“هـ ـيـ ـئـ ـة المحروقات” تُخَفِضْ مخصصات المازوت لفلاحي الحسكة.. واتهامات بـ ـسـ ـرقـ ـة المحروقات لـ ـتـ ـهـ ـريـ ـبـ ـهـ ـا

60

محافظة الحسكة: خفضت “هيئة الزراعة” و”هيئة المحروقات” في “الإدارة الذاتية” من مخصصات الفلاحين والمزارعين من المازوت الزراعي الذي يعتمدون عليه لاستخراج المياه الجوفية عبر محركات الديزل لسقاية محاصيلهم وانقاذها من التلف، في ظل انحباس الأمطار ومرور الجزيرة السورية التي تعتبر سلة سوريا الغذائية بجفاف منذ عامين.

وخفضت “الادارة الذاتية” مخصصات المزارعين بمقدار 500 لتر لكل 100 دونم من الأراضي الزراعية المروية وذلك وفقا لعمق الآبار، حيث أن البئر الذي يبلغ عمقه أكثر من 150 متر يحصل المزارع على 35 لتر مازوت عن كل دونم واحد بدلا من 40 لتر، والآبار بعمق مادون الـ 150 متر يحصل الفلاح على 25 حتى 20 لتر بدل من 30.

في سياق ذلك، قال المزارع (ح. ا) من ريف عامودا الغربي شمال الحسكة أن عمق البئر الذي يري منه أرضه الزراعية يبلغ 150 مترا  كانوا يحصلون وبصعوبة على مخصصاتهم بمقدار 35 لتر مازوت عن كل واحد دونم ومع تخفيض مخصصاتهم سيضطرون إلى شراء المازوت بسعر 1200 ليرة سورية إن توفر وإن لم يتوفر في المحطات سيضطر لشراء المازوت من السوق السوداء بسعر يصل إلى الـ 2000 ليرة سورية، وهذا ما سوف يزيد من المصاريف ومعاناتهم كمزارعين وفلاحين ولا سيما أن اعتماد أهالي المنطقة على الزراعة فقط.

وأضاف : أن الهدف من هذه الإجراءات التي يقوم بها مسؤولين في “الادارة الذاتية” الفاسدين هو تشويه صورة الإدارة والمطالبة بعودة النظام السوري للمنطقة.

كما قال المزارع (س. ش) من ريف درباسية الشرقي ويملك أرض زراعية بمساحة 200 دونم إن الهدف من الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحق المزارع هو سرقة باقي المخصصات وبيعها في السوق السوداء والمتاجرة بها بالإضافة إلى دفع المزارع للتخلي عن الأرض والابتعاد عن الزراعة، للهجرة من المنطقة أو الإنضمام لـ”قسد” بعد عجز الفلاحين عن إيجاد بدائل للزراعة ولا سيما أن المنطقة زراعية، ويضيف أن تقليص مخصصات المازوت سيؤدي إلى زيادة التكاليف وإلحاق أضرار بالزراعة ولا سيما أن المناخ تغير و انحبست الأمطار.

والسبب الرئيسي لتخفيض مخصصات المازوت وعدم توفرها باستمرار لاستكمال الري للزرع هو بيع المخصصات الزراعية من قبل المسؤولين في السوق السوداء وتهريبها إلى رأس العين ضمن منطقة، “نبع السلام”، لبيعها بسعر ما بين 3 حتى الـ 4 آلاف ليرة سورية.

ويقول المزارع (ج.ب) من ريف درباسية الغربي أن هذه الإجراءات هي اجحاف بحق المزارعين وتهدف بالدرجة الأولى  لإضعاف الإنتاج الزراعي وتخلي المزارعين عن الزراعة ودفعهم للتفكير إما بالهجرة أو بيع الأرض  والعمل في مجالات أخرى وهذا يؤثر سلبا على الجزيرة السورية.

في سياق ذلك، يقول المزارع (ع. ب) من تل تمر بأنه تفاجئ بتخفيض مخصصاته من المازوت ولا سيما أن الزرع بأمس الحاجة للري لأن الأمطار لم تهطل للعام الثالث على التوالي وهذه الخطوة هي جريمة بحق الزراعة ونهايتها تصحر الجزيرة السورية الخضراء وتفقير المنطقة التي كانت تعتبر غنية بالزراعات الصيفية والشتوية المتنوعة، هناك أيادي خفية خلف هذه الإجراءات هدفها سرقة مخصصات الشعب من المازوت وبيعها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء وتهريب المخصصات إلى رأس العين لتباع هناك بسعر يصل لـ 4 آلاف ليرة سورية لكل واحد لتر من المازوت.

ونناشد عبر المرصد السوري “الإدارة الذاتية” بمراجعة ما تقوم بهم من إجراءات مجحفة بحق المزارعين والفلاحين ووضع خطط زراعية تتناسب مع وضع المنطقة والمناخ.