هجوم الفصائل الجديد يحقق أولى نتائجه بتقدم على حساب النظام في معامل ومواقع بالمنطقة الصناعية في أطراف العاصمة دمشق

23

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك في العاصمة دمشق وأطرافها الشرقية، لا تزال مستمرة على أشدها بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد أن الهجوم العنيف للفصائل على محاور في شمال جوبر وجنوب القابون، والذي تركز في المنطقة الصناعية، ترافق مع قصف واستهدافات مكثفة بينها وبين قوات النظام، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على معمل الغزل ونقاط ومواقع في محيط معمل السيرونيكس وقرب معمل كراش، فيما تحاول الفصائل استعادة مزيد من المواقع التي خسرتها في الهجوم المعاكس لقوات النظام يوم أمس.

مدينة دمشق ومحيطها، تشهد لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك العنيفة تترافق مع قصف مكثف بعشرات القذائف وسط استمرار الضربات الجوية على جوبر ومناطق أخرى في محيطها، بالتزامن مع سقوط قذائف على العاصمة، والتي تسببت بسقوط 25 جريح، واستهدفت القذائف أماكن في باب توما ومنطقة بين باب مصلى والشاغور وباب شرقي والتجارة والعباسيين ومساكن برزة ومناطق أخرى في جرمانا الواقعة بضاحية العاصمة، فيما تشهد العاصمة شللاً شبه كامل في حركة المواطنين بالقرب من منطقتي العباسيين والقابون ومناطق قريبة من منطقة جوبر، وسط حذر في التنقل ببقية المناطق نتيجة لتساقط القذائف بين الحين والآخر.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل قليل أن الطائرات الحربية استهدفت العاصمة دمشق بأكثر من 143 غارة نفذ معظمها حي جوبر، فيما استهدف عدد منها القابون ومزارعها، وترافقت هذه الغارات مع عمليات قصف مكثف بنحو 500 قذيفة مدفعية وصاروخية أطلقتها قوات النظام منذ فجر أمس الأول الأحد وإلى اللحظة، وتأتي هذه الهجمات والمعارك بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت للمرصد أن لواءاً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز قوات النظام المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق، وأكدت المصادر للمرصد، أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في “مصالحة” مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، بمحيط حي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 5 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.