هجوم عنيف على منصة موسكو عشية مؤتمر المعارضة السورية

21

تجدَّد الهجوم، من الداخل السوري، على منصة موسكو السورية المعارضة ورئيسها قدري جميل، بعد أن كان بدأ في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، عندما قام أحد حلفائها في “جبهة التغيير والتحرير” وهو فاتح جاموس، بانتقاد حزب رئيس المنصة السالفة، معتبراً الأخير أنه “ابتلع” منصب رئاسة المنصة ومنصب رئاسة وفدها إلى مفاوضات “جنيف”.

وبعد أن قامت “منصة موسكو” نفسها بالرد على تلك الانتقادات بتاريخ 30 من الشهر الماضي، ومشيرة في الوقت نفسه، إلى أن توقيت الهجوم عليها “يترك علامات استفهام”، خصوصاً بعدما أعلنت المنصة أن القرار 2254 هو حد مشترك بينها والهيئة العليا للمفاوضات السورية، ومعلنة وجود تقارب وتفاهم معها، تجدد الهجوم العنيف على المنصة المذكورة، بعدما تلقت دعوة لحضور مؤتمر المعارضة السورية الموسع في العاصمة السعودية الرياض، والمزمع عقده في 15 من الجاري.

وتتولّى صحيفة “الوطن” التابعة لنظام الأسد، نقل “وقائع” التهجم على منصة موسكو وعلى شخص رئيسها قدري جميل، تباعاً، وآخر ما نشرته في هذا السياق، الأحد، موضوع يتحدث عن قيام ما سمّته “هيئة العمل الوطني الديمقراطي” بشن “هجوم عنيف على رئيس منصة موسكو، قدري جميل”. كما قالت.

صنيعة المخابرات!

وجاء في تقرير الصحيفة التابعة لنظام الأسد، وهي مملوكة لقريبه رامي مخلوف، المشمول بعقوبات أميركية وأوروبية، بسبب تورطه بقضايا فساد كبرى، أن قدري جميل هو “صنيعة المخابرات” نقلاً عن صفحة فيسبوكية، كما قالت، زاعمة أنها لأحد المعارضين السوريين المقيمين في الداخل.

ولم تخفِ الصحيفة النوايا الحقيقية من الهجوم على منصة موسكو المعارضة، إذ قالت في مقدمة تقريرها، ونقلاً عن ما سمته بهيئة العمل الوطني الديمقراطي، بأن الأخيرة تتهمه بـ”مغازلة الرياض”. أي العاصمة السعودية.

ونقلت عن الهيئة السابقة قولها إن قدري جميل “لم يُنتخب رئيساً” لمنصة موسكو، بل زعمت أنه هو من “عيّن نفسه” في ذلك المنصب، على حد قولها.

وعلى الرغم من أن الصحيفة قد سبقت بالنقل، من مصادرها المذكورة، أن قدري جميل يغازل العاصمة السعودية الرياض، إلا أنها تنقل أن الهجوم العنيف هذا، على منصة موسكو “ليس له علاقة بالدعوة التي تلقتها منصة موسكو من الهيئة العليا للمفاوضات”، ثم تعاود الاقتباس نقلاً من مصادرها: “إنما كان قدري جميل يغازل الرياض، وينسّق مع أطراف بمنصة الرياض”. حسب قولها.

وتابعت الصحيفة التابعة لنظام الأسد، نقل الهجوم على رئيس منصة موسكو، موردة عبارات قاسية بحقّه ومتهمة إياه بالتورط بـ”محرقة الفساد”. على حد وصفها.

وذكرت الصحيفة في تقريرها المشار إليه، كل الأسماء المقيمة دخل سوريا، والتي تولّت الهجوم على منصة موسكو، ناقلة عن بعضها طلباً توجّه به إلى روسيا للتوقف عن “دعم (قدري) جميل”.

منصة موسكو أعلنت تقارباً مع الهيئة العليا للمفاوضات

وكان قدري جميل، رئيس منصة موسكو المعارضة، قد أعلن عدة مرات، وبعيد انتهاء جلسات النسخة السابعة من مؤتمر “جنيف” للمفاوضات بين المعارضة السورية والنظام، أن هناك تقارباً بين منصته والهيئة العليا للمفاوضات السورية، متحدثاً عن “جديد” في هذا الموضوع، ومؤكداً أن القرار 2254 هو “حد أدنى مشترك” بينه والهيئة العليا للمفاوضات السورية.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، قد توجهت بدعوة إلى منصة موسكو، لحضور اجتماعها الموسع في 15 من الجاري. ولم ترفض المنصة حضور الاجتماع، إلا أنها طلبت أن يكون “جنيف” مكاناً لانعقاده.

إلى ذلك، فإن منصة القاهرة، السورية المعارضة، أعلنت موافقتها على حضور الاجتماع الموسع للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض.

يذكر أن منصة موسكو لا تشترط “رحيل الأسد” مباشرة. إلا أنها تلتقي مع الهيئة العليا للمفاوضات السورية، بالقرار الأممي حول سوريا والذي يحمل الرقم 2254، والصادر عام 2015، ويعترف ذلك القرار، صراحة، بمرجعية بيان “جنيف” عام 2012، الأخير الذي يتضمن الوصول إلى مرحلة الانتقال السياسي عبر هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

المصدر: العربية.نت