هيك نظام بدو هيك مؤيد!

29
نظام الأسد الكوميدي الأسود الذي قبض على روح سوريا منذ أكثر من أربعة عقود وحولها إلى مسخ قبيح، حاول أن يجسد نفسه كرمز وحيد لها ويختزل تاريخ سوريا العظيم في شخص الأب والابن تصاحبهما روح الشر.. نظام دمر سوريا وشعبها وكان ينظر لكل مشكلات سوريا باحتقار ودونية واضحة، فبالنسبة له أين المشكلة في أن يستغرق بناء ساحة الأمويين 10 سنوات وتنتهي بفشل ذريع ومخجل؟ أين المشكلة في أن يتناوب الرئيس وأبناؤه على قصر الشعب عن طريق التناوب على الحكم لأربعين سنة كبيسة؟ أين المشكلة في أن يكون: علي زيود، وعلي حيدر، وعلي حبيب، وغازي كنعان، وجميل الأسد، وعلي أصلان، وفواز الأسد، وسليمان الأسد، وعلي مرتكوش، وآصف شوكت، ومحمد مخلوف، ورامي مخلوف، وعاطف نجيب، جميعهم أقارب من الدرجة الأولى للرئيس أو من نفس القرية وجميعهم يحكمون البلد بشكل أو بآخر؟
أين المشكلة في أن يستغرق التفكير في حل مشكلة الكهرباء أكثر من 40 عاما؟ أين المشكلة في أن تتصحر البلاد بشكل همجي ووحشي ممنهج وتدمر سلة الغذاء العربية بنسبة 60 في المائة في 20 سنة نتيجة تقطيع الأشجار والسكن العشوائي وتحويل الأنهار لمزارع للمذكورين أعلاه؟ أين المشكلة في أن تستخدم مكروباصات الديزل غير المتوافق مع البيئة والمسمم لمن يستنشق هواءها بدلا من بناء مترو كهربائي عصري؟ أين المشكلة في أن يتم تحويل إيرادات النفط بشكل حصري لحساب القصر الجمهوري ولا يتم الإفصاح عنه أبدا؟
أين المشكلة في أن تدفع 150 في المائة جمارك سيارة مع 10 أنواع ضرائب أخرى أهمها الرفاهية؟ أين المشكلة في أن تدفع 10 آلاف دولار بدل خدمة عسكرية على أن تمضي خمس سنوات منفيا خارج البلد كالهارب من أحكام السجن؟ أين المشكلة في أن تدفع ضريبة نظافة لعامل نظافة لن ترى وجهه ما حييت أبدا؟ أين المشكلة في أن تكون الرشوة فرض عين على كل فرد بالغ وغير عاقل وغير راشد لكافة موظفي ومسؤولي الدولة؟ أين المشكلة في أن تشتري قطعة أرض ومولد كهرباء ثم تتنازل عنهما للدولة لقاء منحك كهرباء لمصنعك ثم تدفع الفواتير كالعادة لشركة الكهرباء وأنت تبتسم خوفا وذلا وقهرا ورعبا؟
مما لا شك فيه أن من يطرح هذه الأسئلة هو طائفي ونظره ضعيف ولا يفهم بالسياسة ولا بحجم التحديات التي تواجهها سوريا دفاعا عن «كرامة الأمة العربية، وأنغولا، وغواتيمالا، وبوركينا فاسو، وكوبا، وكرامتولا الصغرى وحريتولا الكبرى».
لم يجد هذا النظام المجرم سوى مرتزقة مثل ميليشيات تنظيم «حزب الله» الإرهابي التكفيري ليدافع عنه بشكل طائفي دنيء الذي يشكك في موقف السعودية الحالي المدافع عن الشرعية في اليمن الشقيق. مرتزقة «حزب الله» الذين لم «يهبوا» للدفاع عن «معلمهم» في دمشق، وإسرائيل (العدو المعلن) تقوم بقصف محيط قصره الرئاسي أو تدك مشروع المعمل النووي في دير الزور، و«حزب الله» نفسه الذي تعرض للعدوان من إسرائيل في عام 2006 ولم يتحرك «المعلم» و«زعرانه» من دمشق لنجدة سيد المقاومة المزعوم.
هكذا نظام يجب أن يفرز هذه النوعية من المؤيدين. علاقة بنيت على مصالح طائفية دنيئة تحت شعارات كاذبة. مختصر مفيد.
 
حسين شبكشي
المصدر : الشرق الاوسط