هجمات تستهدف «داعش» في شرق سورية

25

في حادث هو الثاني من نوعه خلال أيام، تعرضت شرطة «الحسبة» التي أنشأها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لهجوم مسلح في محافظة دير الزور بشرق سورية، من دون أن يتضح اذا كان ذلك يدخل في إطار خلافات داخلية داخل التنظيم الذي شهد في الفترة الماضية تنافساً بين «المهاجرين» و «الأنصار» على منصب «والي الولاية»، أم أن هناك حركة مقاومة سرية بدأت تنتظم في المناطق التي سيطر عليها «داعش» في سورية.

وعلى الصعيد السياسي، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيزور دمشق منتصف الشهر الجاري في محاولة لـ «انقاذ» خطته لـ «تجميد» القتال في حلب بعد تعثّر جهود مساعده السفير رمزي عزالدين رمزي في الحصول على موافقة الحكومة السورية على خطوطها العريضة. وأوضحت المصادر أن رمزي اقترح على الجانب السوري «توسيع التجميد ليشمل ريف حلب وليس فقط المدينة»، اضافة إلى البحث في آليات رقابة، الأمر الذي لم يوافق عليه المسؤولون السوريون، فقد تم ابلاغ رمزي ان موافقة الرئيس بشار الاسد على «التجميد» كانت تتعلق بالمدينة فقط وليس بريفها، اضافة الى رفض فكرة الرقابة على تنفيذ الاتفاق واقتراح دخول قوات الشرطة السورية أو احتمال توسيع العاملين في مكتب المبعوث الدولي ليقوموا بمراقبة التنفيذ. كما برزت اصوات من داخل النظام تدعو الى تكرار تجربة حمص القديمة حيث جرى تنفيذ اتفاق مصالحة فرض اسلوب «الجوع أو الركوع» ومحاصرة الأحياء التي تضم مقاتلي المعارضة.

وفي التطورات الميدانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من دير الزور أن مسلحين مجهولين نصبوا ليلة (أول من) أمس كميناً لعناصر من «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الميادين، وقاموا بحرق السيارة التي كان يستقلها عناصر «الحسبة» فيما لا يزال مصير العناصر مجهولاً. وجاء هذا الهجوم بعد يوم من إعلان «المرصد» أنه عُثر على جثة نائب «أمير الحسبة»، وهو مصري الجنسية، مقتولاً وقد فصل رأسه عن جسده، والقيت جثته قرب شركة الكهرباء في مدينة الميادين، وعليها آثار تعذيب، وقد وضعت لفافة تبغ (سيجارة) في فمه، وكتب على جسده: «هذا منكر يا شيخ».

إلى ذلك (أ ف ب)، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أمس أن «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، أقدمت على تفخيخ وتفجير مقام إمام سني في مدينة نوى في درعا. وذكرت الوكالة ان «ارهابيين ينتمون الى تنظيم جبهة النصرة … أقدموا على تفخيخ وتفجير مقام الامام» الواقع على بعد نحو 45 كلم غرب مركز مدينة درعا.

واكد «المرصد السوري» في اتصال مع وكالة «فرانس برس» تفجير المقام على ايدي عناصر ينتمون الى «النصرة». ودانت وزارة الاوقاف السورية العملية، معتبرة بحسب بيان نشرته «سانا» ان «اليد الآثمة التي ترتكب هذه الجرائم تحاول جاهدة تدمير حضارة سورية وتاريخها وامجادها». وسبق ان اقدمت المجموعات المتطرفة في سورية على تدمير وتفجير العديد من المقامات والمراقد.

وفي عمّان، علمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية الأردنية المسؤولة عن ملف الطيار الأسير لدى «داعش» معاذ الكساسبة، أرسلت أخيراً عبر وسطاء رسائل إلى التنظيم، لمعرفة الثمن الذي يطلبه في مقابل إطلاق الطيار، لكنها لم تتلقّ أي رد حتى الآن. وقالت مصادر ديبلوماسية في عمان إن «مطبخ القرار السياسي والأمني ينتظر رداً على رسائله من قبل تنظيم داعش، لمعرفة شكل الصفقة المفترضة بين الاردن والتنظيم، والتي قد تقود إلى تحرير الطيار الأسير».

وكان تنظيم «داعش» بث أمس تقريراً مصوراً حمل عنوان «رسالة من المسلمين إلى أهل الطيار»، ظهر فيه أشخاص قالوا إنهم من مدينة الرقة السورية طالبوا بإعدام الطيار. وأظهر التقرير طفلاً صغيراً يطالب بقتل الكساسبة، ويصفه بـ «الكافر».

 

المصدر : جريدة الحياة