موسكو: على تركيا التخلي عن فكرة إقامة “مناطق آمنة” في سوريا

25

أعلنت ماريا زاحاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، الخميس 24 مارس/آذار، أن على تركيا التخلي عن فكرة إقامة “مناطق آمنة” في أراضي سوريا.

وتعليقا على هذه المسألة أعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن “رئيس الحكومة التركية (أحمد داوود أوغلو) حاول في إطار رده على نتائج قمة الاتحاد الأوروبي – تركيا تمرير مبادرات أنقرة القابلة لمختلف التفسيرات، التي تخص إقامة ما يسمى بمناطق آمنة على أراضي الدولة السورية ذات السيادة”.

وأشارت زاخاروفا، في مؤتمر صحفي، إلى أن داوود أوغلو “قدم هذه الفكرة كقضية محسومة وكجزء بالغ الأهمية من الجهود الجماعية الرامية إلى تحقيق حل قابل للحياة وطويل الأمد لأزمة اللجوء”.

وشددت زاخاروفا في هذا السياق على أن “إقامة هذه المناطق لم تكن أبدا جزءا من الجهود الدولية الرامية إلى حل قضية الهجرة”، مضيفة أن “القيادة التركية يتعين عليها ترك محاولات طرح هذه المبادرة، لا سيما وإنها لا تحظى بموافقة من قبل الحكومة الشرعية في سوريا ومجلس الأمن للأمم المتحدة”.

وتطرقت زاخاروفا إلى موضوع مكافحة المنظمات الإرهابية، قائلة إن الإرهاب يمثل تحديا للعالم بأسره، بما في ذلك لروسيا ودول الناتو. وذكرت أنه على الرغم من وجود عدد كبير من الهياكل الدولية المكلفة بهذه المهمة إلا أنها لا تؤدي وظيفتها وذلك ليس لعدم فعاليتها إنما لأن بعض الدول تحاصر عملها لاعتبارات سياسية. وكمثال على ذلك نوهت المتحدثة بأن الناتو لا يزال يرفض تنسيق جهوده مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب.

وأفادت زاخاروفا بأن الخبراء الروس يعملون على دراسة الوثيقة حول تسوية الأزمة السورية التي تضم 12 بندا والتي قدمها في وقت سابق من يوم الخميس المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

وتعليقا على أهمة زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو بالنسبة لتسوية الأزمة السورية قالت زاخاروفا إن “اللحظة الحاسمة في التسوية السورية ليست الزيارات، بل إنها تتمثل بالإطلاق الشامل للحوار والعمل المشترك المستمر وغير المنقطع لدمشق والمعارضة على تحديد مستقبل البلاد”.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن موسكو تواصل الحوار مع واشنطن والأطراف الأخرى لمجموعة دعم سوريا من أجل ضمان نجاح هذه العملية.  

وتطرقت زاخاروفا في المؤتمر الصحفي أيضا إلى قضية المشاركة الكردية في المفاوضات حول حل الأزمة السورية، مشددة على أن “الأكراد من الضروري أن يكونوا متمثلين ليس في جنيف فقط وانما في أي مكان آخر تجري فيه العملية التفاوضية بين دمشق والمعارضة”.

زاخاروفا: تصرفات أنقرة في مناطق كردية انتهاك سافر لحقوق الإنسان

وذكرت زاخاروفا أن وزارة الخارجية الروسية درست بإمعان المواد المقدمة لها من قبل قناة RT على أثر “عملية مكافحة الإرهاب” التي أجرتها القوات التركية في مناطق كردية من تركيا، لا سيما منطقة سور (محافظة ديار بكر) ومدينة جزيرة ابن عمر (محافظة شرناق).

وقالت المتحدثة بأن المواد المقدمة تشهد على وحشية تصرفات العسكريين الأتراك، بما في ذلك تلك الأدلة التي تشير إلى إحراق حوالي 150 مدنيا على أيدي هؤلاء العسكريين، كانوا يختبئون في أحد المباني، وبلوغ إجمالي عدد الضحايا بين المدنيين في محافظة شرناق وحدها إلى حوالي 500 شخص.

ودعت زاخاروفا إلى إجراء تحقيق دولي في هذه الحوادث، مشيرة إلى أن الدور الكبير في لفت انتباه المجتمع الدولي إليها يجب أن يعود في المقام الأول إلى منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، أما صمتهما إزاء هذه الحوادث فـ”يبعث على فكرة مفادها أن مبدأ ازدواجيا وانتقائيا تعتمدان عليه في تغطيتهما لانتهاك حقوق الإنسان”.

زاخاروفا: موسكو نرحب بالهدنة المخطط لها في اليمن

كما تطرقت زاخاروفا إلى الشأن اليمني، معربة عن ارتياح موسكو من إعلان المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أنه نسق مع أطراف النزاع المسلح في البلاد بدء جولة جديدة من المشاورات في 18 من أبريل/نيسان المقبل لإنهاء الأزمة ، على أن يتم ذلك بعد وقف إطلاق النار المخطط له في الـ 10 من الشهر نفسه.

وذكرت زاخاروفا أن موسكو دعت مرارا إلى وقف الأعمال القتالية في أراضي اليمن، وذلك في المقام الأول بسبب أنها قد أسفرت عن سقوط عديد من الضحايا في صفوف المدنيين، وكذلك لأن استمرار القتال أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن إلى أقصى حد.

وأكدت المتحدثة باسم الوزارة تمسك روسيا بفكرة أن المفاوضات المستندة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، تشكل السبيل الوحيد لإحلال السلام المنشود في اليمن وإعادة سلطة الدولة هناك. هذا وأعربت زاخاروفا عن استعداد موسكو لدعم هذه العملية.

المصدر: روسيا اليوم