وزير الإعلام السوري الأسبق حبيب حداد: روسيا تسعى إلى إبعاد جنيف وتعطيل اجتماعات اللجنة الدستورية

41

تناقلت مختلف الأطراف المعارضة نتائج القمّة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية في طهران وندّدت بما أسمته تلك الدول تصميمها على مواصلة التعاون والتنسيق “للقضاء على الإرهابيين” في سورية، في إشارة إلى بعض أجسام المعارضة.
ويرى حبيب حداد، وزير الإعلام السوري الأسبق، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ القراءة الموضوعية للبيان الصادر عن قمة طهران الأخيرة وما رافقه من تصريحات المسؤولين في الدول الثلاث المشاركة إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية السوري الذي حضر إلى طهران في أعقاب هذا المؤتمر، تشير إلى أن هذه القمة قد ركزت على موضوعين رئيسيين: أولهما تطوير وتنمية العلاقات الثنائية بين الدول الثلاث أي روسيا وإيران وتركيا وخاصة في المجال الاقتصادي، والثاني يتعلق بالوضع السوري.
وأفاد حداد بأنّه من حيث الوضع السوري أكد البيان على المواقف المعهودة لهذه الدول في ضرورة الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها وعلى أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي ،كما أكد على أن السبيل للوصول إلى هذا الحل هو اجتماعات أستانا ، وهذا موقف جديد يأتي كما بات معروفًا نتيجة إصرار روسيا على إبعاد جنيف وتعطيل اجتماعات اللجنة الدستورية احتجاجا على عدم حيادية سويسرا من الحرب الروسية الأوكرانية!
وأضاف: “لاشك في أن المسألة الأساسية التي لم تجد لها حلًا في هذه القمة هي الموقف من العملية العسكرية التي ما زال أردوغان يهدد بتنفيذها في شمال سورية بحجة مكافحة الإرهاب وحماية ألأمن القومي التركي.. فبينما يؤكد موقفا كلٍّ من إيران وروسيا على خطورة هذه العملية وتداعياتها على الأمن والسلام في المنطقة كلها، يستهدف من ورائها تحسين شعبية حزبه ونظامه المتراجعة على الصعيد الداخلي تحضيرًا لانتخابات العام القادم”.
ويعتقد الوزير الأسبق أن مواقف أردوغان من هذه المسألة لن تتوافق مع مواقف الطرفين الروسي والإيراني لا الآن ولا في المستقبل القريب وأن العامل الوحيد الذي يمنعه حتى الآن من تنفيذ هذه العملية هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية الذي لا يزال يعارضها ويقف إلى جانب القوى الكردية في شمال شرقي سورية والتي لا تزال مستمرة في سياساتها الانفصالية عن وطنها وتقدم الذرائع والحجج لمختلف القوى المعادية للتدخل وإطالة أمد المحنة التي يعيشها الشعب السوري .
واستطرد محدثنا قائلا: “لو كان أردوغان جادًا في أنه يهدف إلى القضاء على قوى الإرهاب التي تستقر في سورية فلماذا فتح لها الأبواب لتعبر وتصل إلى أرض سورية؟ ولماذا هيأ للعديد من المنظمات الإرهابية المقرات والمواقع في محافظة إدلب وغيرها من المناطق في شمال سورية والتي تحتلها قواته؟.. وإذا كان أردوغان جادًا فعلًا في وضع حد لقوى الإرهاب في سورية والتي تهدد أمن بلاده كما يدعي فلماذا يمنع الجيش السوري من الوصول إلى حدود بلاده الجغرافية لكي يتحمل مسؤولية حمايتها؟.. وإذا كانت ادعاءات أردوغان المتكررة أنه ينوي القضاء على مجموعات حزب العمال الكردستاني التي كما يرى أنها تسيطر الآن على الجزيرة السورية بهدف الانفصال وإقامة دولة كردية فأية مسؤولية تاريخية تتحملها جميع القوى الوطنية في الجزيرة السورية في أن تكون جزءً أساسيا في إطار وحدة الحركة الوطنية الديمقراطية السورية من أجل التحول الديمقراطي وبناء دولة مدنية عصرية ، دولة الأمة التي لا تمييز ولا تفرقة بين جميع أبنائها ؟.