«نساء زنوبيا»… مبادرة برعاية كردية لتنسيق شراكة تعددية في سوريا

69

في مساعٍ لتنظيم العمل النسائي في مناطق «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا، أُعلن تأسيس «تجمع نساء زنوبيا» في مؤتمر عقد بمدينة الرقة بمشاركة 150 امرأة ممثلات عن القوى السياسية والعسكرية في المناطق الأربع؛ الطبقة والرقة ودير الزور ومنبج، بحضور بيريفان خالد، مندوبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في «الإدارة الذاتية» والرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إدارة الذاتية لإقليم عفرين شيراز حمو، والأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل سهام داود، والقيادية في مجلس سوريا الديمقراطية ليلى العبد الله، وممثلات عن الجمعية الشركسية في مدينة منبج والجمعية التركمانية وشخصيات نسوية من مناطق الطبقة والرقة ودير الزور ومنبج.
ويعد تجمع «نساء زنوبيا» الأول من نوعه في سوريا منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات، التي ظهر خلالها أكثر من سبعين منظمة وجمعية نسائية سورية، أغلبها ينشط في مناطق الإدارة الذاتية الكردية ومناطق النفوذ التركي وغازي عنتاب.
واعتبرت مريم إبراهيم، ممثلة مناطق الطبقة والرقة ودير الزور، المؤتمر «بداية ولادة المرأة الحرة من جديد، بعد تنظيم نفسها ضمن مشروع الأمة الديمقراطية وعملها في جميع المؤسسات والإدارات».
والتجمع الذي يرمي إلى «توحيد» النساء في المناطق الأربع و«الوصول إليهن أينما وجدن»، بحسب تصريح اعتماد أحمد، الإدارية في إدارة المرأة بمدينة الرقة. ويأتي بعد سنوات قليلة من إصدار الرئيس السوري بشار الأسد قراراً بحل الاتحاد العام النسائي عام 2017، أي بعد خمسين عاماً على تشكيله عام 1967، بهدف توحيد العمل النسائي في سوريا، ليكون كمنظمة مستقلة رديفا لحزب «البعث» الحاكم الذي استولى على السلطة في مارس (آذار) عام 1963.
وقالت مصادر محلية في الرقة لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم طغيان التمثيل الكردي في المؤتمر، اعتمدت اللغة العربية في المؤتمر، فيما كتب شعار «بنضال المرأة المنظمة سنحمي ثورتنا ونصنع السلام» بثلاث لغات: العربية والكردية والسريانية. وتم اختيار اسم «زنوبيا» ملكة تدمر كرمز سوري جامع لمختلف الأطياف والقوميات والإثنيات الموجودة شرق سوريا، عرب وكرد وسريان وتركمان وشركس. ورأت المصادر أن الإدارة الذاتية الكردية قدمت نفسها في المؤتمر «كنموذج لمشروع سوريا الديمقراطية التعددية».
من جهتها، عرفت الناطقة باسم «هيئة المرأة» في دير الزور شهرزاد الجاسم، التجمع بأنه «تنظيم نسائي سياسي حقيقي اجتماعي وإيكولوجي، ينظم جميع النساء من كل الشعوب والثقافات في سوريا».
وتعاني المنظمات والجمعيات النسائية السورية من تحديات كثيرة، أخطرها التحديات الأمنية في مختلف المناطق. وفي مناطق سيطرة النظام هناك تقيد ومراقبة أمنية مشددة، وفي مناطق سيطرة الجماعات الإسلامية في إدلب يحظر النشاط النسائي السياسي، وفي مناطق النفوذ التركي تعاني المنظمات الناشئة من صعوبات الحصول على تصريح قانوني.
أما في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، هناك مخاوف التجنيد الإلزامي تلاحق الشابات إلى جانب مواجهة عادات اجتماعية متخلفة ومخلفات أفكار تنظيم «داعش» الذي حرم ظهور المرأة في الحيز العام.
ورغم المشاركة الإدارية والعسكرية للمرأة في مناطق «الإدارة الذاتية» التي اعتبرها المؤتمر «ثورة نسائية» في الجغرافية السورية، فإن مشاركة المرأة في المفاوضات المتعلقة بالحل السوري بإشراف الأمم المتحدة لا تزال خجولة كما هي مشاركة المرأة السورية عموماً، وذلك رغم قرار الأمم المتحدة 1325 القاضي بمنح المرأة مشاركة أكبر في المفاوضات من أجل تحقيق السلام، وما زال العمل النسائي السياسي السوري يعاني من التهميش والإنكار إلى جانب تحديات أخرى تعوق تقدم عملهن، كغياب التنظيم والتنسيق، وتشتت الأهداف، والانقسامات التي يعاني منها السوريون عموماً وسط ضعف الموارد والارتهان لأجندات الجهات الممولة.
واتفقت المشاركات في المؤتمر على أن آفاق حل الأزمة السورية لا تزال «موصدة»، وحمل بيانهن الختامي «سياسات النظام القمعية والمعارضة المرتهنة لأجندات خارجية»، المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في سوريا، والسماح بـ«التدخلات والصراعات الإقليمية والدولية، وظهور تنظيمات إرهابية متطرفة».

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.