موسكو تعتبر أن الأزمة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة»

21

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «محاولات لتقويض الهدنة في سورية وإفشال جهود التسوية السياسية»، ودعا إلى تعزيز «التقدم الهش» الذي تحقق في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف، معتبراً أن المسألة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة».

وأجرى لافروف محادثات في موسكو أمس مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تناولت التحضيرات لجولة المفاوضات الجديدة التي تنطلق اليوم في جنيف. وعلى رغم أن الحديث ركّز على الملفات المطروحة في جنيف و «الأفكار» الروسية لدعم إنجاح المفاوضات، إلا أن لافروف تطرق إلى التطورات الميدانية في دمشق ومناطق أخرى، متهماً الفصائل المعارضة بـ «محاولة توتير الوضع في سورية عبر توسيع العمليات المسلحة، وزيادة عدد الهجمات الإرهابية، وليس لدي أي شكوك بأن هذا يهدف إلى إفشال أو وضع صعوبات أمام مفاوضات جنيف».

ووصف الوزير الروسي الوضع حول التسوية السورية بأنه وصل إلى «لحظة حاسمة». داعياً إلى تثبيت التقدم «الهش» الذي تحقق في الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف. وشدد على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق تقدم في المسارات الأربعة المحددة للتفاوض. وهي مسائل الحكم والدستور الجديد والانتخابات ومحاربة الإرهاب. وزاد أن «السلات» من المطالب الأساسية الواردة في قرار مجلس الأمن الرقم 2254، مؤكداً ضرورة الالتزام الصارم بتطبيق القرار الدولي.

وأعرب دي ميستورا عن قلق بسبب تصعيد الأوضاع الميدانية خلال الأيام الماضية. لكنه أبدى تفاؤلاً بتحقيق دفعة قوية خلال جولة المفاوضات الحالية، معتبراً أن مشاركة كل الأطراف في المفاوضات تؤكد عزمها على تحقيق تقدم في التسوية السياسية.

في الأثناء، قلّص نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من سقف التوقعات. وقال أن «لا أحد ينتظر معجزات من المفاوضات السورية، لكن علينا أن نعمل بجد لإنجاح هذه الجولة من المفاوضات». وأوضح أن «المسألة معقدة جداً وصعبة. لهذا السبب بالتحديد، علينا أن نكون أكثر تصميماً وعلينا أن نتحلى بالإرادة السياسية لكي نكون على الطريق الصحيح».

وفي وقت لاحق أمس، كشف لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره من الكونغو الديموقراطية ليونار شي أوكيتوندو جانباً من محادثاته مع دي ميستورا. وقال أنه شدد خلال اللقاء على «ضرورة تأمين تمثيل واسع للمعارضة السورية في هذه المفاوضات».

وأعرب لافروف عن أمل بخروج الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف بنتائج إيجابية، وأن يشارك كل من تمت دعوتهم بجهود من أجل الانتقال إلى حوار مباشر. لكنه جدد انتقاد «آلية توجيه الدعوات» إلى أطراف المعارضة السورية، معتبراً أن محاولة «الهيئة العليا للمفاوضات» (التي تمثّل طيفاً واسعاً من المعارضين) «احتكار تمثيل المعارضة» تؤدي إلى «طريق مسدود». وأكد أن «من الضروري تأمين مشاركة ليس فقط مجموعتي موسكو والقاهرة، بل وكذلك مجموعتي آستانة وحميميم. ومن المهم جداً إيجاد حل لإشراك الأكراد في مفاوضات جنيف».

وقال أن موسكو ستواصل البحث عن آلية لمشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف، بما في ذلك من خلال إشراكهم في مفاوضات آستانة. وقال أن موسكو تواصل الحوار مع تركيا حول هذا الموضوع. مؤكداً أن «هذا الهدف (إشراك الأكراد في المفاوضات) يمثل إحدى المهمات الرئيسية للمبعوث الأممي دي ميستورا».

وتطرق إلى السجالات التي أثيرت حول موقف موسكو من الغارات التي شنتها إسرائيل على مواقع سورية الأسبوع الماضي. وقال أن «لدى موسكو وتل أبيب اتفاقات واضحة حول التنسيق العسكري، ونتطلع لنحكم من خلال الأفعال على التزام الجانب الإسرئيلي بها».

وزاد أن الطرفين توصلا إلى «اتفاق دقيق حول تعاون المؤسستين العسكريتين في سورية» خلال محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل أسبوعين.

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية عن قائد الوحدات العسكرية التي تمركزت بالقرب من عفرين، أندريه فولكوف، أن الهدف الرئيسي للوجود الروسي في المنطقة هو «مراقبة وقف النار على مدى 24 ساعة». وأشار إلى أهمية الوجود العسكري المباشر في المنطقة «كي يكون العلم الروسي مرئياً. لأن الحدود التركية قريبة، وكي يفهم الجميع أننا ندعم الحكومة السورية وقواتها المسلحة وأن وجودنا في هذه المنطقة هو لضمان السلام والأمن في المنطقة الحدودية». وأضاف: «كما أن السكان المحليين سيكونون في منطقة مسؤوليتنا، وسنتعاون معهم لكي تصبح الحدود السورية آمنة».

وكانت موسكو نفت صحة معطيات ترددت حول اتفاق على إقامة قاعدة عسكرية روسية جديدة في مناطق سيطرة الأكراد. وأكدت أن وجودها في المنطقة مرتبط بالمساعدة على مراقبة وقف النار.

المصدر: الحياة