موسكو متفائلة بتطبيق آليات «هدنة» الجنوب السوري

17

مع تواصل القتال أمس في محافظة إدلب بين فصيلين معارضين متطرفين، وفي مدينة الرقة ضد تنظيم «داعش»، رجحت موسكو الإعلان قريباً عن آليات تطبيق الهدنة في الجنوب السوري. وأكد مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة نيكولاس راسموسن: «لم أر شيئاً يقودني إلى الاعتقاد بأن زعيم تنظيم داعش أُخرج من ساحة المعركة. لدينا معرفة جيدة، ولكن ليست لدينا معلومات تؤكد موته».

واستمر الاقتتال العنيف أمس بين «هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) و «حركة أحرار الشام» الأقل تشدداً قرب معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا. ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد سكان أطمة، وهي بلدة إلى الشمال من المعبر، أن «هيئة تحرير الشام سيطرت على التلال المحيطة بباب الهوى» لتصبح على بعد كيلومتر من المعبر. وذكر أن المعبر فقط لا يزال تحت سيطرة «أحرار الشام».

وعن القتال في الرقة، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن حوالى 900 شخص قتلوا منذ أن بدأت قبل 45 يوماً الحملة الرامية لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الذي يعتبر المدينة «عاصمة» له في سورية.

من جهة أخرى، رجحت موسكو الإعلان قريباً عن بدء تطبيق الاتفاق الروسي- الأميركي، الذي يشارك فيه الأردن، لإقامة منطقة خفض التوتر في جنوب سورية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «عملية تنسيق التفاصيل المتعلقة بآليات العمل في المنطقة باتت قريبة من نهايتها».

وعلق لافروف في مقابلة مع قناة تلفزيونية أميركية بُثَت أمس، على تصريح لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو قال فيه إن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سورية مختلفة، وإن هدف روسيا هو الحصول على ميناء لا تتجمد مياهه في البحر المتوسط.

وقال لافروف في تعقيبه، مشيراً إلى بومبيو: «أشكره على التذكير بأن الميناء لا يتجمد. لكنني قرأت أن الولايات المتحدة تملك 10 قواعد على الأراضي السورية».

وأضاف: «يعني ذلك أن السيد بومبيو يريد الشيء ذاته الذي نريده نحن في سورية. لكنه يريد شيئاً أكبر بأضعاف».

وتابع أن روسيا لا تخفي قاعدتيها الاثنتين في سورية عن أحد، مشدداً على أن القاعدتين الروسيتين تعملان على أساس اتفاقات موقّعة مع الحكومة السورية، وأن مهمة هاتين القاعدتين هي محاربة الإرهابيين في سورية.

وأضاف: «إذا كان السيد بومبيو الذي يمثل دولة أقامت 10 قواعد عسكرية في سورية بصورة غير شرعية، قلقاً للغاية من قاعدتين تم إنشاؤهما على أساس اتفاقية مع حكومة دولة عضو في الأمم المتحدة، فذلك يعني أن هناك مشكلة متعلقة بالكيل بمكيالين. هذا إذا لم نتطرق إلى مئات القواعد العسكرية الأميركية في العالم برمته والمنتشرة على طول الحدود الروسية».

واصدرت «حركة أحرار الشام» مساء امس بياناً جاء فيه ان فصائل المعارضة ستغادر معبر باب الهوى على الحدود التركية بموجب وقف النار مع «الهيئة».

المصدر: الحياة