“نبع السلام”… ملاذ آمن لعناصر “التنـ ـظيم”.. ومكان لممارسة الانتهاكات بحق الأهالي

68

أطلق الجيش التركي والفصائل العسكرية الموالية له، ما يسمى “الجيش الوطني” عملية “نبع السلام” أواخر العام 2019 والذي هجر مايقارب 200 ألف نسمة من عوائل الرقة والعوائل السورية من قراهم ومدنهم “تل أبيض- سلوك- حمام التركمان – الهوشان – الشركراك ” وتحولت المنطقة مع مرور الأيام إلى بؤرة لممارسة الانتهاكات القسرية والتهجير من قبل الفصائل العسكرية وأبرزها “جيش الشرقية” فصيل “المجد “والجيش الوطني ” بالإضافة لبقايا عناصر سابقين وقياديين من “التنظيم” .
ولعل الحدث الأبرز كان إيواء تلك الفصائل لعوائل وقياديين في مناطقها أبرزهم كان “ه.ك” حتى استهدفه طيران التحالف 15 حزيران 2022 في جرابلس وماهر العكال “أبو سعد الشمالي” الذي قتل من قبل طيران التحالف بمنطقة جنديرس في تموز من العام ذاته بالإضافة لضم قياديين إلى فصائل تتبع لأنقرة في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي وهم “خ.ع” مسؤول وكالة أعماق الناطقة باسم “التنظيم” و”ف.ب”.
وبحسب مصادر المرصد السوري بريف الرقة الشمالي، فإنه من بين عناصر وقيادات التنظيم في منطقة نبع السلام “ف.ك” العمر 23 سنة وهو من  محافظة الرقة  سكان حارة الطيار، انضم لصفوف “التنظيم” سنة 2014، وعمل مع “التنظيم” في اللواء 93 ثم  تم فرزه إلى “جيش الخلافة”.
فرّ بتاريخ 2018 إلى عفرين  التابعة لمحافظة حلب وانضم الى “فصيل الحمزات” ومنها انتقل إلى منطقة رأس العين ضمن صفوف “الجيش الوطني” 2019 “.
“م. ع” يبلغ من العمر 23 سنة مواليد مدينة حمص و ويلقب بـ “طلحة”، كان عضواً في “التنظيم” منذ تأسيسه سنة 2013 وقاتل معهم في بادية حمص، عمل في المجال الأمني، في حزيران سنة 2017، ثم انتقل إلى قرية أخترين في محافظة حلب، وانضم لـ “كتيبة الحمزات” ويتواجد حالياً في منطقة سلوك، بريف الرقة.
و”ع.د” وهو من مواليد، 1989 من سكان  ريف حمص منطقة خنيفيس، انضم لصفوف “التنظيم” سنة 2014 و استلم منصب “أمير أمني”، في كتيبة رياض الصالحين التابعة لولاية حمص.
وشارك الحمصي في معارك ريف دمشق ومعارك السويداء وفي منطقة التنف، وفر إلى تركيا سنة 2017 عن طريق “الأمير أبو مصطفى العراقي” مسؤول “لواء الصديق” وعاد إلى سوريا  من خلال الإنضمام إلى “لواء السلطان مراد” وشارك في الهجوم التركي على منطقة عفرين، بعدها انتقل إلى منطقة الباب وانضم إلى “لواء أحرار الشرقية” ثم إلى منطقة تل أبيض حيث يتواجد حاليا متزعما مجموعة مؤلفة من 20 مسلحا.
كما ضمت الفصائل الموالية لتركيا “ع.ج” الملقب “أبو جمال” الأنصاري من  مواليد 1988 من محافظة حمص، انضم لـ”التنظيم” سنة 2015، استلم قيادة مجموعة في كتيبة رياض الصالحين التابعة لولاية حمص، وانتقل سنة 2016 إلى دمشق، ومنها إلى مدينة إعزاز، تسلم مهمة الاستخبارات، وانضم سنة 2018 إلى “فرقة الحمزة” شارك إلى جانب الجيش التركي في الهجوم على عفرين، ثم انضم لفصيل أحرار الشرقية، وحاليا هو متواجد في منطقة تل أبيض، ويقود جماعة مسلحة قوامها 30 عنصر.
وتشير مصادر المرصد السوري بأن عشرات الأشخاص ممن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في حمص وحماة والسويداء والغوطة والعديد من المدن الأخرى، منهم المدعو “س.ق” الذي شارك في اختطاف الأمريكي “بيتر كاسجي” وقام بذبحه في براري إدلب ونشر مقطع الذبح على صفحات الانترنت.
كما يوجد بينهم قاتل هفرين خلف المدعو أبو صدام الأنصاري، هؤلاء الأشخاص الذين حاربوا ضمن صفوف مرتزقة “التنظيم” التقوا في خط حلب- إعزاز مع مجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا، وهم الآن يهاجمون مع الدولة التركية في “تل أبيض ومناطق نبع السلام “.
بالمقابل وبالعودة إلى الجانب المعيشي لسكان منطقة نبع السلام بريف الرقة الشمالي  يفيد ناشطو المرصد السوري بالرقة أن الحياة قد تكون هي الأسوء حالاً مقارنة بباقي مناطق الرقة والجزيرة “ديرالزور الحسكة الرقة منبج” حيث يغيب عن السكان أي نوع من أنواع المظاهر المدنية والخدمات سواء المدارس التي تحولت أغلبها لمقرات عسكرية، ولم تتشكل هيئة مدنية تروية فاعلة، مما أدى لتفشي الجهل وازدياد نسبة الأمية وتحول ذهنية الأطفال نحو المظاهر المسلحة التي تغطي المشهد العام والصورة النمطية لتلك المناطق.
أما الجانب الصحي فيؤكد ناشطو المرصد أن المنطقة بأكملها “نبع السلام ” قد اقتصرت الخدمات الصحية فيها على مشفيين، الأول في منطقة “تل أبيض ” والثاني “رأس العين ” ولا تقدم الخدمات الطبية اللازمة للأهالي وتقتصر على الحالات الإسعافية الباردة دون أي توافر للأقسام التخصصية والعيادات الإسعافية مما يضطر السكان للإتجاه نحو مناطق سيطرة قسد حيث الرعاية الصحية المجانية “الرقة -الحسكة – القامشلي -منبج ” وأدى ذاك الفراغ لتعدد الإصابات بالأمراض النوعية ” الكلى -السكري-الكوليرا- الكورونا ” وغياب أي برامج طبية ولقاحات موسمية أو سنوية للأطفال والكبار.
الجانب الزراعي بحسب ناشطي المرصد بالرقة، لم يكن “الأفضل حالاً” فقد كانت السنوات الزراعية السابقة 2020-2021 والعام الحالي مؤرقاً صعباً بالنسبة للفلاحين في مناطق ريف الرقة “نبع السلام ” حيث غابت مشاريع استصلاح الأراضي الزراعية بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة شراء البذار والأسمدة ومخصصات المحروقات للفلاحين، مما أدى إلى عزوف أغلب المزارعين عن الأراضي واستصلاحها والتي كانت سابقاً تشتهر بزراعة “القمح –الشعير-الخضروات-القطن –الذرة الصفراء” ويضطر الفلاحون إلى بيع المحاصيل، إن وجدت في السوق السوداء كون المنطقة تفتقر لتنظيم مدني إداري يرعى مصالحهم .
وعطفاً على الشق الإداري والتنظيمي في مناطق “نبع السلام ” يقول “ع .ع ” من سكان مدينة “تل أبيض ” للمرصد السوري بالنسبة لموضوع الرواتب والأجور فقد يتقاضى الموظفون والمعلمون رواتب هي الأسوء حالاً بعد رواتب موظفي النظام، حيث يتم تسليم الرواتب بالليرة التركية وتبلغ بحسب المسمى الوظيفي والمكان، فالمعلمون يتقاضون 1000 ليرة تركية أي ما يقارب 50 دولار أمريكي، أما الموظفين والإداريين والعاملين بالقطاع الصحي والإداري في المجلس والبلديات فيتقاضون 1100 ليرة تركية  أي ما يعادل 60 دولار أمريكي.
أما العسكريين وعناصر الفصائل فاعتمادهم على البوابات والتهريب بالإضافة لعمليات التشليح والمصادرة على الحواجز أما الرواتب للعسكريين فهي مبهمة لتعدد الفصائل .
يضيف (ع .ع ) للمرصد السوري: تفتقر العوائل التي تعيش في ريف الرقة الشمالي ” نبع السلام” لأدنى مقومات الدعم سواءً الطبي أو برامج المنظمات التي يمنع أي نشاط منها أو مخصصات في المنطقة باستثناء كرتونة مواد غذائية من تركيا كل ثلاثة أشهر “لا تكفي لأسبوع” مقارنة بالوضع المعيشي الصعب مما يحذو السكان المحليين الذين هجر أغلبهم نحو مركز مدينة الرقة أو إلى تركيا ويعتمدون على الحوالات الخارجية التي يتم رفدهم بها من قبل الأقارب والأبناء.