هدوء يسود ريف إدلب بعد اندلاع اقتتال بين تحرير الشام وأحرار الشام

21

محافظة إدلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: جددت قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء قصفها لمناطق في أطراف بلدة محمبل بريف إدلب، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، في حين يسود الهدوء الحذر منطقة المسطومة بريف إدلب الجنوبي منذ ما بعد منتصف ليل أمس عقب اشتباكات عنيفة جرت أمس في المنطقة بين هيئة تحرير الشام من طرف وحركة أحرار الشام الإسلامية من طرف آخر، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ليل أمس أن اشتباكات عنيفة دارت بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية في منطقة المسطومة بالريف الجنوبي لإدلب، إثر هجوم معاكس لحركة أحرار الشام الإسلامية على المعسكر الذي استولت عليه هيئة تحرير الشام خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث استقدمت الحركة رتلاً من المقاتلين والعتاد إلى منطقة المسطومة، لتندلع اشتباكات مجدداً بين الطرفين، عقب أن كان جرى أسر 4 من عناصر الحركة، على يد مقاتلي الهيئة، فيما تضاربت المعلومات حول الجهة التي تسيطر على المعسكر، وأكدت مصادر متقاطعة أن عودة التوتر بين الطرفين في هذه المنطقة، جاء على خلفية اتهام الهيئة لأحرار الشام باختطاف وتوقيف أحد قيادييها البارزين، الأمر الذي نفته الحركة في إطار التوتر المتصاعد بين الطرفين منذ أيام، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الجانبين، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الثالث من آذار / مارس الجاري عن عودة التوتر للتصاعد بين هيئة تحرير الشام والتي تشكل جبهة فتح الشام من جانب، والفصائل الإسلامية وفصائل أخرى من جانب آخر، في أعقاب مشادات وخلافات جرت بين الطرفين، في سلقين وسراقب وريف حلب الغربي، تطور بعضها إلى اشتباكات دارت بين الطرفين، بينما لا يزال التوتر قائماً بين الطرفين آنفي الذكر، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القتال جرى على خلفية استيلاء هيئة تحرير الشام على ورشات تصنيع أسلحة تابعة لحركة إسلامية بريف إدلب، ومعلومات عن إعادتها للأخيرة بعد مفاوضات جرت بين طرفي القتال عبر وسطاء.

 

هذه التوترات كانت بدأت في الثلث الأخير من شهر كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، على خلفية اتهامات من قبل جبهة فتح الشام سابقاً وهيئة تحرير الشام حالياً، لجيش المجاهدين وفصائل أخرى، بتزويد التحالف الدولي بمعلومات عن قيادات فتح الشام وعناصرها ومعسكراتها، ليباشر التحالف الدولي منذ الأول من كانون الثاني الفائت من العام 2017، بتوجيه ضربات متلاحقة استهدفت قياديين ومقاتلين ومعسكرات لجبهة فتح الشام قضى خلالها العشرات منهم، كان آخرهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة العالمي، والذي كان أحد القياديين الأبرز في هيئة تحرير الشام، إضافة للمجزرة الكبيرة التي وقعت في معسكر الشيخ سليمان بالفوج 111 في ريف حلب الغربي في النصف الثاني من كانون الثاني الفائت من العام الجاري، والتي قضى فيها نحو 80 من مقاتلي وقيادات جبهة فتح الشام وجرى تدمير أجزاء واسعة من المعسكر، حيث تبع هذا التوتر عمليات القتال التي جرت بين كبرى الفصائل العاملة في ريفي حلب وإدلب، والتي رافقها انقسام بين الفصائل واصطفاف حول طرفين رئيسين هما حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام، ترافق مع رفض شعبي واسع واستياء بين الأهالي من هذا الاقتتال، حيث خرجت عشرات المظاهرات التي نددت بالقتال بين الطرفين، جنباً إلى جنب مع قيام مجموعات من الأهالي بقطع الطرق أمام أرتال المؤازرات التي كانت تستقدمها أطراف القتال في ريفي حلب وإدلب.