واشنطن تنشر المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة السورية خلال أسابيع 5 قتلى بغارة إسرائيلية على مواقع في الجولان

22

قتل خمسة أشخاص، أمس، في غارة إسرائيلية جديدة، استهدفت المنطقة الواقعة تحت السيادة السورية في هضبة الجولان المحتلة بمحافظة القنيطرة، بعد سلسلة ضربات جوية استهدفت، أول من أمس، مواقع عسكرية في المنطقة نفسها، بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل، واتهمت تل أبيب حركة «الجهاد الإسلامي» في سورية بالوقوف خلفها، فيما نفت الحركة. في وقت تعتزم فيه واشنطن نشر المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة السورية، الذين دربهم التحالف في تركيا خلال أسابيع في إطار حملة لإبعاد تنظيم «داعش» عن الحدود التركية.

وأكد التلفزيون الرسمي، أمس، أن طائرة إسرائيلية من دون طيار استهدفت «سيارة مدنية في قرية الكوم» الواقعة في ريف القنيطرة في هضبة الجولان، مضيفاً أنها أدت إلى «استشهاد خمسة مدنيين عزل».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عنصرين من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للقوات النظامية السورية قتلا، فضلاً عن ثلاثة أشخاص آخرين.

ووفق مصدر عسكري إسرائيلي، فإن الغارة التي وقعت على بعد 15 كيلومتراً عن الخط الفاصل في هضبة الجولان «استهدفت وقتلت المجموعة المسؤولة عن إطلاق صواريخ» أول من أمس، من الجانب السوري سقطت في الجليل، وفي الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية.

وأشار المصدر نفسه إلى مقتل «أربعة أو خمسة عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في سورية».

ولم يتبنَّ أي طرف إطلاق الصواريخ من الجهة السورية، إلا أن إسرائيل تتهم إيران بتوسيع نفوذها في هضبة الجولان أيضاً بعد جنوب لبنان عن طريق «حزب الله» وحركة «الجهاد الاسلامي» الفلسطينية.

وقالت تل أبيب إنها قصفت سورية، كونها تحمل دمشق مسؤولية ما يحصل على أراضيها، ولكنها أيضا حددت في اتهامها إيران، حليفة النظام السوري، وحركة «الجهاد» الناشطة في قطاع غزة، وعلى مستوى أقل في الضفة الغربية المحتلة.

وتصاعد التوتر الجاري بين إسرائيل وسورية ولبنان مع سقوط أربعة صواريخ على الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية ومنطقة الجليل المحاذية، من دون أن تسفر عن أي إصابات. وبحسب صحافيين إسرائيليين «فقد تكون هذه المرة الأولى منذ فترة طويلة، وربما منذ حرب أكتوبر في عام 1973، التي تسقط فيها صواريخ أطلقت من سورية في الجليل الأعلى».

وسرعان ما ردت إسرائيل على الصواريخ، عبر سلاح المدفعية والغارات الجوية، مساء أول من أمس، ضد مواقع للقوات السورية في الجولان. ووفق الجيش الاسرائيلي فقد تم استهداف 14 موقعاً.

وأسفرت إحدى الغارات عن سقوط ضحايا، إذ نقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله، إن الطيران الإسرائيلي استهدف أحد المواقع العسكرية في القنيطرة، مشيراً إلى «ارتقاء شهيد وإصابة سبعة عناصر نتيجة العدوان».

أما المرصد السوري، فتحدث عن مقتل جنديين وإصابة ثمانية آخرين.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نحشون، في بيان: «لدينا معلومات ذات صدقية تشير إلى أن هجوم (الخميس) شنته حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية، كما تم تسهيله وقيادته من قبل الإيراني سفيد أزدي، قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس»، في الحرس الثوري الإيراني.

أما حركة «الجهاد الإسلامي»، فنفت في بيان مسؤوليتها، وقال مسؤول المكتب الإعلامي للحركة داوود شهاب، إن «هذه محاولة مفضوحة وغير بريئة من قبل الاحتلال، لصرف الأنظار والتعمية على قضية محمد علان (الأسير الفلسطيني الذي أنهى أول من أمس إضراباً عن الطعام طال شهرين احتجاجاً على اعتقاله الاداري)».

وكانت الحركة حذرت من أن الهدنة مع إسرائيل ستسقط في حال وفاة علان، الذي أصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية، مساء الأربعاء، قراراً بتعليق اعتقاله الإداري.

ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على محافظة القنيطرة، التي يقع الجزء الأكبر منها في هضبة الجولان، لكن قوات النظام السوري لاتزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات.

من ناحية أخرى، قالت مصادر دبلوماسية، لـ«رويترز»، أمس، إن المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة السورية، الذين دربهم في تركيا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يمكن أن تنشر في سورية خلال أسابيع، في إطار حملة لإبعاد «داعش» عن حدود تركيا.

وتعتزم الولايات المتحدة وتركيا توفير غطاء جوي، لمن تعتبره واشنطن من المعارضة السورية المعتدلة في عملية مشتركة لطرد التنظيم المتطرف من منطقة مثلثة على الحدود، طولها تقريبا 80 كيلومترا. وبدأت الطائرات الاميركية بالفعل تشن غارات انطلاقاً من قاعدة أنجرليك التركية قبل الحملة.

وأكد دبلوماسيون مطلعون على الخطط أن منع «داعش» من استغلال الحدود التركية في نقل المقاتلين الأجانب والإمدادات «قد يغير موازين المعركة»، لكن الخطط واجهت مشكلات عدة، فقد أعلنت «جبهة النصرة»، أواخر الشهر الماضي، أنها احتجزت عدداً من المجموعة الأولى التي دربتها الولايات المتحدة المكونة من 60 مقاتلاً في شمال سورية، بعد أسابيع من نشرهم، وحذرت آخرين وطلبت منهم الانسحاب من البرنامج.

وأبرز احتجازهم مدى هشاشة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة، لتدريب وتسليح الالاف من أعضاء المعارضة السورية، الذين خضعوا للتدقيق قبل اختيارهم للانضمام إلى برنامج تدريب على مدى الثلاث سنوات المقبلة، على أمل مساعدتهم في الدفاع عن مناطق سورية في مواجهة «داعش». وقال مصدر دبلوماسي «على الرغم مما أحاط به من تشاؤم إلا أنه من السابق لأوانه استبعاد هذا البرنامج، موارد هائلة استثمرت في هذا حتى ينجح، ونعتقد أنه سينجح في النهاية».

وتتدرب المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة في تركيا حالياً على أيدي مدربين عسكريين أميركيين وبريطانيين، وسيتم إرسالهم إلى سورية فور انتهاء التدريب، خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وقال دبلوماسي إن تحديد المكان الذي سيرسلون إليه في سورية سيعتمد على «التطورات الاخيرة في مسرح المعارك». وأضاف أنه من المتوقع نشر 1000 مقاتل في سورية بحلول نهاية العام. ورفض مسؤولون أتراك التعليق بشكل رسمي، لكنّ مصدراً دبلوماسياً تركياً أكد ان التدريب يجري.

 

المصدر: الإمارات اليوم