هل اقتربت الكارثة؟ تنظيم “داعش” يفخخ جوهرة المواقع الأثرية السورية

22

فخخ مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” بالالغام والعبوات الناسفة المواقع الاثرية في مدينة تدمر التاريخية في وسط سوريا بعد شهر من سيطرتهم عليها، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

واكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس تلقيه معلومات من سكان المدينة تفيذ بزرع الجهاديين الغاما في المعابد الاثرية، المدرجة على لائحة التراث العالمي.

وقال المرصد في بريد الكتروني تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “قام عناصر تنظيم الدولة الاسلامية السبت بزرع الالغام والعبوات الناسفة في المدينة الاثرية في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي”.

وسيطر التنظيم في 21 ايار/مايو على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة ايام.

واثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم “لؤلؤة الصحراء” وتشتهر باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه “لم تتضح اهداف التنظيم من تفخيخ المواقع الاثرية وما اذا كان يخطط لتفجيرها ام زرعها لمنع تقدم قوات النظام الموجودة غرب تدمر”.

وقال ان قوات النظام استقدمت في الايام الاخيرة تعزيزات عسكرية الى الاطراف الغربية للمدينة، وسط انباء عن نيتها شن هجوم مضاد ضد مقاتلي التنظيم.

وقال مصدر سياسي في دمشق لوكالة فرانس برس انه تم في الاونة الاخيرة ارسال قيادي عسكري بارز الى المنطقة لقيادة هجوم يهدف لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر والعديد من حقول الغاز الرئيسية القريبة منها.

واكد مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس من جهته ان “الجيش سيتقدم باتجاه كل المناطق حيث يتواجد الارهابيون وفق الخطط الموضوعة ومن بينها تدمر”.

وتزامنت تعزيزات قوات النظام الى المنطقة مع شن الطيران الحربي غارات كثيفة منذ ثلاثة ايام استهدفت وفق المرصد، الاحياء السكنية وتسببت بمقتل 11 شخصا على الاقل.

ولم تتعرض اثار المدينة لأي تخريب حتى الان من قبل الجهاديين الذين دخلوا في 22 ايار/مايو، اي غداة سيطرتهم على تدمر، الى المتحف الموجود فيها ودمروا عددا من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم اغلقوا الابواب ووضعوا حراسا على مداخل المتحف.

وفي 27 ايار/مايو، اقدم مقاتلو التنظيم على قتل عشرين رجلا باطلاق الرصاص عليهم في المسرح الروماني بعد اتهامهم “بالقتال الى جانب النظام”.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية الاحد “لدينا معلومات اولية من السكان تفيد بصحة هذه الانباء وانهم فخخوا المعابد بالالغام”، مضيفا “اتمنى ان تكون هذه المعلومات غير صحيحة ولكننا قلقون”.

وحث عبد الكريم “سكان تدمر والقيادات العشائرية والدينية في المجتمع المحلي على التدخل لمنع الحاق الضرر بالمواقع الاثرية والحؤول دون تكرار ما جرى في شمال العراق”. وقال “انا متشاءم بشدة واشعر بالحزن”.

ونشر التنظيم المتطرف في شهري شباط/فبراير ونيسان/ابريل مقاطع فيديو توثق تخريبه وتدميره مواقع عدة في العراق، ابرزها آثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ايرينا بوكوفا في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة تزامنا مع سيطرة التنظيم على المدينة من ان “اي تدمير لتدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وانما ايضا خسارة هائلة للبشرية”.

وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع، وفق ما اعلنت الامم المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول 2014 بناء على صور ملتقطة بواسطة الاقمار الاصطناعية.

وتملك سوريا كنوزا ومعالم اثرية تعود لحقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وارامية واموية وعثمانية.

لكن هذا الارث الضخم يتعرض منذ بدء النزاع المسلح الى التخريب والتدمير من قبل الاطراف كافة، النظام والمعارضين له والجماعات الجهادية، وحتى السكان.

المصدر: مونت كارلو الدولية