هذه هي الخريطة التركية التي أزعجت الأميركيين في سوريا

25

في ظل تصاعد الخلاف التركي مع الأميركيين، بسبب تحالف واشنطن مع أكراد في سوريا وتسليحهم في إطار الحرب على “داعش”، نشرت وسيلة إعلام رسمية تركية خريطة توزع القوات الأميركية في سوريا، ما دفع الإدارة الأميركية إلى اعتبار الأمر خطراً على حياة جنودها في سوريا.

فقد اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية قيام وكالة إعلام رسمية تركية بنشر أماكن قواعدها العسكرية في سوريا، بأنه يعرّض حياة القوات الأميركية للخطر.

وجاء القلق الأميركي المعبّر عنه، رسمياً، والذي نُقل إلى الجانب التركي، بُعيد قيام وكالة “الأناضول” التركية الرسمية، بنشر خريطة بصيغة الإنفوغرافيك، الثلاثاء، تفصّل فيها أماكن وجود القواعد العسكرية البرية والجوية الأميركية في سوريا.

وعبّرت وزارة الدفاع الأميركية عن مخاوفها من أن يشكل نشر أماكن تواجدها العسكري في سوريا، خطراً على “قوات التحالف” الذي تقوده في سوريا لقتال “داعش”.

تأتي المخاوف الأميركية من نشر أماكن توزعها العسكري، والتي بلغت عشر قواعد، كما يتضح في خبر “الأناضول”، بسبب توزعها الجغرافي الواسع في الأرض السورية، وعلى الحدود السورية العراقية التركية، بدءاً من قاعدتها الجوية في منطقة الرميلان، مروراً بقاعدتها العسكرية في الشدادي، انتهاء بقاعدة عين دادات.

10 قواعد 2 جويتان و8 عسكرية

وتظهر الخريطة التي نشرتها الوكالة التركية الرسمية، تواجد القوات العسكرية الأميركية بعشر قواعد في سوريا على الشكل التالي: أولاً، قاعدة الرميلان الجوية بمحافظة الحسكة. وثانياً، قاعدة خراب عشق الجوية، في محافظة حلب شمال سوريا.

يليها ثماني قواعد برية أميركية تتوزع على النحو التالي: قاعدة في تل بيدر، شمال محافظة الحسكة، وقاعدة في تل تمر الحسكاوية على حدود سوريا مع تركيا، وقاعدة “الشدادي” في جنوب الحسكة، وأخرى في عين عيسى شمال الرقة، وقاعدة سبت كما ورد اسمها في الخريطة، وأخرى في أوشاريه أو “أثرية”، وقاعدة في عين دادات قرب منبج، انتهاء بالقاعدة الأميركية في عين العرب أو “كوباني”.

واعتبرت الوكالة التركية الرسمية أن القاعدتين الأميركيتين الموجودتين في منطقة “منبج” أنهما مخصصتان لحماية “مسلحي بي كاكا وب ي دـ من قوات الجيش السوري الحر (المعارض)”.

وقالت “الأناضول” إن الولايات المتحدة الأميركية، تمتلك في مناطق “منظمة (بي كاكا/ بي ي د) الإرهابية في سوريا، ثماني نقاط عسكرية إضافة إلى قاعدتين جويتين”. على حد ما ورد في الإنفوغراف الذي نشرته الوكالة التركية الرسمية.

ماذا يوجد في هذه القواعد؟

وجاء في تقرير “الأناضول” أن قاعدة الرميلان بمقدورها استقبال طائرات شحن كبيرة، أما قاعدة خراب عشق فهي تصلح لاستقبال الطائرات العسكرية المروحية، فحسب. مشيرة إلى أن قاعدة الرميلان هي بمثابة نقطة لإمداد القوات الكردية في سوريا.

وأكّدت الوكالة السالفة أن مثل تلك القواعد العسكرية، لا يمكن كشفها بسهولة، نظراً لإخفائها لاعتبارات أمنية وعسكرية. أمّا القواعد العسكرية البرية والتي عددها 8 فإنها تضم مراكز لتدريب قوات كردية، على حد قول الوكالة التي أضافت أن تلك القواعد تضمّ بطاريات مدفعية، وراجمات صواريخ، ومعدات عسكرية خاصة بالاستطلاع. وكذلك تعتبر منطلقاً للعمليات العسكرية، سواء في التخطيط، أو في إعداد الكوادر الكردية، على حد قول الوكالة.

تسليح الأكراد

يشار إلى أن تركيز الوكالة الرسمية التركية، على أن توزع القواعد الأميركية في مناطق سيطرة القوات الكردية التي تعتبرها أنقرها منظمات إرهابية، وعبّرت كثيراً عن رفضها قيام الأميركيين بتقديم السلاح والدعم لها، يعني أن نشر أماكن تواجد القواعد الأميركية في سوريا، جاء في سياق تصاعد الخلاف بين أنقرة وواشنطن على موضوع تسليح الأكراد في سوريا والتنسيق معهم في الحرب على “داعش”.

فقد ركّزت “الأناضول” في خريطتها التي تكشف أماكن تواجد القوات الأميركية في سوريا، على أن هذا التواجد هو في مناطق سيطرة الأكراد، في رسالة واضحة من أنقرة إلى شدة الخلاف الحاصل بينها وواشنطن على موضوع أكراد سوريا.

المصدر: العربية.نت