ميليشيات موالية لإيران تستحوذ على القمح والشعير بمناطق سيطرتها بريفي دير الزور والرقة وتنقله إلى العراق لبيعه بثمن أعلى

45

على وقع التغلغل الإيراني داخل الأراضي السورية، تعمل المليشيات الإيرانية على سرقة مقدرات الشعب السوري، لا سيما المواد الأساسية من القمح والشعير ونقلها عبر معابر غير نظامية بواسطة وكلاء لهم من مناطق سيطرتها في البو كمال ودير الزور والميادين وريف الرقة إلى العراق، لبيعها بأسعار أعلى من أسعارها ضمن الأراضي السورية “مناطق النظام”
وبعد استيلاء المليشيات الإيرانية على الكثير من الأراضي الزراعية بريف دير الزور والرقة، تتجهز تلك المليشيا لحصاد موسم القمح في العديد من المناطق التي تسيطر عليها، وسط تقديم التسهيلات من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام لتسهيل عملية نقلها إلى خارج الحدود
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فبعد قيام بعض الفلاحين والتُجار ببيع محاصيلهم للميلشيات الإيرانية في المنطقة أيضا، تقوم تلك الميليشيات بنقل تلك المحاصيل من القمح والشعير من دير الزور إلى العراق، في حين تتجهز لحصاد موسم القمح في مدينة القورية وبلدة محكان بريف دير الزور الشرقي، ليتم نقلها فيما بعد إلى الأسواق العراقية.
إلى جانب ذلك، تقوم عناصر من ميليشيا الفوج 47 الإيراني، بفرض إتاوات تتراوح ما بين 150 إلى 300 ألف ليرة سورية على المزارعين في منطقة الحزام بمدينة البوكمال ، ممن يملكون الأراضي الزراعية القريبة من مقراتهم، بحجة حماية بيادر القمح من الحرق والسرقة، وسط رضوخ المزارعين لمطالب تلك المليشيا بدفع ما يترتب عليهم.
وفي المقابل، تشهد مدينة الميادين وريفها عمليات سرقة لثروات أبناء المنطقة، وذلك بإشراف القيادي في الحرس الثوري الإيراني المدعو ” الحاج مسيب” الذي يعمل على توكيل وكلاء له في المنطقة، لشراء كميات كبيرة من الشعير والقمح من التُجار والفلاحين، ومن ثم نقلها إلى العراق، كما تتجهز “مليشيا فاطميون” الموالية لإيران لحصاد موسم القمح في منطقتي المجري والزوية بريف مدينة الميادين شرقي دير الزور، دون أن تحرك الأجهزة الأمنية التابعة للنظام ساكنًا
كما تقوم تلك المليشيا بحصاد محصول القمح في الرقة من الأراضي التي استولت عليها سابقًا، في قرى شعيب الذكر ودبسي فرج و دبسي عفنان في ريف الطبقة الغربي، وتقدر مساحتها بـ مئات الدونمات، وتعود ملكية تلك الأراضي الزراعية التي تقوم الميليشيات الإيرانية بحصادها لعائلات فروا من المنطقة إبان سيطرتها عليها في عام 2017، ويتم ذلك بواسطة المتنفذين والمتعاونين من عناصر الأجهزة الأمنية الذين يقومون بتقديم التسهيلات لوكلاء تابعين للميليشيات الإيرانية و لإحكام السيطرة على عمليات البيع وإغلاق كافة المنافذ أمام الفلاحين والمزارعين، ومنع خروج المحاصيل إلى المحافظات السورية، تقوم هذه المليشيات بمنع الفلاحين من بيع محاصيلهم في السوق الحرة، وكل من يرفض يتعرض للاعتقال والتهديد، وفي سياق ذلك، اعتقل عدد من الفلاحين الذين قاموا ببيع القمح في السوق الحرة، كما فعلت قوات النظام خلال السنوات الماضية، عندما اعتقلت عدد من الفلاحين ورؤساء الجمعيات الفلاحية الذين رفضوا بيع محصولهم للنظام في مدن العشارة وصبيحان ودبلان و البوكمال وريفها
و لا تزال المليشيات الإيرانية في مناطق سيطرتها تعمل على بسط سيطرتها على كامل مقدرات البلاد من الثروات الباطنية والزراعية والحيوانية، ونقلها عبر منافذ غير نظامية، لتجني المزيد من الأرباح، في ظل تعدد الأزمات التي تعصف بالمواطن السوري.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار يوم 27 مايو/أيار إلى أن دوريات تابعة لـ “شعبة الاستخبارات” بقوات النظام، اعتقلت 11 فلاحًا من منطقتي البلعوم والطيبة بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي وذلك بسبب عدم بيعهم قسم من محصول القمح للنظام وبيعه في السوق الحرة.