موفد الأمم المتحدة «منذهل» من دموية نظام الأسد

25
الوكالات – بيروت دمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى جراء ضربة جوية نفذتها قوات النظام السوري في شمال شرقي دمشق اقترب من المئة مما يجعلها واحدة من أدمى الهجمات في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.

وأوضح أن 96 قتيلا سقطوا في هجوم يوم الأحد الذي أصاب سوقا في منطقة دوما التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة وتبعد نحو 16 كيلومترا من وسط دمشق. وقال منقذون إنه تم التعرف على هوية 95 قتيلا. وقال ستيفان أوبراين وكيل الامين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: “هالتني تحديدا التقارير عن الضربات الجوية التي تسببت في مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات في قلب دوما وهي جزء محاصر من دمشق”.

واختتم أوبراين أمس زيارة لسوريا استمرت ثلاثة أيام. وتزامنت الغارات الجوية على دوما الاحد مع وجوده في أول زيارة له منذ توليه منصبه في ايار/مايو خلفا لفاليري اموس.

واضاف “اصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع”، مشددا على ان الاعتداء على المدنيين “غير قانوني وغير مقبول ويجب ان يتوقف”.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان قصف دوما “يأتي في إطار سياسة الارض المحروقة التي يتبعها النظام السوري”. واضاف “يريد النظام ان يظهر انه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من دون ان يبدي اي اهتمام بالمجتمع الدولي”.

وقتل قرابة ربع مليون شخص ونزح عشرة ملايين شخص عن ديارهم في الحرب الأهلية السورية.

وذكرت جماعة سورية معارضة مقرها تركيا هي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الهجوم كان يهدف إلى إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين.

وقال في بيان عبر الائتلاف ومقره تركيا “موقف مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت عامل مساعد في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين”.

وتصاعدت وتيرة الحرب في دمشق -مركز سلطة الرئيس بشار الأسد وحولها في الأيام الأخيرة.

وشن جيش الإسلام وهو واحد من أقوى الجماعات المعارضة في منطقة شرق دمشق هجوما على مواقع للحكومة في حرستا يوم السبت.

وفي يوم الأربعاء الماضي قال المرصد إن قصفا صاروخيا تسبب في مقتل 13 شخصا في دمشق بينما تسببت ضربات جوية نفذتها طائرات النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية في مقتل 31 شخصا.

وقال مصور لوكالة فرانس برس في دوما ان الاهالي انصرفوا الاثنين الى تشييع القتلى بعد ان حال القصف الجوي الذي طال موقع المقبرة دون تشييعهم الاحد. واضاف انه “بعد كل مجزرة يضطر الاهالي الى دفن اربعة اشخاص فوق بعضهم البعض بسبب ارتفاع عدد القتلى”.

واوضح ان ما رآه في المدينة الاحد كان “اشد قسوة مما شاهده بعد قصف المدينة بالسلاح الكيميائي قبل عامين”. وروى كيف ان سكان الحي المنكوب اصيبوا بحالة هستيريا وهم ينقلون الجرحى الى مستشفى ميداني وكان عدد كبير منهم ملقى على الارض لعدم وجود اسرة كافية.

كما تظهر صور اطفال جرحى تسيل الدماء منهم وهم ينتظرون تلقي العلاج، فيما تبدو عشرات الجثث داخل اكياس بلاستيكية موضوعة على الارض جنبا الى جنب.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النظام بـ”تعمد” قتل المدنيين، منتقدا تقصير المجتمع الدولي.

وقال رئيس الائتلاف خالد خوجة في مؤتمر صحافي في اسطنبول “من يسلح (ايران وروسيا) نظاما مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية”.

واستخدمت روسيا بصورة منتظمة حقها في الاعتراض (الفيتو) لعرقلة صدور قرارات عن مجلس الامن تدين نظام بشار الاسد.

وقال خوجة ان “من يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع”.

وتخضع مدينة دوما منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات الاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والادوية.

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران/يونيو، قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.

واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات نظام الأسد بارتكاب “جرائم حرب” ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية.

في غرب سوريا، استهدفت قذائف صاروخية، أمس، احياء سكنية في مدينة اللاذقية الساحلية موقعة ضحايا للمرة الثانية في غضون اقل من اسبوع.

وافاد تلفزيون النظام في شريط عاجل عن مقتل ستة اشخاص واصابة 19 اخرين بجروح. واكد المرصد السوري من جهته استهداف المدينة، مشيرا الى مقتل ثلاثة اشخاص فقط.

وتعرضت المدينة الخميس لقصف مماثل ادى الى مقتل شخصين واصابة 14 اخرين بجروح.

وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية التي تعد معقلا للطائفة العلوية في سوريا وتتحدر منها عائلة بشار الاسد بمنأى عن النزاع الدامي الذي شهدته بقية المحافظات منذ منتصف آذار/مارس 2011، وتسبب بمقتل نحو ربع مليون سوري.

المصدر: الأيام