بالأرقام والتفاصيل.. المرصد السوري يسلط الضوء على عمليات الخطف ضمن الأراضي السورية خلال العام 2020

خلال العام 2020: أكثر من 510 عملية خطف للمدنيين على الأراضي السورية بينهم نحو 115 طفل ومواطنة وعفرين ومناطق النظام تتسيد المشهد

57

بات الفلتان الأمني السمة العامة المسيطرة على جميع المحافظات السورية على الرغم من اختلاف الجهات والقوى المسيطرة على الأرض، إلا أن العامل المشترك الأوحد هو فقدان الشعور بالأمان لدى أبناء الشعب السوري، فانتشار عصابات الخطف وسطوة المليشيات والجماعات المسلحة في كل المناطق أزمة ضمن سلسلة لا متناهية للأزمات التي تعصف بهذا الشعب الذي عانى الأمرين على مدار نحو عقد من الحروب والصراعات.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، عمد على مدار عام 2020 إلى ملاحقة ومتابعة ورصد نشاط عمليات الخطف على اختلاف مناطق السيطرة على الأراضي السورية، وقد أحصى خلال العام الجاري 512 عملية خطف للمدنيين السوريين بينهم 61 طفل و53 مواطنة، الكثير منهم لازالو قيد الخطف والقليل منهم جرى الإفراج عنهم مقابل فدية مالية، بينما قُتل من المختطفين 43 شخص بينهم طفلين و5 مواطنات.

ويستعرض المرصد السوري عبر التقرير التالي توزع وتفاصيل عمليات الخطف ضمن مختلف مناطق السيطرة، حيث احتلت مناطق النظام السوري المرتبة الأولى يليها مناطق نفوذ الأتراك والفصائل ثم مناطق نفوذ قسد بالمرتبة الثالثة، وأخيراً مناطق نفوذ الفصائل والجهاديين.

مناطق نفوذ النظام السوري:

تصدرت مناطق سيطرة نظام بشار الأسد المشهد خلال عام 2020، عبر 198 عملية خطف للمدنيين بينهم 35 طفلاً و11 مواطنة، وتم قتل 9 أشخاص منهم بينهم طفلة ومواطنتين وجاءت درعا في طليعة المحافظات التي شهدت اختطافات بنحو 41 حالة تليها دمشق وريفها بنحو 39 حالة، ثم حلب بأكثر من 31 حالة، ثم محافظات الساحل السوري عبر 28 عملية ومحاولة اختطاف، يليها السويداء بأكثر من 26، وتأتي حماة بعدها بنحو 19 حالة وأخيراً حمص بأكثر من 14 حالة، ورصد المرصد السوري جزء كبير من الحالات تلك على مدار العام يستعرض فيما يلي أبرزها.

ففي 14 من مارس/آذار، أفادت مصادر المرصد السوري أن الغموض لايزال يلف مصير الطفلة المختطفة منذ 5 أيام، أثناء عودتها من المدرسة إلى منزلها، من قبل مجهولين يستقلون سيارة نوع “فان”، يذكر أن الطفلة في الصف الثالث الابتدائي تم اختطافها من بلدة الطيبة بريف محافظة درعا الشرقي، وفي الـ 31 أيار/مايو، اختطف طفل يبلغ من العمر 14 عاما، بعد خروجه من منزله في ذنيبة بمدينة إزرع شمال شرق درعا، وفي 5 من يوليو/ تموز، عمد مجهولون إلى اختطاف طفل في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي الغربي، ولم يتم التواصل مع ذويه حتى اللحظة، وفي 16 من يوليو/تموز رصد المرصد السوري العثور على جثة مواطنة جرى اختطافها من قِبل مجهولين في حي طريق السد بمدينة درعا قبل عدة أيام، ليتم العثور عليها صباح اليوم التالي في الحي ذاته وهي جثة هامدة جرى حرقها بعد أن تم سلبها بشكل كامل.

وفي الـ 6 من يناير/ كانون الثاني، اختُطف شابين يعملان في مشفى المنارة الدولي بدمشق أثناء توجه سيارة إسعاف تقلهما إلى مدينة السويداء لإسعاف أحد المرضى، وأكدت مصادر لـ”المرصد السوري” اختطافهما من قبل مجهولين عند جسر شهبا، وفي الـ 24 من سبتمبر/أيلول، قوات “شيخ الكرامة” العاملة في محافظة السويداء تمكنت من مداهمة وكر لعصابة قامت بخطف طفلة بهدف الفدية المالية من ذويها قبل نحو 10 أيام أثناء عودتها من مدرستها في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية بريف دمشق ومن ثم اقتيادها إلى محافظة السويداء.

وأشار المرصد السوري في الثالث من يوليو/ تموز من العام 2020، إلى أن عمليات اختطاف الأطفال من قِبل أشخاص مجهولين باتت تؤرق حياة المدنيين القاطنين في العاصمة السورية دمشق، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن حالات خطف الأطفال جرت في كل من “حديقة الثلاث عنزات في حي الميدان وحديقة الثريا في حي الميدان – حديقة حي الزاهرة الرئيسية وحديقة جامع الأنصاري في حي الزاهرة – حديقة نيرمين في حي المهاجرين – وحديقة تنظيم كفرسوسة، جميعهم لم تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات.

وفي الـ 24 من يوليو/تموز، اُختطف عضو سابق في “مجلس الشعب” التابع للنظام السوري، وذلك في قرية الأصيلة الواقعة في ريف حماة الغربي والخاضعة لسيطرة قوات النظام والدفاع الوطني، ليتم العثور عليه بعد أيام من اختطافه بالقرب من قرية “ام تريكية”، وهو مضرجا بدمائه بعد أن تعرض للضرب المبرح من قِبل الخاطفين قبل أن يطلقوا سراحه، في الـ 11 من ديسمبر/كانون الأول، عثر أهالي على جثة طفلة من أهالي مدينة مورك بريف حماة تبلغ من العمر 16 عاماً مقتولة وملقاة في منزل مهجور بمدينة حلفايا التي تسيطر عليها قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والجدير بالذكر أن الطفلة فقدت قبل أيام،

وفي الـ 21 من نوفمبر/تشرين الثاني، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استياءًا شعبياً تشهده منطقة مصياف الخاضعة لسيطرة نفوذ النظام السوري بريف حماة الغربي، وذلك على خلفية جريمة القتل البشعة التي شهدتها قرية بريف المنطقة، حيث جرى العثور على جثة طفلة دون سن 18 من أبناء قرية دير صليب، وقد جرى قتلها خنقاً بعد اختطافها على يد مجهولين، بالإضافة لكسر يداها وقدميها، وحشية الفاعلين لم تقف عند هذا الحد، حيث جرى وضع الطفلة بعد قتلها في منزل مهجور بالقرب من قرية دير صليب وإضرام النيران بجثة الفتاة وحرقها، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة حول هوية مرتكبي الجريمة الشنعاء هذه.

و25 من أذار/ مارس عثر أهالي دير بعلبة على جثة فتاة في أحد الأبنية، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الفتاة اختطفت من أمام منزلها قبل 33 يوما، أثناء ذهابها للتسوق في مدينة حمص قبل أن يتم العثور عليها مقتولة.

مناطق نفوذ الأتراك والفصائل الموالية لها:

وبالانتقال إلى مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات كل من “نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات”، فقدت شهدت تلك المناطق أكثر من 183 حالة خطف بينهم 20 طفلاً و28 مواطنة، قتل منهم 11 مختطف بينهم طفل و3 مواطنات، فيما تسيدت عفرين المشهد بنحو 134 حالة، وحلت مناطق نبع السلام ثانيا بنحو 40 حالة، ثم مناطق درع الفرات بتسع حالات، ويستعرض المرصد السوري أبرز تلك الحالات التي وثقها في عام 2020.

ففي الـ 14 من يناير/ أقدم مسلحون على اختطاف مواطنة من منزلها الكائن في قرية معركسة التابعة لناحية شران في ريف مدينة عفرين، وذلك بعد مداهمة منزلها من قبل مجموعة مسلحة واختطافها، وفي 23 يناير ،شهدت منطقة “صوران” بريف حلب الشمالي عملية اختطاف وقتل رئيس مجلس بلدة صوران السابق، بعد استهداف سيارته في قرية الشيخ ريح، ما تسبب بإصابة والده الذي كان يرافقه، فيما عثر على جثة الأول ملقاة بالقرب من مكان الاختطاف، كما وثّق المرصد السوري في أواخر شهر مارس/أذار، وصول جثة شاب إلى مشفى مدينة الباب، عليها آثار تعذيب، حيث تم اختطافه قبل 3 أيام من قبل مسلحين مجهولين في مدينة الباب شرق حلب، وفي الـ 22 من فبراير/ شباط اختطفت الفصائل الموالية لتركيا 5 مواطنين بينهم امرأتان أثناء رعي أغنامهم في قرية أم الكيف بريف تل تمر. وأفادت مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري” إن تلك الفصائل سرقت نحو 150 رأسا من الأغنام، فيما أفرجت تلك الفصائل عن الشبان الثلاثة بينما ما تزال تحتجز النساء، وأشار المرصد السوري في الـ 18 أيار/مايو، إلى أن عنصر من فصيل “السلطان مُراد” ذو السمعة السيئة، أقدم على اختطاف فتاة من مدينة عفرين، بعد أن رفضت الزواج منه، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، أقدم العنصر المسلح على اغتصاب الفتاة تحت تهديد السلاح، ومن ثم إجبارها على الزواج منه، وفي الـ 13 من يونيو/ حزيران، اختطف عناصر الفصائل الموالية لتركيا أحد شيوخ العشائر العربية شغل منصب عضوا بالعلاقات العسكرية لـ”قسد” ووجهاء العشائر في الرقة، وذلك بعد عودته إلى منزله في مناطق “نبع السلام” شمال الرقة، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن عناصر الفصائل الموالية لتركيا حاولوا اختطاف شيخ عشيرة الهنادى عقب عودته إلى منزله في تل أبيض قبل أسبوع، بينما دفع لهم رشوة تقدر بنحو 5 مليون ليرة سورية مقابل عدم الاقتراب منه، وفي الـ 7 من يونيو/حزيران، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، العثور على جثة فتاة كُردية من أبناء قرية “درويش” التابعة لناحية شرا في ريف عفرين شمال غرب حلب، ووفقا لمصادر السوري، فإن الفتاة تم قتلها بعد فقدان الاتصال بها قبل فترة، ليتم العثور على جثمانها في وقت لاحق من فقدانها، وهي مقتولة في قرية الفيرزية قرب مدينة اعزاز شمال حلب.

وفي الـ 11 من أغسطس/ آب رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، العثور على جثتين اثنتين تعود لطفل ومواطنة بالقرب من الحدود السورية – التركية بريف حلب الشمالي، وذلك بعد اختطافهما من قبل مجهولين قبل يومين، يذكر أن المواطنة والطفل من أهالي قرية دير صوان بريف عفرين، وفي الـ 26 من سبتمبر/ أيلول عناصر من فرقة المعتصم اختطفوا الرجل المسن في قرية عنيق الهوى بريف أبو راسين (زركان)، وأفرجت الفصائل عنه بعد أن افتداه ذويه بمبلغ يقارب 5 مليون ليرة سورية، وفي الـ 11 من نوفمبر/ تشرين الثاني، عُثر على مواطن مقتولاً في من أبناء بلدة قباسين في ريف حلب، وذلك بعد مضي أيام على اختطافه من قِبل مسلحين مجهولين، حيث وجد مقتولاً وعليه آثار تعذيب في بلدة الراعي شمالي شرقي حلب.

مناطق نفوذ قسد:

احتلت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المرتبة الثالثة بعد مناطق النظام والأتراك من حيث عمليات الاختطاف خلال العام 2020، وذلك بتسجيلها لأكثر من 92 حالة بينهم 4 أطفال و5 مواطنات، قتل منهم 23 شخص، وسجلت دير الزور 39 حالة خطف فيما سجلت الحسكة 27 حالة تليها الرقة بـ 22 حالة، ثم حلب 4 حالات.

ففي الـ 2 من شباط / فبراير من العام 2020، اختطف مسلحون مجهولون مواطن من بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، ليتم العثور على جثته مقتولاً بعد عدة أيام من اختطافه، وفي الـ 15 من آذار/ مارس اختطف مسلحون مجهولون مواطن من بلدة الشحيل وعثر عليه مقتولاً بعد أيام من اختطافه قرب حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، وفي الأول من شهر أبريل / نيسان، عمد مسلحون مجهولون إلى اختطاف مواطن من أبناء مدينة البصيرة، حيث عُثر عليه مقتولاً في البادية الشمالي لمحافظة دير الزور، وفي الـ 20 من مايو / أيار، اختطف مسلحون مجهولون مواطنين من بلدة البصير، وأثناء عملية الاختطاف تعرض أحدهما للقتل من قِبل الخاطفين وعُثر على الشخص الآخر مفصول الرأس عن الجسد في أحد المنازل المهجورة في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي بعد أيام من اختطافه، وفي الـ 9 من نوفمبر / تشرين الثاني، اختطف شاب يعمل بحراسة بئر الملح النفطي قرب الحدود السورية – العراقية ليتم العثور بعد يومين من اختطافه مقتولاً بعد فصل رأسه عن جسده.

وفي 26 من يوليو/تموز، جرى العثور على طفل مقتول في ظروف مجهولة ضمن أحد المنازل الواقعة، قرب إحدى الحدائق في حي “الفردوس” بمدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ووفقا لمصادر المرصد السوري، اختفى من أمام منزله في بعد أن جرى اختطافه من قِبل مسلحين مجهولين وقتله.

مناطق نفوذ الفصائل والجهاديين:

أما مناطق نفوذ هيئة “تحرير الشام” والفصائل والجهاديين في محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها، فقد احتلت المرتبة الأخيرة من حيث عمليات الاختطاف على الأراضي السورية، وذلك عبر تسجيلها لأكثر من 39 حالة اختطاف خلال العام 2020 بينهم طفلين و9 مواطنات، وفيما يلي يستعرض المرصد السوري أبرز تلك الحالات:

ففي الـ 7 من أيار/ مايو، اختطف مسلحون مجهولون مواطن من مدينة سلقين في ريف إدلب، وطالبوا ذويه بفدية مالية كبيرة، بعد إرسال شريط مصور حصل المرصد السوري على نسخة منه، يظهر لحظة قطعهم لإصبعه وتعذيبه بشكل وحشي، وفي ذات التاريخ اختطف مواطن من أتباع الديانة المسيحية من قرية اليعقوبية في ريف جسر الشغور، وفي الـ 21 من أيار/مايو، أفادت مصادر المرصد السوري، بأن مسلحين مجهولين اختطفوا صائغا يعمل في مدينة إدلب، ،استمرارا لسلسلة حالات الخطف في مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل، وفي الـ 5 من أبريل / نيسان، علم “المرصد السوري” أن مسلحين يستقلون “ڤان لون أبيض” أقدموا على اقتحام منزل في بلدة تلعادة في ريف إدلب الشمالي ومن ثم قاموا بسلب مقتنيات المنزل من صاغة ونقود واختطاف فتاة كانت ضمن المنزل دون سن الـ 15 ومن ثم لاذوا بالفرار.

وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالباته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة التدخل بشكل جاد لوضع حد لمعاناة الشعب السوري على اختلاف مناطق السيطرة، والتي امتدت لنحو عقد من الزمن.

للاطلاع على نسخة عالية الجودة لانفوغرافيك حصيلة الفلتان الأمني على الأراضي السورية خلال 2020