موسكو نفت شن غارات على إدلب أسفرت عن مقتل 23 مدنياً: المهلة التي أعطيناها للمسلحين تنتهي هذا الأسبوع

20

قتل 23 مدنياً على الاقل وجُرح العشرات في غارات مكثفة استهدفت ليلاً مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، ونفت موسكو أنباء عن شن مقاتلاتها هذه الغارات. ووسع تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” نطاق عملياته في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في الرقة.

قال “مدير المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “قتل 23 مدنياً على الاقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية ليلاً على أحياء عدة في مدينة ادلب” مركز محافظة ادلب التي يسيطر عليها “جيش الفتح”، وهو تحالف فصائل اسلامية أبرزها “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا). وأوضح أن خمسة اطفال وامرأتين هم في عداد القتلى.
وفي صور التقطها مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” داخل مستشفى في ادلب نقل الضحايا اليه، يحمل رجل طفلاً يبكي في قسم الاسعاف، فيما يعمل مسعفون على رعاية طفلة في ثياب النوم اصيبت في القصف. كما يمكن رؤية جثتين ملفوفتين بأغطية على الارض، الى مصابين يجلسون على مقاعد في انتظار دورهم لتلقي العلاج.
ويظهر شريط فيديو بثه المرصد عمال انقاذ وهم يتسلقون الطبقة العليا من مبنى تضرر كثيراً جراء القصف، ويحاولون بصعوبة البحث عن ضحايا تحت الانقاض.
وأفاد عبد الرحمن، أن “سرباً من الطائرات نفذ الغارات في وقت واحد على مناطق عدة في المدينة”. وذكر ان الطائرات الروسية تخرج عادة أسراباً من القاعدة العسكرية في مطار حميميم في اللاذقية لتقصف اهدافها، بينما تحلق الطائرات السورية منفردة. وأضاف ان “هذا القصف الجوي هو الاعنف على المدينة منذ بدء سريان وقف الاعمال العدائية في 27 شباط”.
لكن وزارة الدفاع الروسية نفت استهداف مدينة ادلب. وصرّح الناطق العسكري الروسي الجنرال ايغور كوناشينكوف بأن “الطيران الروسي لم يقم بأي عمليات عسكرية وعلى وجه الخصوص في محافظة ادلب”. وقال: “ندعو إلى تبني موقف أكثر انتقادا بالنسبة لأي أنباء مخوفة من “الثنائي البريطاني” الذي يضم المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة “رويترز” للأنباء. وعندما نقدم للعالم نتائج الرقابة الموضوعية التي تنفي تماماً ما زوّراه سابقاً لم يحاول “المرصد” أو الوكالة الاستماع إلى ذلك وبالأخص نشر أي نفي”.
وعلى رغم ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بموجب تفاهم روسي- أميركي وفي رعاية الامم المتحدة يستثني مناطق سيطرة “جبهة النصرة” و”داعش”، فان مدينة ادلب شهدت استناداً الى عبد الرحمن “هدوءاً نسبياً في ظل غارات متقطعة” منذ بدء الهدنة.
وأعلنت موسكو في وقت سابق انها كانت ستبدأ الاربعاء الماضي ضرب مقاتلي “جبهة النصرة”، لكنها عادت وأعلنت تأجيل بدء القصف لإتاحة الوقت للمعارضة لكي تنأى بنفسها عن “المقاتلين الارهابيين في جبهة النصرة”.

لافروف
وكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تتخل عن قرارها ضرب التشكيلات المسلحة التي لم تنضم الى الهدنة في سوريا، مشيراً الى أن المهلة المحددة للمسلحين تنتهي هذا الأسبوع. وقال في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية : “طلبت منا الولايات المتحدة تمديد المهلة بضعة أيام، قبل سريان الخطة التي أعلنا عنها سابقا، والتي سيصير بموجبها كل من لم ينضم الى الهدنة هدفاً مشروعاً بصرف النظر عما إذا كان مدرجاً على قوائم الإرهابيين أو لا. لقد طلب منا الأميركيون بضعة أيام إضافية كي يقدموا ردهم، وتنتهي هذه المهلة الإضافية هذا الأسبوع”.
وأضاف أنه خلال إحدى مكالماته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الأميركي جون كيري سأل الأخير لماذا توقف الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عمليا عن استهداف الإرهابيين في سوريا ولماذا يقف مكتوفاً ولا يفعل شيئاً لإيقاف تدفقات النفط المهرب إلى تركيا. وقد كرّر له كيري المبررات العادية “انطلاقاً من منطق غريب مفاده أن مواقع الإرهابيين مختلطة بمواقع “الأخيار”، ولا يجوز استهداف الأخيار”.
وشدّد على أنه “تمكنا خلال الأشهر الأولى من عمليتنا العسكرية في سوريا من إحداث نقلة نوعية فعلية للوضع، ويعترف بذلك الجميع. ومن الواضح أن هناك رغبة في إيقاف هذه العملية أو تحويلها في الاتجاه المعاكس. وتشاطر تركيا هذه الرغبة، وربما شركاؤنا الغربيون أيضا، لأنهم يصرون منذ خمس سنوات على رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد”.

جبهة الرقة
في غضون ذلك، تستمر المعارك العنيفة بين عناصر “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية” مع تقدم الأخيرة نحو مدينة الطبقة وسيطرتها على قرى ومزارع على طريقها. وتدور المعارك في مثلث تل أبيض – الفرقة 17 – عين عيسى، وفي المنطقة الواقعة بين عين عيسى ومدينة الطبقة، حيث تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” من التقدم والسيطرة على تسع قرى وثلاث مزارع، بينها قرى خشخاش الكبير، نقوت، بئر الأعمى، أبو الصفا، رميلة، خربة جميل، حجي علي وجنف الأحمر، ليرتفع إلى 23 قرية ومزرعة عدد المناطق التي سيطرت عليها “قوات سوريا الديموقراطية” منذ بدء عملياتها بريف الرقة الشمالي في 24 أيار الماضي.
وأسفرت الاشتباكات التي ترافقت مع غارات مكثفة لطيران الائتلاف الدولي على مواقع التنظيم في المنطقة، عن مقتل 18 عنصراً من التنظيم ليرتفع إلى 79 بينهم 24 من “أشبال الخلافة” وقيادي فرنسي، عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال الاشتباكات بين الطرفين في الفترة ذاتها، كذلك تدور اشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بالقرب من ضفاف الفرات الغربية. واتهمت القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب على “داعش” بسوريا، القوات التركية بقصف مواقعها قرب الخطوط الأمامية في شمال البلاد.

 

المصدر:النهار