هل تشهد إدلب حرب إبادة تمهيداً لفتح موسكو الطرق الدولية شمال سوريا؟

30

قتل 6 مدنيين وأصيب 32 آخرون بقصف حربي ومروحي على ريف إدلب، أمس، نتيجة استهداف الطائرات الحربية الروسية والسورية قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي، حيث كثف سلاح الجو غاراته على مدينة معرة النعمان واستهدفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
واستهدفت 25 قرية وبلدة بريف ادلب، أمس بأكثر من 100 غارة جوية، و120 برميلاً متفجراً وصاروخاً من راجمات أرضية، حيث شمل قصف قوات النظامين الروسي والسوري مدينة سراقب وبلدات جرجناز وتلمنس والغدفة ومعرشورين ومعرشمارين والهلبة ومعصران ومعرشمشة ومرديخ والحراكي والبرسة وأبو مكي وتل الشيح والبرسة بريف إدلب الشرقي، ومدينة معرة النعمان وحيش وكفرومة وخان السبل والتح وبابيلا وبالس بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى مدينة جسر الشغور وبلدتي بداما والناجية بريف إدلب الغربي.

إلحاح موسكو

وتلحّ موسكو على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بهدف الانتقال للحل السياسي من موقع القوة، وهو ما عبر عنه المعارض السوري سمير نشار حيث اعتبر انه ومنذ ما وصفها بصفقة «حلب / درع الفرات التي تمت بين الروس والاتراك، ورغم قرار وقف اطلاق الذي تلا إسقاط حلب ومؤتمرات أستانة التي نصت على اتفاق مناطق خفض التصعيد، لم يتوقف إطلاق النار أبداً من قبل ميليشيات النظام وداعميه الإيرانيين والروس بشكل عملي وحقيقي»، وإنما كان ذلك التقارب الذي حصل مع الروس مع بداية عام 2017 بدءاً من صفقة حلب ومن ثم انضمام إيران إلى لقاءات استانة، وقضم اغلب المناطق التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد، بشكل تدريجي، يجري تحت مرأى ومسمع تركيا الدولة الضامنة وصمتها عما يجري من خرق الاتفاق.

مع استمرار استنزاف وسقوط المدنيين بغارات روسية – سورية

وأضاف نشار، «لم يتوقف الامر عند صمت تركيا وانما شمل تؤاطو وفود استانة المتعاقبة التي ترى وتسمع ما يجري خاصة تجاه الضحايا المدنيين نتيجة القصف الوحشي من قبل الطيران الروسي وطيران بشار الاسد الذي تعمد قصف البنى التحتية والمراكز الطبية والمشافي المتنقلة من خلال اتباع سياسة الارض المحروقة.
وكان في أيلول 2018 تم توقيع اتفاق سوتشي بين بوتين واردوغان الذي نص على فتح الطرق الدولية ضمن سوريا التي تربط حلب – دمشق وحلب- اللاذقية بنهاية عام 2018 اضافة لسحب السلاح الثقيل من فصائل المعارضة لمسافة 15-20 كم، ما أصبح شبه المؤكد ان اغلب الفصائل المعارضة عارضت اتفاق سوتشي ومنعت تنفيذه لأنه يعني ان تحاصر نفسها بنفسها وتقدم هدية مجانية للنظام بدون قتال، وفتح الطرق الدولية يعني الكثير للنظام الذي يعاني من اوضاع اقتصادية متردية جداً يقارب الانهيار، وتساعده في تنشيط الاقتصاد المحلي بين أهم ثلاث مدن سورية، رغم تكرار محاولات الاقناع من قبل تركيا لكن ذلك لم يجدِ نفعاً مع الفصائل التي تصر على موقفها، حسب المعارض السياسي الذي اعتبر ان الضامن الدولي للمعارضة السورية يهمش ما يجري في إدلب، وقال «تركيا وخاصة بعد عملية نبع السلام في منطقة الجزيرة تغض الطرف عما يجري في ادلب، وروسيا جادة في اعادة فتح الطرق الدولية رغم الكارثة الانسانية التي تلحق بملايين السوريين من المدنيين الذين لا يجدون ملاذاً آمناً خاصة مع إغلاق الحدود التركية بوجوههم».

روسيا مصرة

ونظر المتحدث لـ «القدس العربي»، فإن روسيا مصرة على محاولة إنهاء الصراع المسلح وإعادة النظام للسيطرة على إدلب بغية الانتقال للحل السياسي، بالزعم أن بشار الأسد استعاد السيطرة على كامل الأراضي السورية باستثناء المناطق المتواجدة فيها الولايات المتحدة وتركيا والتي تزعم ان تواجدهم غير قانوني بسبب معارضة النظام.
وخلال حملة التصعيد الأعنف من نوعها، في الأيام الثلاثة الأخيرة، استهدفت ادلب ومحيطها بنحو 190 غارة جوية من سلاح الجو السوري والروسي، إضافة إلى 80 برميلاً متفجراً ألقته الطائرات المروحية، فضلاً عن 150 قذيفة مدفعية وصاروخ من نوع أرض-أرض، وقتل خلال هذه المدة ذاتها، 37 مدنياً بينهم 11 طفلاً، و10 سيدات، بينما بلغ عدد الجرحى المدنيين نحو 80 مدنياً من بينهم 17 طفلاً، حسب الدفاع المدني السوري.
وخلفت الحملة على المنطقة خلال الأيام الخمسة الاخيرة، حركة نزوح ضخمة بلغت 70 ألف نسمة، حسب فريق «منسقو الاستجابة»، نزحوا من منطقة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب، خلال أيام الأخيرة، جراء القصف الكثيف من النظام وروسيا على المنطقة.
وقال محمد الحلاج مدير الفريق، ان التصعيد العسكري الذي تنفذه قوات النظام وحليفتها القوات الروسية. وذكر «الحلاج» أن «عدد النازحين منذ الثاني من شباط 2019 الماضي إلى اليوم، بلغ اكثر من 100 الف نسمة.
وحذر الدفاع المدني السوري، من كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مئة ألف مدني يقنطون في «المعرة ومحيطها» جراء استمرار القصف ومحاصرة الطائرات الحربية لهم، واستهداف آلياتهم عند محاولة الهرب في المنطقة جنوبي إدلب، مطالباً الأطراف الفاعلة والدول المؤثرة بالضغط على النظام وحلفائه لوقف عمليات القتل الجماعية.
وحذر ت الخوذ البيضاء امس، من كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مئة ألف مدني يعيشون في هذه المنطقة بسبب استمرار القصف ومحاصرة الطائرات الحربية لهم، واستهداف آلياتهم عند محاولة الهرب من الموت، معتبرًا ان تصعيد روسيا والنظام السوري «يهدف لتهجير ما تبقى من السكان، وقتل أكبر عدد منهم، حيث تتعمد الطائرات الحربية استهداف أشكال الحياة كافة في تلك المناطق»، بما فيها مراكز الدفاع المدني السوري، والأسواق الشعبية، والبنى التحتية.

المصدر:القدس العربي