واشنطن بوست..استراتيجية الولايات المتحدة لهزيمة الدولة الإسلامية غير كفؤة

27

أكدت أدارة أوباما أن خطتها لمحاربة الدولة الإسلامية تتصور أن يستمر النضال لعدة سنوات، أكثر من كونها حملات سريعة لحروب الشرق الأوسط. وهذا إلى حد ما بسبب أن هدف الرئيس أوباما هو بناء القوات المحلية التي يمكن أن تقود الجهاديين إلى خارج العراق وسوريا وتسيطر على الأراضي التي تم استردادها. وفي حين أن هناك الكثير من المميزات لهذا النهج -وأولهم، منع أي انتشار آخر لجنود الولايات المتحدة في المنطقة- إلا أنه أيضا لديه بعض المخاطر الكبيرة الواضحة.
إحدى تلك المخاطر يمكن أن نراها في المأزق الذي يقع فيه الأيزيديين، وهي الأقلية العراقية التي يهددها جماعات من الدولة الإسلامية. في الصيف الماضي، بدأ الإرهابيون في أجتياح قرية الأيزيديين في شمال غرب العراق، وقاموا بقتل الرجال الذين يأسروهم واحتجاز النساء والأطفال، الذين قالوا عنهم أنهم سيباعون كسبايا. وعندما كانت الدولة الإسلامية تحاصر معقل الأيزيديين، في جبال سنجار، كان السيد أوباما قد تحرك لبدء الغارات الجوية. وقال “عندما يكون لدينا القدرة الفريدة للمساعدة في منع حدوث مذبحة، حينها أعتقد أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تغمض عينيها عن ذلك”.

القصف الذي قامت به الولايات المتحدة سمح للأيزيديين وقوات المليشيا الكردية لرفع الحصار عن جبل سنجار وفتح طريق للهرب إلى سوريا. وقد هرب آلاف من الأيزيديين، ويأوي معظمهم الآن في خيام في كردستان العراق. لكن بقي حوالي 10 آلاف شخص في الجبل، بما في ذلك قرويين في المناطق البعيدة والعديد من آلاف المقاتلين الأيزيديين. وهم الآن محاصرين من جديد. ابتداء من شهر تشرين الأول، اجتاحت قوات الدولة الإسلامية خمس قرى أيزيدية جديدة وقطعت الطريق إلى المنطقة. ومع مجيئ الشتاء، تتناقص الإمدادات عن المنطقة، وهناك طائرتان مروحيتان متوفرتان فقط للطيران ونقل الأمدادات.  

في الأسبوع الماضي قام وفد من زعماء أيزيديين بزيادة واشنطن لتحذير البيت الأبيض ومسؤولي وزارة الخارجية أن الدولة الإسلامية مازالت ترتكب قتلا جماعية في جبل سنجار. وأخبرنا نوري خلف إلياس، زعيم أيزيدي من سنجار “النقطة التي نريد توضيحها أن الغارات الجوية ليست كافية”. والقوات الكردية، المشغولة بحصار كوباني في أقصى الغرب، لا تقاتل من أجل الأيزيديين، في حين ينشغل الجيش العراقي في حماية الطرق إلى بغداد في أقصى الجنوب.

باختصار، إن استراتيجية الولايات المتحدة تترك الأيزيديين وغيرهم من سكان العراق وسوريا يتعرضون لخطر طغيان الدولة الإسلامية ووحشيتها التي لا توصف نحو غير المسلمين. وبالإضافة لهؤلاء الذين تعرضوا للخطر في جبل سنجار، يتألم الأيزيديين لحال 4 آلاف إلى 5 آلاف سيدة وفتاة قيل أنهن احتجزن لبيعهن كسبايا. وكما قيل فقد تم “بيع” البعض في أسواق الموصل وغيرها من المدن التي استولى عليها الجهاديين.

ويعتقد بعض من الزعماء الأيزيديين أنه قد يكون من الممكن إنقاذ العديد من النساء، اللاتي مازال التواصل معهن موجود عن طريق الهواتف الخلوية. ويقولون أن المئات منهن يحتجزن مع بعضهن البعض في القاعدة العسكرية الأميركية السابقة في تل عفر وفي قرية شيعية مهجورة. قوة صغيرة قد تكون قادرة على أنقاذهن من المعاناة. والمشكلة هي أن، وتحت قيود السيد أوباما لخوض الحرب، لن تكون هناك مثل تلك القوة الصغيرة. 

 

الدستور