نزوح مدني من البوكمال والميادين بسبب الغارات الأمريكية

15

فرّ مئات المدنيين من مدينتين يسيطر عليهما تنظيم داعش في شرق سوريا بعد سلسلة من غارات اسفرت عن سقوط عشرات القتلى، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وتشهد مدينتي البوكمال والميادين في محافظة دير الزور، وفق المرصد، «حركة نزوح واسعة» تشمل «مئات المواطنين» الفارين الى قرى في ريف المدينتين.واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان حركة النزوح هذه بدأت الجمعة وما زالت تتواصل، مشيرا الى ان بين النازحين أقارب مقاتلين من تنظيم داعش. وتقع المدينتان في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الغنية بالنفط والتي يسيطر التنظيم على معظمها. بالاضافة الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تستهدف طائرات سورية وروسية مواقع داعش في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، والتي يسيطر التنظيم على الجزء الاكبر منها باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور مركز المحافظة ومطارها العسكري، وبعض القرى المحدودة في ريفها الغربي.

وقتل الجمعة 80 شخصا على الاقل بينهم 33 طفلا وجميعهم من افراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، في قصف للتحالف الدولي استهدف مدينة الميادين، بحسب المرصد. وتعد حصيلة القتلى هذه، وفق عبد الرحمن «الاعلى في صفوف عائلات داعش جراء ضربات التحالف» الذي كثف مؤخرا اغاراته على مواقع داعش في سوريا والعراق المجاور، خاصة منذ تبني التنظيم اعتداء مانشستر الذي اوقع 22 قتيلا. واتت غارات الجمعة غداة مقتل 37 مدنياً غالبيتهم من عائلات الدواعشض جراء غارات للتحالف استهدفت مدينة الميادين ايضا، كما قتل 15 آخرون في ضربات التحالف الاربعاء. وشكلت مدينة الميادين في الاشهر الاخيرة وجهة عدد كبير من النازحين بينهم عائلات دواعش، وتحديداً من محافظة الرقة المجاورة ومدينة الموصل العراقية، حيث يتعرض التنظيم لهجمات من مقاتلين محليين بدعم من التحالف الدولي.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قتل 62 شخصا، بينهم 42 مدنيا، في غارات استهدفت مدينة البوكمال المحاذية للحدود مع العراق. ونفى التحالف الدولي وقتها مسؤوليته عن تلك الضربات. وبحسب المرصد السوري، نفذ التحالف الدولي في سوريا في الفترة الممتدة بين 23 نيسان و23 ايار غارات جوية كثيفة اوقعت 225 قتيلا من المدنيين، وهي الحصيلة الأعلى في صفوف المدنيين منذ بدء التحالف في ايلول 2014 توجيه ضربات جوية في سوريا. وكان الجيش الاميركي اعلن مطلع الشهر الحالي ان ضربات التحالف الدولي في سوريا والعراق منذ العام 2014 اوقعت «بشكل غير متعمد» 352 قتيلا مدنياً. لكن منظمات حقوقية تؤكد ان عدد القتلى اكبر بكثير. والخميس توصلت نتائج تحقيق لوزارة الدفاع الاميركية ان 105 مدنيين على الاقل قتلوا في غارة جوية على مخزن اسلحة للتنظيم في الموصل في آذار الماضي.

في سياق آخر، قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية، إن الأكراد اتفقوا مع تنظيم داعش لفتح ممر آمن لمسلحيه للخروج من الرقة باتجاه تدمر، وأن القوات الروسية في سوريا اتخذت خطوات لمنع حدوث ذلك. وقال المصدر: «قبل يومين، استهدفت الطائرات الروسية قافلة للإرهابيين مؤلفة من 39 شاحنة بيك آب محملة بالأسلحة كانت في طريقها من الرقة إلى تدمر، دمرت منها 32 شاحنة صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، كما تم تصفية أكثر من 120 إرهابيا». وأوضح المصدر أنه «وفقا لمعلومات أكدتها عدة قنوات مستقلة في الرقة، جرى الاتفاق بين قيادة القوات الكردية (قوات سوريا الديمقراطية)، وقادة «داعش» العاملين في المنطقة، لفتح طريق آمن لهم من الجهة الجنوبية، يتيح لهم فرصة الخروج من المدينة بحرية، بشرط أن يتوجهوا باتجاه تدمر». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها كثفت عمليات المراقبة في سوريا على الطرق المحتملة لخروج مسلحي «داعش» من الرقة، كما أن طائراتها المسيرة عن بعد تعمل على مدار الساعة لمراقبة الوضع، وأن «أي محاولات لمسلحي داعش بالتحرك باتجاه تدمر، سيتم التصدي لها بحزم».

يشار إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» التي تقود حملة «غضب الفرات» لتحرير مدينة الرقة من «داعش»، كانت قد أعلنت في الـ10 من ايار الجاري عن تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات بالكامل من قبضة التنظيم، وذلك في اليوم الـ 50 من انطلاق حملة تحرير الطبقة، مع استمرار التقدم في تحرير المناطق والقرى المحيطة بالرقة.

المصدر: الدستور