واشنطن تدرس إرسال 50 ألف جندي أمريكي إلى سوريا

18

كشفت مواقع أمريكية عديدة عن نقاشات تدور داخل أروقة البيت الأبيض حول إمكانية إرسال 50 ألف جندي أمريكي إلى سوريا لقتال تنظيم داعش في الرقة. وذكرت مجلة نيويورك «nymag.com» أن البيت الأبيض يدرس مقترح إرسال أكثر من 50000 ألف جندي إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش، دون إعطاء تفاصيل إضافية.

من جهتها أكدت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، يدفع باتجاه زيادة القوات الأمريكية في سوريا لقتال تنظيم داعش، وهو المقترح الذي ما زال يقابل بكثير من التحفظ والتردد، وحتى الرفض، من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب». وأضافت الوكالة أن «قادة داخل البنتاغون يرون وجود إمكانية لزيادة الدعم للوكلاء المحليين، وتكثيف الضربات الجوية، وأيضا تدريب بعض الفصائل المحلية، بالإضافة إلى رفع قواعد الاشتباك التقليدية التي تتخذها القوات الأمريكية، واستخدام أكثر لطائرات الهليكوبتر الهجومية». وتابعت أنه «بالمقابل يرى مؤيدون لخطة مستشار الأمن القومي، أنها كفيلة بإنهاء سريع وعاجل لتنظيم داعش في سوريا، وأيضا تأمين الشريط الحدودي في وادي الفرات مع العراق».

مستشار الأمن القومي من جهته يرى أن الاعتماد على مليشيات كردية في سوريا سيؤدي إلى احتلال تلك المليشيات لمزيد من الأراضي العربية، بحسب الوكالة التي تقول: «صحيح أن هذه المليشيات التي دعمت أمريكيا أثبتت جدواها في مقاتلة تنظيم «داعش»، إلا أنها لا معنى لها استراتيجيا فالأراضي التي يجري تحريرها هي أراض عربية، والعرب يرفضون احتلالها من قبل الأكراد».

وأشارت بلومبيرغ نيوز إلى أن «جاك كين، الجنرال العسكري المتقاعد، قال إن مستشار الأمن القومي طرح خطته على عدد من الجنرالات، وهو يفضل البدء بعملية عسكرية في الجنوب الشرقي على طول وادي الفرات، وإنشاء قاعدة عمليات أمريكية، والعمل مع الشركاء في التحالف السني، الذين قدموا عروضا متكررة لمساعدتنا في مواجهة النظام السوري وكذلك تنظيم داعش». وتابع كين: «القوات الأمريكية ستكون في البداية، وفقاً لخطة مستشار الأمن القومي، بحدود 10 آلاف مقاتل، بالإضافة إلى إمكانية توفير قوات عربية من الحلفاء في المنطقة». وبحسب الوكالة، فإنه لا توافق إلى الآن على عدد القوات التي ينبغي إرسالها إلى سوريا، خاصة أن البعض يطرح إمكانية إرسال قوات قد تتجاوز 150 ألف مقاتل، لكن مصدرا أبلغ الوكالة قال إن الرقم أقل من ذلك، وإن الرقم الأقرب هو 50 ألف جندي أمريكي.

وسلطت الوكالة الضوء على تخبط ترمب بإرسال قوات أمريكية إلى سوريا، إذ وعد خلال حملته أنه سيضع خطة لتدمير داعش، وألمح لاحقا إلى أنه يفضل إرسال قوات برية إلى سوريا لإنجاز هذه المهمة. إلا أنه في الآونة الأخيرة، تراجع إذ قال ترمب لقناة فوكس بيزنيس هذا الأسبوع «نحن لن ندخل إلى سوريا». وتختم الوكالة بالحديث عن أن «الخطة المقترحة تقترب كثيرا من خطة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أثناء ولايته الثانية، التي عرفت بإعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق، ودفعت بأكثر من 150 ألف جندي إضافي لمقاتلة تنظيم القاعدة، واستعادة المدن التي كان ينتشر بها في العراق».

ومقتل نحو 125 شخصا، غالبيتهم من اهالي الفوعة وكفريا وبينهم 68 طفلا، في تفجير انتحاري استهدف السبت حافلات غرب حلب كانت تقلهم بعيدا عن بلدتيهما اللتان تعانيان مرارة الحصار منذ عامين. ووقع التفجير غداة عملية اجلاء شملت سبعة آلاف شخص من اربع بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب) ومضايا والزبداني قرب دمشق، ضمن اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية ايران حليفة دمشق وقطر الداعمة للمعارضة. وغداة التفجير، يتواصل ارتفاع عدد الضحايا وغالبيتهم من اهالي الفوعة وكفريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عصر أمس عن سقوط «126 قتيلا بينهم 109 من اهالي الفوعة وكفريا» في التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة الذي استهدف 75 حافلة كانت تقلهم ومتوقفة في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب وتنتظر اكمال طريقها الى المدينة. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل 112 شخصا. واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان بين القتلى «68 طفلا». وبين القتلى ايضا، وفق المرصد، موظفو اغاثة ومقاتلون معارضون كانوا يواكبون القافلة.

ولا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع نتيجة وجود «مئات الجرحى»، وفق عبد الرحمن الذي اشار الى ان الحصيلة الكبيرة مردها انفجار شاحنة المواد الغذائية قرب محطة وقود في المكان. وغداة التفجير، كانت الاشلاء لا تزال منتشرة في المكان المستهدف، وبينها اشلاء تعود لاطفال. وخلف التفجير حفرة عميقة وحافلات مدمرة تماما وسيارات عسكرية محترقة للفصائل المعارضة. ولم يبق من شاحنة، يعتقد انها التي انفجرت، سوى المحرك.

وبعد ساعات على التفجير، وانتظار طال اكثر من 35 ساعة نتيجة خلاف بين طرفي الاتفاق، استأنفت حافلات الفوعة وكفريا طريقها لتصل ليلا الى مدينة حلب التي يسيطر عليها الجيش السوري. كما وصلت قافلة مضايا والزبداني بعد توقف دام اكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة تحت سيطرة قوات النظام قرب حلب الى محافظة ادلب، ابرز معاقل الفصائل المعارضة والاسلامية.

وامضى اهالي الفوعة وكفريا ليلتهما في مركز للايواء في منطقة جبرين قرب حلب. وتم نقل عدد من جرحى التفجيرات الى مستشفيات حلب وآخرين الى مستشفيات في محافظة ادلب.

ودان مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين التفجير ان «مرتكبي هذا الاعتداء الجبان والبشع اثبتوا عن عدم اكتراث لحياة البشر». ودانت باريس «بشدة» التفجير ضد حافلات الفوعة وكفريا. ودان البابا فرنسيس في رسالته السنوية لمناسبة عيد الفصح «الهجوم الشنيع».

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني موسكو إلى الالتحاق بتحالف واشنطن الدولي وقتال «داعش» في سوريا لقاء علاقات مثمرة مع الرئيس الأمريكي وصون المصالح الاستراتيجية الروسية في سوريا. وكتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في مقال نشرته The Daily Telegraph، أنه «بوسع موسكو الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يضم 60 بلدا لمكافحة «داعش» والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا مع فرصة بناء علاقات ثمرها أوفر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب». ودعا جونسون روسيا إلى العمل على وقف إطلاق النار التام في سوريا ومنع استخدام السلاح الكيميائي بما يخدم «تحقيق التسوية السياسية التي من شأنها تخليص السوريين من /الرئيس السوري بشار/ الأسد». وأضاف: «الروس أنقذوه، /أي الأسد/، وهم قادرون على المساعدة في رحيله عبر عملية انتقالية يمكن التحكم بها، بما يخدم الحفاظ على أجهزة الدولة وإحلال الاستقرار والتعددية في سوريا».

المصدر: الدستور