من التدريب العقائدي والعسكري إلى التبرك بمياه مزار “عين علي”.. 4 ميليشيات إيرانية تتنافس على تجنيد الأطفال في الميادين

40

 

تجذب النشاطات الدعوية والثقافية الترفيهية التي تقيمها الميليشيات الإيرانية، الأطفال وتستقطبهم للانضمام في صفوفها.
ويقوم المركز الثقافي الإيراني والمراكز الدعوية لفصائل الميليشيات المتواجدة في سورية بالمشاركة في النشاطات ضمن المدارس الابتدائية والاعدادية والحدائق العامة والأسواق وأماكن الرحلات الترفيهية التي تقوم بها العوائل، حيث يتم توزيع الهدايا والحلويات وعرض أفلام قصيرة مضمونها “أن الميلشيات الإيرانية هي من حررتهم من الإرهاب وأنها تحمل على عاتقها واجب الجهاد المقدس وهو تحرير فلسطين وأن الأطفال هو الجيل الذي سيقوم بذلك”
كما توزع الميليشيات منشورات دعوية على الأطفال، مكتوب عليها عناوين وأرقام هواتف مراكز الانتساب.
وتسعى الميليشيات الإيرانية لإنشاء جيل جديد من المقاتلين في مناطق نفوذها لحمل أفكارها العقائدية، والدفاع عنها حتى الموت، وتتشابه الميليشيات الإيرانية مع أساليب تنظيم “الدولة الإسلامية”، فالأخيرة أطلقت اسم “أشبال الخلافة” على تشكيل عسكري يضم الأطفال المجندين لـ”التنظيم”.
وتعول الميليشيات على الأطفال من خلال وسائل تواصلها مع المجتمع، كما توزع منشورات دعوية على الأطفال تدعوهم للانتساب إلى مراكزها مرفقة بالعناوين وأرقام الهواتف.
ويقبل نحو تلك المراكز الأطفال، وخاصة الذين سبق وكانوا ضمن تنظيم “الدولة الإسلامية” تحت مسمى “أشبال الخلافة”، في حين يدفع الأهالي أطفالهم للانتساب إلى تلك الميليشيات، ضمانًا لعدم ملاحقتهم من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام، حيث توفر لهم الميليشيات حصانة أمنية.
ويخضع المنتسبون من الأطفال فور انتسابهم إلى معسكرات تتضمن دورة عقائدية  مغلقة مدتها 25 يومًا، ودورة عسكرية مغلقة مدتها 25 يومًا في المنطقة.
وتعتبر منطقة المزارع في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي أكبر تجمع للميليشيات الإيرانية بدير الزور، حيث أن لكل ميليشيا معسكر تدريب خاص بها.
ونستعرض أبرز تلك الميليشيات التي تعمل على تجنيد الأطفال وهي ميليشيا فاطميون وميليشيا النجباء وميليشيا أبو الفضل العباس المحلية وميليشيا قوات السيدة زينب.
وتتنافس تلك الميلشيات الأربعة لتجنيد أكبر عدد ممكن من الاطفال وذلك من أجل كسب امتيازات ودعم مادي من قبل القيادة العامة للميليشيات الإيرانية بالمنطقة، التي أوعزت بدورها لقيادة الميليشيات بالتركيز وتكثيف عمليات تجنيد أطفال المنطقة.
وفي حديثه مع “المرصد السوري” يقول أحد المنتسبين لميليشيا السيدة زينب التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنه انخرط في صفوف ميليشيا السيدة زينب بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، عندما كان عمره 13 عامًا، وذلك بسبب انتسابه لـ”أشبال الخلافة”التابع لتنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء فترة سيطرة التنظيم على المدينة.
ويؤكد أن انتسابه للميليشيات الإيرانية يؤمن له حصانة من ملاحقة مخابرات النظام.
ويؤكد العنصر أنه يستطيع أي شخص لا يوجد عليه مشاكل أمنية سابقة  مراجعة مراكز الانتساب بمدينة الميادين وتقديم طلب انتساب، أما المطلوبين أمنياً للنظام يتم تنسيبهم عبر وساطات وبالتنسيق مع شخص محسوب على الميليشيات.
ويضيف بأنه توجه قبل سنوات نحو مركز الانتساب وقدم معلوماته الشخصية وصورتين ومن ثم توجه نحو منطقة المزارع ببادية الميادين للالتحاق بدورة عقائدية، مدتها 25 يوم، ومن ثم دورة عسكرية 25 يتم تدريب المنتسبين على فك وتركيب سلاح الكلاشنكوف والرمي، إضافة لممارسة تمارين اللياقة البدنية، وفي نهاية الدورتين يتم نقل المنتسبين إلى مزار نبع عين علي عند أطراف مدينة الميادين، بغرض التبرك والاغتسال بالماء، قبل أن يتسلم بذته العسكرية وسلاحه “الكلاشنكوف” وجعبة تحوي أربع مخازن ورصاص.
كما يتلق المنتسب الجديد مرتبًا شهريًا مقداره 120 ألف ليرة سورية، ويفرز العناصر على نقاط الحراسة المنتشرة في مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية بريف دير الزور.