نحو 40 طناً من الذهب جمعت من “دولة الخلافة” وجلبت من تركيا وعشرات ملايين الدولارات تمنع التحالف من قصف التنظيم وإنهائه بشكل مباشر

48

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: يشهد القطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، استمرار العمليات العسكرية بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بين قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى مع التحالف الدولي للتقدم، وبين تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي لا يزال يحاول الحصول على منفذ للفرار من آخر 3 كلم مربع متبقية له من منطقة شرق الفرات، وأكدت المصادر الموثوقة أن الاشتباكات تتواصل بوتيرة متفاوتة العنف، مترافقة مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وسط تحليق مستمر من طائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة واستهدافها بين الحين والآخر لمواقع سيطرة التنظيم وما تبقى له من المنطقة، وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة عن أن التحالف الدولي يعمد لعدم استهداف المنطقة التي يتحصن فيها قادة التنظيم المتبقين وعناصره، ويحاول إجبار التنظيم على الاستسلام والخروج لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

المصادر الموثوقة أضافت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المنطقة التي يتحصن فيها التنظيم بقادته وعناصره، يتواجد فيها نحو 40 طناً من الذهب، بالإضافة لعشرات ملايين الدولارات، والتي تبقت في حوزة التنظيم، وعلم المرصد السوري أن الذهب المتواجد في المنطقة، جرى جمعه من كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم سابقاً، كما أن جزءاً من هذه الكميات الضخمة من الذهب جرى نقلها من تركيا إلى مناطق سيطرة التنظيم، عن طريق وسطاء أتراك وقادة في التنظيم، على صلات وثيقة مع السلطات التركية ومخابراتها، حيث تعمل قوات التحالف على إجبار التنظيم على الاستسلام، بغية الحصول على كميات الذهب والأموال الضخمة الموجودة بحوزته، ونشر المرصد السوري صباح اليوم الثلاثاء الـ 12 من شباط / فبراير الجاري أنه رصد خروج دفعة جديدة من المدنيين المتبقين في جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” مع أعداد من عناصره وعوائلهم، خرجوا وتمكنوا من الوصول نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية، خلال الـ 24 ساعة الاخيرة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الدفعة بلغ تعدادها 500 شخص على الأقل غالبيتهم من الأطفال والنساء، من جنسيات مختلفة روسية وألمانية وفرنسية وتركية وشيشانية، ومن ضمنهم 28 عنصراً على الأقل من جنسيات غير سورية بينهم 7 عناصر من جنسيات غربية، وكان نشر المرصد السوري ليل أمس الأول أن نحو 600 شخص تمكنوا من الوصول لمناطق سيطرة قسد في الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن نحو 20 من عناصر التنظيم خرجوا من ضمنهم، من ضمنهم 6 عناصر من الجنسية التركية وسيدتان من الجنسية الفرنسية و3 من الجنسية الأوكرانية، وبذلك يرتفع إلى 38200 عدد الخارجين الذين وثقهم المرصد السوري منذ الأول من ديسمبر الفائت وحتى الـ 10 من شباط / فبراير الجاري، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 36150 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 3448 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.

المرصد السوري نشر في مطلع شباط من العام الفائت 2018، أن قيادياً بحرينياً في تنظيم “الدولة الإسلامية”، تحدث عن عملية صك تنظيم “الدولة الإسلامية” للعملة النقدية قائلاً:: “”بعد الإصدار الذي بثه تنظيم “الدولة الإسلامية” حول صك عملة خاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي عبارة عن ذهب وفضة ونحاس، وبعد مضي سنة لم يتم صك هذه العملة، فتحرك أبو عبيدة التركي وقام بالتنسيق مع الدولة التركية وادخل كمية من الذهب والفضة والنحاس تقارب ستة أطنان من الذهب وكميات من الفضة والنحاس لصك هذه العملة، ومن ثم جرى إصدار العملة في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن ثم باتت رواتبنا بهذه العملة””.

القيادي البحريني تحدث عن وزير إعلام تنظيم “الدولة الإسلامية” وعن قيادي تركي بارز، وعن عملية صك العملة النقدية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وعملية الفرار من آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، واعتقالهم خلال الهروب نحو الشمال السوري، واستهل القيادي -بحريني الجنسية المعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية، حديثه للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن اعتقال زوجة وزير الإعلام وكيفية الإفراج عنها قائلاً:: “”في نهاية 2015 وردنا اعتقال زوجة أبو محمد فرقان وهو قيادي بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويشغل منصب وزير الإعلام في التنظيم، حيث اعتقلت في مدينة اسطنبول بتركيا، وهي تحمل الجنسية البريطانية، وكان القيادي أبو عبيدة التركي، هو الوسيط الأول بين تنظيم “الدولة الإسلامية” والسلطات التركية، حيث تفاوض معهم وتمكن من إطلاق سراح زوجة أبو محمد فرقان””.

كما أن البحريني تابع حديثه حينها، حول محاولة الفرار من الجيب الأخير على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بعد فرار القادة حيث قال:: “”كنا محصورين في مناطق ضيقة جداً في الضفاف الشرقية لنهر الفرات مثل بلدات هجين وغرانيج والشعفة بريف دير الزور الشرقي، كنا دائماً نتساءل عن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا قادة في تنظيم “الدولة الإسلامية” وكانوا رموزاً له، وفيما إذا كان يوجد من يضبط هذه المناطق بعد ان حدث فيها فوضى وفلتان، وكلما نسأل عن أحد من القادة، يقولون أنه خرج إلى ولاية أمنية، لحين اكتشافنا أن كل القادة نسقوا مع تركيا وخرجوا إلى تركيا وإدلب””، وتابع القيادي البحريني حديثه:: “”من المحتَّم أن المخابرات التركية ساعدت القادة ومن خرج من دير الزور، على اجتياز هذه المسافات الطويلة من دير الزور إلى إدلب وتركيا، حيث كان هناك جرحى ومصابين ونساء مهاجرات، فيما نسق أبو عبيدة التركي مع الدولة التركية لأخذ هؤلاء المصابين والمهاجرات من النسوة، وأخرجوهم عبر قافلة من أراضي التنظيم، نحو إدلب إلا أن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض على من كان متواجداً في هذه القافلة خلال محاولتهم الفرار””.

كذلك تحدث القيادي في حديثه أمام عدسة المرصد السوري لحقوق الإنسان عن هوية أبو عبيدة التركي ومنصبه قائلاً:: “”أبو عبيدة التركي تساءلنا ما الذي جعله قيادياً في تنظيم “الدولة الإسلامية”؟! فهو لا يحسن التكلم باللغة العربية، كما أن ليس لديه سيرة جهادية، وهو شخص عادي، وما عرفناه هو أنه هو من جاء ببيعة المقاتلين الأتراك إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، فأصبح رمزاً للتنظيم بأنه جاء بأعداد كبيرة من المقاتلين الأتراك المبايعين للتنظيم، بعدما جلس مع أبو محمد العدناني المتحدث السابق باسم التنظيم، وكان أبو عبيدة التركي هو الفتى المدلل لأبو محمد فرقان بشكل خاص ولأبو محمد العدناني، والأول هو من صدر القيادي التركي ليكون مثلما أصبح””