منظمة “الفاو” تسعى لجمع 280 مليون دولار لتعزيز سبل العيش بسوريا

35

أكد عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد والممثل الإقليمى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة “الفاو”، أن المنظمة تسعى إلى جمع 280 مليون دولار بما يمثل عشر قيمة الخسائر الزراعية المتكبدة فى سوريا، من أجل تنفيذ استراتيجية إقليمية مدتها 5 سنوات لتعزيز سبل العيش والنظم الزراعية فى المناطق المتأثرة فى سوريا ولبنان والأردن والعراق، وبناء المجتمعات المتضررة لمواجهة النزاع على المدى البعيد.

وأوضح ممثل الفاو فى تصريحاتٍ خاصة لـ”اليوم السابع” على هامش المنتدى العربى للبيئة والتنمية المنعقد حاليا بالأردن، أنه منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 تفاقم حجم الوضع الغذائى وانخفض الإنتاج لأكثر من 50% وتعطلت الأسواق وتضررت البنى التحتية الزراعية كقنوات الرى والسدود والطرق الزراعية والكهرباء وهجر مزارعون كثيرون أراضيهم، وأدت الأزمة إلى خسائر جسيمة فى موارد الماشية، كما تسببت فى انتقال عشوائى غير مراقب للبقر والماعز والغنم عبر الحدود السورية.

وأشار ممثل الفاو استنادا على تقارير الاستشعار عن بعد ومؤشر الإجهاد الزراعى، إلى قدرات منظمة الأغذية والزراعة الفاو كميات الغلال بحدود 5.1 طن أى دون المتوسط الاعتيادى البالغ 4.2 طن بفارق ملحوظ، ودفع نقص الغذاء بمتطلبات الاستيراد وأسعار الحبوب وغيرها من الأغذية إلى الارتفاع الملحوظ بنسبة 108% قى شهر نوفمبر 2013 مقارنة بالسنة السابقة. وقال ممثل الفاو التقديرات المشتركة للفاو وبرنامج الأغذية العالمى حتى شهر مايو 2014 إلى أن من 5 إلى 6 ملايين نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائى داخل سوريا، ومن المرجح أن تتفاقم الأزمة فى ظل ظروف الجفاف السائدة. وفى البلدان المجاورة يؤدى تدفق اللاجئين المتزايد على المناطق الهشة عند الحدود اللبنانية والأردنية والتركية والعراقية إلى زيادة حدة الضغط على الظروف الاقتصادية والأمن الغذائى المتزعزع فى المجتماعات المضيفة الفقيرة أصلا.
وأضاف ممثل الفاو يعيش 60% من اللاجئين فى المناطق الريفية، حيث يشكلون بدءا من عمالة رخيصة غير رسمية فيساهمون بذلك فى انخفاض حاد فى أجور المزارعين يصل نحو 30% فى بعض الأماكن، وتشكل حركة الماشية غير الخاضعة للرقابة وغير الملقحة تهديدا للصحة الحيوانية والبشرية.

وقال “وراء كل عائلة دفعت نحو الفقر والجوع ثمة أنظمة تنهار برمتها وبحاجة للحماية والتأهيل والتعزيز، ولا يمكن اعتبار الزراعة مسألة ثانوية، فالمجتمعات المتأثرة فى المنطقة بحاجة إلى مواجهة فعالة للتحديات التى تهدد أمنها الغذائى ومعيشتها”. ونوه ممثل الفاو أن موجة الجفاف التى تعرضت لها سوريا منذ عام 2007 كانت الأسوء منذ الخمسينيات وكانت من الأسباب المؤدية إلى الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التى تفجرت لاحقا. وتابع قائلًا إن تقرير الحكومة السورية وبعثة تقييم الاحتياجات الموفدة من الأمم المتحدة، والتى أكدت أنه أكثر من 800 ألف شخص من الذين تأثروا بالجفاف، كانوا يعيشون فى “ضنك” شديد،

وأدى الجفاف إلى هجرة ما بين 40 إلى 60 ألف أسرة من أراضيهم إلى ضواحى المدن الكبرى بعد أن فقدوا معظم أرزاقهم وترافق الجفاف الكارثى مع تراجع عوائد النفطية وفرض دول الخليج حظرا على استيراد الأغنام السورية برا، بسبب ظهور مرض الحمى القلاعية فى المواشى الأردنية، وكانت تلك ضربة قاسمة لمربى الأغنام فى سورية نتيجة الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، وأدت هذه الأوضاع إلى الأضرار بأمن سورية الغذائى خصوصا بعدما كانت بين قلة من الدول المكتفية ذاتيا بمحصولها من القمح لأكثر من 20 عاما وفى 2008 ووصف ممثل الفاو الوضع بأنه العاصفة الكاملة التى اجتمعت فيها ظروف الجفاف مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

وكشف ممثل الفاو أن هناك مليون ونصف لاجئ سورى فى لبنان أى 34% من سكان البلد ما قبل الأزمة، ويتواجد معظمهم فى المناطق الحدودية الفقيرة مما يزيد الضغط على الغذاء والنظم الزراعية فيها، كما يؤدى إلى اعتماد اللاجئين بشكل على المساعدات وإلى ارتفاع نفقات الحكومة لدعم أسعار السلع والمواد الغذائية وهو بالتالى يشكل عبئا على الاقتصاد الوطنى.