هدنة فى سوريا ليومين في ثلاث بلدات و”داعش” يتقدم بريف حلب ويفشل في اقتحام مارع

27

قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن وقفا لإطلاق النار لمدة يومين بين أطراف متحاربة في سوريا دخل حيز التنفيذ أمس الخميس في مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب الحدود مع لبنان وبلدتين شيعيتين في شمال غرب البلاد.

وهذا هو ثاني وقف لإطلاق النار يعلن خلال شهر في المناطق نفسها بين الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه من جانب ومقاتلين من المعارضة من جانب آخر.

وبدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش). وفي وقت سابق أمس قالت مصادر مطلعة على المفاوضات إنه تم التوصل لاتفاق جديد لوقف اطلاق النار في مدينة الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد.

وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد إن تنفيذ وقف إطلاق النار بدأ وإن الهدوء يسود كفريا والفوعة والزبداني.

وقادت حركة أحرار الشام -وهي جماعة سنية- وفد المعارضة في المفاوضات. ويسري وقف إطلاق النار في الجزء الغربي من سوريا بعيدا عن المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة الاسلامية.

وكان وقف إطلاق نار مماثل نفذ في وقت سابق من هذا الشهر في المناطق نفسها بمساعدة من ايران وتركيا لكنه انهار بعد أن تم تمديده لفترة قصيرة ودارت منذ ذلك الحين معارك ضارية.

وقال مقاتل من القوات الحكومية في الزبداني إن الاشتباكات اشتدت حدتها قبيل وقف إطلاق النار الجديد.

وكان الهدف من وقف إطلاق النار في المرة السابقة والذي بدأ في 12 أغسطس آب هو اعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى هدنة أطول في الزبداني والبلدتين الشيعيتين. وتساند ايران الحكومة السورية فيما تدعم تركيا قوات المعارضة.

وألقت حركة أحرار الشام باللائمة في فشل المحادثات على الوفد الإيراني الذي كانت تتفاوض معه وقالت انه كان يحاول جاهدا استبدال منطقة بأخرى.

والزبداني هي محور هجوم تشنه جماعة حزب الله اللبنانية والجيش السوري منذ أسابيع ضد جماعات معارضة تتحصن هناك. وتحتل المنطقة أهمية كبيرة للرئيس بشار الأسد بسبب قربها من دمشق والحدود اللبنانية.

داعش يسيطر على 5 قرى
إلى ذلك، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على خمس قرى في ريف محافظة حلب، وتقدم الى اطراف بلدة مارع، أحد أبرز معاقل المعارضة في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الخميس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان تنظيم الدولة الاسلامية “بدأ فجر أمس هجوما في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع”.

وأشار إلى أن التنظيم “فجر عربة مفخخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الانفجار اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكن الجهاديون خلالها من التقدم الى بعض اطراف البلدة الجنوبية”.

وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ اشهر اقتحامها.

وقال محسن الأحمد أحد نشطاء البلدة، أمس الخميس، إنه بعد فشل داعش في اقتحام بلدة مارع ومقتل نحو 50 من عناصره، ارسلوا عربة مفخخة انفجرت عند مدخل البلدة و جرح نتيجة التفجير عدد من الأطفال ودمرت بعض المنازل.أضاف الناشط الذي يعيش في البلدة حاليا ” قتلى داعش الارهابيين على أسوار مارع في كل مكان”.

وصدت بلدة مارع محاولات سابقة عدة لداعش وبقيت بعيدة عن سيطرة التنظيم. وانتشرت صباح أمس الخميس صور قتلى داعش قرب مارع كما تم نشر صور تفجير المركبة على شبكة الانترنت. ولكن داعش سيطر على قريتي ” سندف و حربل “، وفق الناشط السوري.

ووثقت منظمات طبية دولية بينها منظمة اطباء بلا حدود، الثلاثاء، هجوما بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الاسبوع الماضي وتسبب بإصابة العشرات من المدنيين. واتهم ناشطون محليون تنظيم الدولة الاسلامية بهذا الاعتداء.

كما سيطر التنظيم، أمس الخميس، في اطار هجوم متزامن، على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية واللتين كانتا تحت سيطرة جبهة النصرة حتى قبل اسبوعين. وقد انسحبت منهما الجبهة وسلمتهما الى مقاتلين من فصيل إسلامي في العاشر من اغسطس بعد التقارير عن خطة أميركية تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية.

وأفاد المرصد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في المعارك والتفجير، من دون ان تكون لديه حصيلة محددة للضحايا.

وقتل اكثر من 240 الف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011. وكان بدأ بحركة احتجاجات سلمية مطالبة بإصلاحات وتطور الى نزاع دام متشعب تشارك فيه اطراف عديدة.
 

 

المصدر: الوطن العربي