مشون وبلشون في عمق جبل الزاوية باتجاه طريق الـ M4 الدولي.

وفي صباح 22 تموز، ارتكبت طائرة حربية روسية مجزرة مروعة في قرية الجديدة شمالي مدينة جسر الشغور بريف إدلب، حيث استهدفت المنطقة بـ4 ضربات جوية، قضى إثرها 7 بينهم 4 أطفال أشقاء ورجلين وشخص مجهول” الهوية، إضافة إلى إصابة أكثر من 11 شخص من النازحين بجروح متفاوتة.

مئات القذائف تطال 33 موقعاً
إلى جانب الاستهدافات الجوية الروسية المتكررة على منطقة “خفض التصعيد”، لم تتوقف عمليات القصف البري على المنطقة في شهر تموز، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 2150 قذيفة وصاروخ سقطت ضمن مناطق سكنية وعسكرية، أطلقتها قوات النظام والمسلحين الموالين لها على مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل والمجموعات الجهادية، مستهدفة 33 منطقة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية.

توزعت كالآتي 600 قذيفة في ريف حلب، على مدينة دارة عزة وقرى كفرنوران وكفرعمة والشيخ سليمان وتقاد وتديل وكفر تعال.

و700 قذيفة ضمن ريف إدلب، تركز علبيتها على محاور بينين وحرش بينين وسفوهن والرويحة والفطيرة، كما سقطت قذائف على سرجة وكنصفرة والموزرة ومغارة عليا ودير سنبل وعين لاروز والبارة ومعارة النعسان ومحيطي سرمين وآفس.

و 400 قذيفة ضمن ريف حماة، على السرمانية والمباقر والمشيك العنكاوي وخربة الناقوس وتل واسط والمنصورة والقرقور.

و450 قذيفة ضمن ريف اللاذقية، على كل من محور التفاحية وتلال كبانة ودير الأكراد، ومحاور جبل في التركمان.

خسائر بشرية بالقصف البري والاشتباكات
شهد تموز تصعيدا بالقصف البري مقارنة بالأشهر السابقة، إذ وثق نشطاء المرصد السوري استشهاد ومقتل 8 أشخاص، هم طفلان وسيدة، و5 من العسكريين، وفي التفاصيل:
استشهدت سيدة وأصيبت أخرى وطفل بجروح خطيرة، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات النظام، في 4 تموز، على بلدة معارة النعسان في ريف إدلب قرب الحدود الإدارية مع محافظة حلب، كذلك استشهد طفلان اثنان بتاريخ 30 الشهر، جراء قصف مدفعي نفذته قوات النظام على بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي.
كما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 4 تموز، مقتل عنصر بـ “الجبهة الوطنية للتحرير جراء استهدافه بالرصاص من قِبل قوات النظام على محاور القتال في منطقة جبل الزاوية.
وفي 6 تموز، قتل عنصر من الفصائل وأصيب 4 آخرون بجروح بينهم حالات خطرة، جراء انفجار لغم أرضي متقدم بهم في محيط بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي.
وقتل قيادي عسكري ضمن صفوف الفصائل، في 11 تموز، بالإضافة لإصابة 2 آخرين، جراء استهدافات برية من قبل قوات النظام على محور كفر عمة بريف حلب الغربي.
وقتل عنصران ضمن فصيل “أنصار التوحيد”، في 22 تموز، نتيجة قصف لقوات النظام على محور الفطيرة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

مقتل رجل بالفوضى والانفلات الأمني
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حادثة تندرج تحت الفلتان الأمني ضمن مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل في إدلب والأرياف المحيطة بها، أسفرت عن مقتل شخص واحد، وفي التفاصيل، عثر أهالي على جثة شاب، في 1 تموز، مقتول بالرصاص وجثته ملقاة بين قرية الدغالي ومريمين بريف جسر الشغور غربي إدلب، بعد أن سرق ما بحوزته من أموال.

رضيعة يتخلى عنها ذويها
في 18 تموز، عثر أهالي في محافظة إدلب على جثة طفلة حديثة الولادة ضمن مناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام”، داخل كيس أسود ملقاة بين أراضي الزيتون شمالي بلدة كللي بريف إدلب الشمالي.

حالة انتحار واحدة
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، حالة انتحار واحدة في تموز ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، حيث أقدمت طفلة على الانتحار بتناول “حبة غاز”، وتنحدر الطفلة من بلدة كفرسجنة بريف إدلب، وتقطن في مخيمات الشمال السوري ضمن مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام.

تطمينات تركية للأهالي.. وتحركات عسكرية قرب مناطق التماس
شهدت منطقة “بوتين-أردوغان” تحركات عسكرية تركية، وتعزيزات للنقاط بالأسلحة الثقيلة، ففي 5 تموز، دخل رتل عسكري تركي من معبر عين البيضا العسكري بريف إدلب الغربي واتجه الرتل إلى النقاط التركية المنتشرة في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، وضم الرتل دبابات وآليات مجنزرة مختلفة أهمها قاذفة الصواريخ الحرارية المضادة للدروع والتي تدخل لأول مرة إلى الأراضي السورية، ومعها عربات عسكرية مجهولة تدخل لأول مرة لم يعرف عملها.

وفي 7 تموز، أشار المرصد السوري إلى أن القوات التركية تنشئ نقطة عسكرية قريبة من معسكر روسي في سهل الغاب بريف حماة، حيث عملت الآليات على رفع سواتر ترابية وعززت موقع النقطة الجديدة بمواد لوجستية وكتل إسمنتية بأنواعها (جدران_أنفاق)، قرب قرية خربة الناقوس بسهل الغاب على خطوط التماس مع قوات النظام المتواجدة في بلدة جورين.

وتأتي أهمية النقطة الجديدة لقربها من تجمعات قوات النظام والمعسكر الروسي في قلعة ميرزا شمال غربي جورين.

واستقدمت القوات التركية، في 18 تموز، رتلا عسكريا دخل سورية من معبر كفر لوسين، وتوقف عند معبر باب الهوى، ضم عشرات الآليات والشاحنات تحمل أسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ ومدرعات ناقلة للجند ومواد لوجستية، اتجه الرتل نحو القواعد العسكرية التركية في ريف إدلب.

وفي اليوم التالي أي 19 تموز، وصلت أرتال تركية إلى نقاط التماس مع قوات النظام في بلدة كنصفرة، وتوزعت الأسلحة الثقيلة والآليات على نقاط التماس التي تشرف على تجمعات قوات النظام في كفرنبل وحزارين وبسقلا.

وجاء ذلك، قبل ساعات من بدء الإجتماع الثلاثي لرؤساء روسيا وتركيا وإيران في العاصمة طهران.

وفي 11 تموز، عممت قيادة القوات التركية على كافة النقاط العسكرية المنتشرة في منطقة “خفض التصعيد” بالقيام بعملية إحصاء لجميع ممتلكات المدنيين المتضررة داخل النقاط العسكرية والممتلكات المحيطة بها وفرز جميع العقارات بحسب نوع الضرر الحاصل بها سواء تدمير كامل أو جزئي أو ماشابه وتسجيل التفاصيل كاملة ورفعها للقيادة التركية والتي بدورها سيوصلها لرئاسة الحكومة التركية ومن المتوقع أن تقوم المنظمات الحكومية التركية بعمليات ترميم وإصلاح لكامل العقارات المتضررة ضمن النقاط وما يحيط بها.

وفي 19 تموز، التقى ضباط أتراك وعلى رأسهم المسؤول عن القوات التركية المتواجدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، مع وجهاء وممثلين عن منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، داخل القاعدة التركية في قرية بليون في ريف إدلب الجنوبي،
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الضباط الأتراك طالبوا الوجهاء والممثلين عن مناطق جبل الزاوية إخبار الأهالي بالعودة إلى منازلهم وقراهم، ووعدوهم بتحسين الواقع الخدمي في مناطق جبل الزاوية التي مازالت تحت سيطرة الفصائل ويتواجد بها عدد كبير من النقاط والقواعد التركية، الطلب التركي بعودة النازحين جاء في ظل استمرار قصف النظام للمنطقة بشكل شبه يومي، وسط تخوف الأهالي بالعودة إلى منازلهم وأن يلاقوا مصير مشابه لما حل بأبناء ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي والشرقي في العام 2019.

استهدافات برية للنقاط العسكرية التركية
استهدفت قوات النظام بالقذائف المدفعية، في 10 تموز، النقاط التركية المنتشرة شمالي مدينة سراقب بريف إدلب، حيث سقطت 4 قذائف داخل ساتر إحدى النقاط، وفي منتصف تموز، سقطت عدة قذائف مصدرها مناطق قوات النظام على محيط نقاط عسكرية تركية واقعة غربي سراقب، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

دخول أول قافلة مساعدات أممية بعد تمديد تفويض إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى
دخلت قافلة مساعدات أممية، في 28 تموز، تضم 14 شاحنة من معبر باب الهوى إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وهي أول قافلة مساعدات أممية تدخل المنطقة ، بعد قرار مجلس الأمن بتجديد آلية تفويض إدخال المساعدات عبر الحدود، بينما دخلت عدة قوافل من معبر الترنبة بريف إدلب الفاصل مع مناطق سيطرة قوات النظام.

طائرات مسيرة لا تفارق سماء المنطقة بحثا عن جهاديين
شهدت أجواء منطقة “بوتين-أردوغان” تحليقا لطائرات مسيرة مذخرة مجهولة الهوية يرجح أنها تابعة لـ”التحالف الدولي”، في أجواء مناطق يتواجد فيها قيادات من تنظيم جهادي، بشكل مكثف، وذلك في 16 و18 تموز، بحثا عن قيادات وشرعيين في تنظيم “حراس الدين”، حيث يتوارى بعض القادة في ريف إدلب الشمالي قرب الحدود مع لواء اسكندرون، في حين تشهد أجواء المنطقة تحليقا للطائرات المسيرة بشكل يومي، في إطار استمرار عمليات البحث والقضاء على الجهاديين.

هيئة تحرير الشام تعتقل جهاديين وتلاحق آخرين
واصلت هيئة تحرير الشام حملتها ضد العناصر الجهادية في مناطق نفوذها، لنفض غبار الإرهاب عنها أمام المجتمع الدولي، ففي الثلث الأول من تموز، اعتقلت هيئة “تحرير الشام” وبطلب من الاستخبارات التركية، ما لا يقل عن 15 قيادي جهادي ونحو 10 عناصر من صفوفها، حيث تركزت الحملة الأمنية في مناطق متفرقة في محافظة إدلب كـ حي الضبيط والجامعة والساعة بمدينة إدلب ومناطق سلقين والدانا وسرمدا الحدودية مع لواء اسكندرون شمالي إدلب، عرف من بين القادة الجهاديين الذين جرى اعتقالهم كل من “أبو القاسم الشامي وهو القاضي العام سابقًا بالهيئة وأبو بكر مهين قائد لواء علي وهو أحد أهم الفصائل التابعة لهيئة تحرير الشام وقائد سابق بـ”جبهة النصرة” في القلمون برفقة أبو مالك التلي والرابع يدعى أبو حفص يعمل كقيادي بارز بلوء طلحة أبرز الألوية التابعة لهيئة تحرير الشام وشخص يدعى أبو سعيد الحمصي وهو قيادي بارز أيضا في مايعرف بالعصائب الحمراء وهي قوات النخبة بهيئة تحرير الشام”.

عمليات الاعتقال للجهاديين البارزين في صفوف الهيئة جائت بعد أن قام الجهاز الأمني في الهيئة باعتقال عشرات الجهاديين من جنسيات سورية وغير سورية بتنظيم “حراس الدين” وتنظيمات جهادية أخرى بالإضافة إلى تحجيم دور الكثير منهم وذلك في إطار التفاهمات والتنسيق الذي يجري بين هيئة “تحرير الشام” وعلى رأسها “أبو محمد الجولاني” مع المخابرات التركية لنفض غبار الإرهاب عن الهيئة أمام المجتمع الدولي.

ولا تزال هيئة “تحرير الشام” تلاحق جهاديين آخرين متشددين في مناطق سيطرتها بعد أن فر الكثير منهم وتواروا عن الأنظار، من ضمنهم الجهادي البارز والسابق بالهيئة وتنظيم القاعدة المعروف بـ “أبو اليقظان المصري” والذي فر هاربًا إلى تركيا قبل أشهر، خوفًا من الاعتقال.

كما أعلن الجهاز الأمني التابع لهيئة “تحرير الشام” ، في الثلث الأول من تموز، عن اعتقال 9 من أفراد مجموعة جهادية مجهولة والمعروفة باسم “سرية أنصار أبي بكر الصديق” كانت تتبنى استهداف الأرتال والمواقع التركية سابقًا في إدلب، بعد عملية أمنية في كل من مدينة إدلب والدانا وأطمة و سلقين وحارم عند الحدود مع لواء اسكندرون شمالي إدلب ومناطق بريف جسر الشغور غربي إدلب.

وأصدر وجهاء من عشيرة البوسالم بيانا، يستنكرون تصرفات عناصر هيئة تحرير الشام، أثناء اعتقال الشيخ والقاضي “أبو القاسم الشامي”، بسبب انتهاك العناصر لحرمة المنازل وتفتيش منزله بطريقة غير لائقة، وطالبوا هيئة تحرير الشام، بإطلاق سراحه فورا.

مخلفات الحرب تهدد حياة الأهالي
ولاتقل مخلفات الحرب والقذائف التي لم تنفجر خطراً عن الألغام، ففي 16 تموز، أصيب طفلان بجروح بليغة، نتيجة انفجار جسم من مخلفات الحرب في بلدة عين لاروز بريف إدلب.

وفي 30 تموز، استشهدت طفلة، وأصيب طفل شقيقها بجروح بليغة، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب في بلدة الغسانية بريف إدلب.
وتنتشر مخلفات الحرب بشكل كبير بين الأماكن السكنية، دون وجود فرق مختصة لنزعها، فضلا عن الحملات التعريفية بمخاطرها وخصوصا للأطفال.

“الجولاني”يقدم خدماته لأبناء الأقليات الدينية في إدلب
يسعى “الجولاني” زعيم هيئة تحرير الشام و”حكومة الإنقاذ” في إدلب، لتغيير شكل السياسة المتبعة بما يخص أبناء الأقليات الدينية كأبناء الديانة المسيحية والموحدون الدروز، في إطار سياسة هيئة تحرير الشام الجديدة لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي بهدف إعادة تصنيفها كجماعة غير “إرهابية”، مستغلة نجاحها في إدارة إدلب.

وأجرى “أبو محمد الجولاني” في تموز، جولتين للقرى التي يقطنها أبناء الأقليات الدينية وهي كل من منطقة “جبل السماق” أو ما يعرف باسم “جبل الدروز” في ريف إدلب الشمالي الذي يقطنه مدنيون من أبناء طائفة “الموحدون الدروز”، إضافة لزيارة أخرى لقريتي اليعقوبية والقنية بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وهي قرى تقطنها أعداد قليلة جداً من أبناء “الديانة المسيحية”، والتقى بوجهاء وأعيان هذه القرى لتقديم الخدمات وتحسين الظروف المعيشية، بعد سنوات من التهميش المتعمد الذي عاشته من قبل السلطات المحلية المتمثلة “بحكومة الإنقاذ” “الجناح التنفيذي القائم في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”.

وأثناء زيارة ” أبو محمد الجولاني” لمنطقة “جبل السماق” دشن بئر مياه لتغذية قرى الجبل.

كما جرى مناقشة الأوضاع الإنسانية في المنطقة ومتطلبات السكان التي قوبلت بوعود من قبل “الجولاني” بالعمل على تنفيذها وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي لهم.
أما عن زيارته لقرى أبناء الديانة المسيحية شمال جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، فلم يتم الكشف عن مشروع خدمي محدد سيتم تنفيذه في هذه القرى التي تأوي آلاف النازحين، بينما طالبه أبناء القرى بإعادة ممتلكاتهم إليهم.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ يقدم رصداً مفصلاً لكافة التطورات ضمن منطقة “خفض التصعيد” خلال الشهر الفائت، فإنه ومن دوره كمؤسسة حقوقية، يطالب كافة القوى الدولية الفاعلة في سورية، والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف سيلان دماء السوريين، وتطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وتحييدهم عن العمليات العسكرية والصراع الدائر بين القوى المسلحة في المنطقة.

كما يطالب المرصد السوري ضامني اتفاق “بوتين- أردوغان” بالالتزام بالاتفاقات ومنع الخروقات والانتهاكات من قصف بري وجوي واستهدافات بالأسلحة الثقيلة، والتي يكون ضحاياها مدنيين سوريين لجأوا إلى مناطق خفض التصعيد أملاً في أمانٍ فقدوه، وهرباً من موت يلاحقهم.