نحو 50 حالة وفاة غرقًا في مياه البحيرات والمسطحات المائية منذ بداية موسم السباحة في منطقة إدلب 

24

يتسارع المدنيون لا سيما الشبان والأطفال إلى المسابح في منطقة إدلب وريفها للتخفيف عن أنفسهم حر الصيف، بينما يلجأ آخرون للسباحة في البحيرات وعلى أطراف نهر العاصي وفي المسطحات المائية، ولعدة أسباب فقد فارق العشرات منهم حياتهم.

وفي سياق ذلك، توفي 46 شخصًا نتيجة السباحة في البحيرات والمسطحات المائية في منطقة إدلب وريفها منذ بداية العام الجاري 2021، كان آخرها وفاة طفل في سن العاشرة من العمر أثناء سباحته على ضفاف نهر العاصي بالقرب من بلدة الحمزية في ريف إدلب الشمالي الغربي في 28 آب/ أغسطس الفائت.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث “م.ع” أحد العاملين في مجال الإنقاذ بإدلب، بأن جهل الكثير من المواطنين بالبحيرة أو النهر وطبيعة تحرك المياه فيها وتغيراتها، من أبرز أسباب غرق المدنيين، إذ يقصد هذه البحيرات والمسطحات الكثير من المدنيين من مناطق مختلفة وبعيدة.

مضيفاً، بأن عدم وجود دراية كافية بالسباحة وعدم وجود قدرة على الإنقاذ بحال شوهد شخص يغرق وعدم اتباع إرشادات السباحة الصحية أسباب رئيسية للغرق، كما أن هناك أسباب أخرى تتعلق بالصحة العامة مثل إصابة البعض بنوبات قلبية وشد عضلي وغيرها.

مشيراً إلى أنه يجب التحذير بشكل دائم من عدم السباحة في أماكن غير معروفة بالنسبة للأشخاص وعدم التساهل في السباحة دون وجود معرفة كاملة، كما يجب مراعاة عدم السماح للأطفال دون وجود مراقبة من الأهل، ويجب أيضاً على الجهات المعنية تكثيف الجهود في حملات توعية للمدنيين بخطورة السباحة في أماكن غير صالحة.

ويتحدث “ح.ا” وهو نازح من منطقة ريف حماة الغربي ويقطن في أحد مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي عن قصة تعرض أحد أطفاله للغرق أثناء رحلة تنزه قام بها إلى منطقة “حمام الشيخ عيسى” في ريف إدلب الغربي، مطلع شهر حزيران/ يونيو الفائت.

يقول، أنه وبينما كان يلعب الطفل البالغ 12 عام من عمره، نزل في البحيرة ولا يجيد السباحة فبدأ يستنجد ويصرخ فقام أحد الموجودين بانقاذه بعد أن كاد يلتقط أنفاسه الأخيرة ونقل إلى أحد المشافي وتلقى الاسعافات الأولية، ومنذ ذلك الحين وهو يرفض إرسال أطفاله حتى للمسابح المتواجدة ضمن مخيمات دير حسان بكثرة.

ويحذر” ح.أ” من تساهل الأهل في إرسال أطفالهم للسباحة دون وجودهم فهذا يعرضهم للغرق خصوصاً في الأماكن التي يكون فيها منسوب المياه مرتفع كثيراً، ولا يوجد هناك فريق إنقاذ مختص أو اهتمام خاص بالأطفال.

يجدر الذكر أن أسعار السباحة في المسابح المنتشرة في مناطق إدلب وريفها والتي تكون غالبيتها مجهزة بفرق إنقاذ تتراوح ما بين 10 إلى 20 ليرة تركية عن كل شخص لمدة ساعة وتكلفة الحجز العائلي لمدة 24 ساعة تتراوح ما بين 150 إلى 350 ليرة تركية ، ويصعب على الكثير من المدنيين تحمل تكلفة السباحة لذلك يتوجهون للسباحة في المسطحات المائية والبحيرات التي تشكل خطر بسبب عدم تجهيزها للسباحة بشكل آمن.