نشطاء “التواصل الاجتماعي” يطالبون بفك أسر “أبوالعبد أشداء” بعد اعتقاله من جانب “تحرير الشام”

26

أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت مسمى “أطلقوا فارس حلب”، للمطالبة بفك أسر القيادي “أبوالعبد أشداء” الذي اعتقلته قيادة هيئة تحرير الشام، بعد إصدار مذكرة توقيف بحقه على خلفية ظهوره في شريط مصور ينتقد تصرفات قيادة الهيئة، فاضحاً دخل الهيئة من المعابر ومنتقداً سياسة التقشف مع المقاتلين في صفوفها وانحيازها عن الهدف الذي تشكلت من أجله هيئة تحرير الشام.
وفي العاشر من سبتمبر/أيلول المنصرم، نشر “المرصد السوري” أن “أبوالعبد” تحدث عن قمع وإجرام قيادة هيئة تحرير الشام ونسي نفسه ومصيره من بطشها، حيث أعلنت الهيئة، في بيان، فصل “أبوالعبد أشداء” قائد كتلة حلب في صفوف هيئة تحرير الشام والإداري العام لجيش عمر بن الخطابن والذي يعتبر من قادة الصف الأول في الهيئة، كما تضمن القرار إحالته إلى القضاء العسكري، على خلفية المقطع المصور الذي بثه بعنوان “كي لا تغرق السفينة”، والذي تحدث فيه عن خفايا الاتفاقات السرية والعلنية والسرقات الاقتصادية والإدارة الفاشلة للمنطقة، منتقداً سياسة الهيئة في عدة مجالات، ومنها سوء الحالة الاقتصادية للمقاتلين والمدنيين على حد سواء من خلال أساليبها في سحب المقدرات التي تدر دخلاً على المناطق الخاضعة لسيطرة “تحرير الشام” في الشمال السوري.
وفي الشريط المصور الذي حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه، تحدث الإداري العام في جيش “عمر بن الخطاب” التابع لـ”الهيئة”، حول تشكيل الهيئة موضحاً أنها “تشكلت ليكون قرار الجهاد داخلي لا يتأثر بالتفهامات والاتفاقيات، فيما تبين لنا أن حلب بيعت مقابل الباب بقرار تركي روسي”، مضيفا: “وبعد ثلاث سنوات، تطورت الهيئة بالمعارك والقتال لكن ظلت نتيجة المعارك النهائية مرتبطة بالتفاهمات والاتفاقيات الدولية، أي أنها لم تحقق الغرض المطلوب منها، ففي معركة شرق السكة بيعت المنطقة في آستانة، فلم تستطع الهيئة بعقليتها التقليدية إدارة المعركة رغم بسالة وشجاعة جنودها، أما عن الحملة الأخيرة (كفرنبودة والجبين وما حولها)، فقد جاء الدعم فصمدت المنطقة فترة من الزمن، ثم لما جاءت التفاهمات الآستانية سقطت الزكاة والأربعين والخان واللطامنة ومورك وصولاً إلى ما بعد خان شيخون”. وتابع القيادي: “لم تعد هيئة تحرير الشام مشروع أمة ولا أصحاب منهج ولا جماعة ولا تيار، بل استبد بها أشخاص حوَّلوا الفصيل إلى حقل تجارب شخصية وأقاموا حكومة ومجالس صورية، ومن يخالفهم الرأي يتم تهميشه و تخوينه، كما أن الهيئة لم تحترم عقول المشايخ وعلمهم، وقامت بتزوير انتخابات مجلس الشورى”، متهماً قيادة الهيئة بسطحية نظرتها في إدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتهميش ومعاداة أهل الكفاءة والخبرة، مضيفا: “حولت قيادة الهيئة الفصيل إلى مملكة خاصة لهم ولأقربائهم وأصدقائهم يعينوهم في أهم الفصائل، ما أدى إلى انشقاقات بالجملة على شكل مجموعات وأفراد وكوادر، حيث إن معيار التعيين الذي تتخذه الهيئة هو معيار الولاء للقيادة، وعند حصول أي شكوى أو ظهور فساد أحد الأمراء، تقوم الهيئة بعملية الكرسي الدوار وهي تغيير منصب الأمير أو نقله من قطاع لآخر أو من مفصل لأخر، والأمير صاحب الولاء التام للهيئة من الممكن أن يحصل على عشر مناصب”.