ميليشيات موالية لإيران تستعرض قواتها جنوب دمشق في ذكرى مقتل الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”

27

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لمقتل الجنرال الإيراني “قاسم سليماني” ، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، قيام ميليشيات موالية لإيران، ممن أنشأها “قاسم سليماني” في الأراضي السورية، بعرض عسكري جاب منطقة السيدة زينب ومحيطها في ريف دمشق الجنوبي، حيث عمدت تلك المليشيات إلى تسيير موكب ضخم من السيارات العسكرية المحملة بعناصر الميليشيات من جنسيات سورية وغير سورية، رفعت خلالها صور لرأس النظام السوري “بشار الأسد” إلى جانب صور “قاسم سليماني” تحت عنوان “كلنا قاسم”، وخلال المسير، هتف العناصر بشعارات ضد إسرائيل وأمريكا.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى وصول عدد كبير من عائلات الميليشيات الأفغانية إلى مدينة تدمر شرقي حمص، ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي
ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن 300 من عوائل الميليشيات الأفغانية وصلت إلى الأراضي السورية منذُ مطلع الشهر الأخير لعام 2021، على دفعات متتالية، قادمة من إيران عبر العراق، حيث دخلت على عدة مراحل من المنافذ الحدودية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران في البوكمال بريف دير الزور، ومن ثم اتجهت إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بالإضافة إلى أن عائلات أُخرى وصلت إلى منطقة السيدة زينب بريف دمشق، بعد مكوثها في مدينة تدمر لعدة أيام

مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدت بأن العائلات الأفغانية التي وصلت الأراضي السورية خلال ديسمبر/كانون الأول، خرجت إلى إيران بعد سقوط أفغانستان بيد “طالبان” ومن ثم اتجهت إلى العراق قبل أن تدخل الأراضي السورية، جلهم لهم أقرباء وأبناء يعملون كـ عناصر وقادة في صفوف الميليشيات الإيرانية في الأراضي السورية

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن عمليات بناء تجري على قدم وساق في منطقة “البحدلية” التابعة لناحية ببيلا في ريف دمشق الجنوبي، والملاصقة لمنطقة السيدة زينب التي تعد من أبرز المعاقل للميليشيات الإيرانية من جنسيات سورية وغير سورية وأبرزها حزب الله اللبناني في ضواحي العاصمة دمشق.
وتحت مسمى “ضاحية السيدة زينب” بدأت في الآونة الأخيرة تنشط هذه الكلمة بين أوساط الأهالي في المنطقة، كون غالبية الذين يقطنون في بلدة “البحدلية” باتوا من عناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية وغيرها، تزامن ذلك مع عمليات بناء تجري في المنطقة في ظل الحديث عن تنظيم جديد للبلدة التي باتت مرتعًا ومعقلًا لعناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران، من مزارعها وصولًا إلى المنازل منذ أن سيطرت في أواخر يونيو/حزيران من العام 2013 بعد معارك خاضتها تلك الميليشيات ضد الفصائل المقاتلة والجهادية، فضلًا عن ذلك، فإن المئات من عناصر وقيادات الميليشيات الموالية لإيران انتقلوا في الآونة الأخيرة للسكن في “مخيم قبر الست” الملاصق أيضًا لمنطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، والذي جرى تغيير أسمه من قِبل محافظة ريف دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2020 إلى “مدينة السيدة زينب” بالإضافة إلى إنشاء معسكرات تدريب خاصة بتلك الميليشيات والمنضمين المحليين إليها في المزارع والبساتين المحيطة بمنطقة “السيدة زينب” و”مخيم قبر” الست وبلدة “البحدلية” بريف العاصمة الجنوبي

ويستنتج المرصد السوري لحقوق الإنسان مما سبق التالي: إيران تسعى إلى جعل المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق وصولًا إلى محيط مطار دمشق الدولي، منطقة خاضعة لهيمنة ميليشياتها المحلية والغير محلية من جنسيات عراقية وأفغانية ولبنانية وغيرها، بالإضافة إلى عملها على المدى البعيد لزنار أمني ومدني من عوائل العناصر والقيادات التابعة لميليشياتها، يحيط بمنطقة السيدة زينب، وذلك عبر تسهيل عمليات تشييد الأبنية الأبنية في بلدة “البحدلية” وتسكين العوائل في مخيم “قبر الست” فضلًا عن سيطرة وتواجد الميليشيات التابعة التابعة لها ضمن مقرات ومعسكرات، بدءًا من منطقة السيدة زينب ومحيطها، و وصولًا إلى محيط مطار دمشق الدولي بالتوازي مع عمليات شراء العقارات والأراضي الزراعية بشكل خفي بمناطق الغوطة الشرقية التي كانت تعد من أبرز المناطق المناهضة للنظام السوري، ومعقلًا كبيرًا لفصائل المعارضة سابقًا، بالإضافة إلى عمليات شراء تجريها أيضًا في مدن وبلدات ريف دمشق الجنوبي، القريبة والملاصقة لمنطقة السيدة زينب”