نتيجة لعملية النظام المستمرة بريف حلب الشرقي.. آلاف المدنيين يفرون إلى منبج التي يشهد ريفها الغربي استمرار المعارك بين مجلس منبج العسكري وقوات “درع الفرات”

22

لا تزال محاور في المناطق المتحاذية في ريف حلب الشمالي الشرقي، بين سيطرة مجلس منبج العسكري وقوات عملية “درع الفرات”، تشهد توتراً متصاعداً بين الطرفين، ويترافق هذا التوتر مع اشتباكات متوازية مع قصف متبادل بين جانبي القتال، على خطوط التماس في ريف منبج الغربي والجنوبي الغربي، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر المتقاطعة، أن معارك الكر والفر تتواصل في نقاط التماس بين مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري بريفي منبج الغربي والجنوبي من جهة، ومناطق سيطرة الفصائل العاملة ضمن عملية “درع الفرات” من جهة أخرى، منذ اندلاع أول جولة قتال بينهما في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، حيث تأكد للمرصد السوري تمكن مقاتلي مجلس منبج العسكري من فرض سيطرتهم على قرية جب الحميرا الواقعة بين خط السيطرة الذي تقدمت إليه قوات النظام لتماس مع حدود سيطرة المجلس العسكري لمنبج، وبين اتستراد حلب – الحسكة المار من منطقة الباب، عند الحدود المتحاذية بين مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات” والمجلس العسكري.

هذه الاشتباكات التي لم تهدأ إلى الآن، وتعود للاندلاع بين الحين والآخر، تتوازى مع حركة نزوح واسعة نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري خلال الأيام والأسابيع القليلة الفائتة، حيث نزح عشرات آلاف المواطنين بينهم آلاف الأطفال والمواطنات، نحو مناطق سيطرة المجلس في مدينة منبج وريفها، وسط ضعف في إمكانيات تقديم المساعدات الكاملة للمدنيين النازحين، بالتزامن مع نزوح لمئات المواطنين الآخرين نحو مناطق سيطرة قوات “درع الفرات” في منطقة اعزاز وريفها بريف حلب الشمالي، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غالبية النازحين قدموا من مناطق سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، والتي لا تزال تسعى للتقدم إليها، ضمن العملية العسكرية التي بدأتها قوات النظام بقيادة مجموعات النمر وبدعم من قوات النخبة في حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، وسيطرت خلالها على عشرات القرى وصولاً لبلدة تادف وانحرفت العملية نحو منطقة الخفسة وبلدة دير حافر الواقعتين بريف حلب الشرقي، وكان آخر التقدم ما تمكنت قوات النظام أمس وأمس الأول من السيطرة عليه في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على قرى رسم الكبار وتل الماعز والروضة والرؤوفية ومناطق قرب زعرايا وقرية أبوجرين منبج وأم الطلاطل وأم العمد وبرلين وغلصة وأبو كهف والمنفوخة وأبو طويل والسفري وام ميال ميري وأبو طويل وزعرايا وتلتها في ريف دير حافر الشمالي الشرقي.

هذا التقدم ساهم في تقليص المسافات نحو بلدة الخفسة الاستراتيجية والقريبة من ضفة الفرات الغربية، حيث أن المحور الأول في ريف دير حافر تقلصت مسافته عن منطقة الخفسة لنحو 15 كلم، فيما لا يزال يبعد النظام من محور ريف الباب الجنوبي الغربي عن الخفسة مسافة حوالي 18 كلم، حيث تحاول قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، تشتيت تنظيم “الدولة الإسلامية” واستنزاف طاقاته، عبر القصف المكثف والتقدم المتلاحق، للوصول إلى منطقة الخفسة ومحطة الخفسة للمياه واستعادة السيطرة عليها، بغية إعادة ضخ المياه إلى ثاني كبرى المدن السورية -حلب، التي تعاني من العطش وانقطاع المياه عن مئات آلاف المواطنين فيها، منذ نحو 7 أسابيع متوالية، حيث دفع العطش بعشرات آلاف المواطنين للالتجاء للوسائل البديلة، عبر شراء المياه أو نقل المياه إلى المنازل من الآبار المحفورة في شوارع وأماكن محددة بالمدينة، ومن آبار المسابح ووسائل أخرى تقي المواطنين من العطش، مع استغلال التجار والباعة لانقطاع المياه واستمرارهم في رفع أسعار المياه الصحية ومياه الشرب.