وزير الإعلام السوري الأسبق حبيب حداد: فكرة تشكيل مجلس عسكري لن تجد طريقها إلى التنفيذ.. والحل في سوريا يكمن بتوافق روسي-أميركي

83

تواترت الأنباء التي تتحدث عن تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجل وزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس، العميد مناف طلاس، لإعادة إحياء المقترح الذي مرّ قبل فترة دون أن يُحدث الأثر المتوقع منه، لاعتبارات عدة.

ويرى السوريون أن الواقع العسكري الذي استطاع النظام السوري فرضه بدعم روسي وإيراني، قد أدى إلى تجاوز مرحلة الانتقال السياسي، وفكرة المجلس العسكري الموجودة منذ سنوات والذي سيتولى المرحلة المقبلة إن ثبت.

وعلّق الدكتور حبيب حداد وزير الإعلام السوري الأسبق، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، على ما يروج بخصوص محادثات محتملة لتشكيل “مجلس عسكري مكون من مجموعة من الضباط المقبولين سواء أكانوا من الضباط المنشقين أو العاملين داخل الجيش حاليا’، لافتا إلى أن الفكرة مطروحة منذ حوالي ثماني سنوات بحيث يتولى هذا المجلس قيادة مرحلة انتقالية تنتهي بتغيير النظام الحالي وإقامة نظام ديمقراطي بديل، لكن هذه الفكرة لم تجد طريقها إلى التنفيذ نظرًا لموقف النظام السوري والرياض وغياب التوافق الدولي من قبل الأطراف التي أصبحت هي التي تتحكم بالشأن السوري، أما الآن وبعد صدور قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمسألة السورية وخاصة القرار رقم 2254 الذي ينص على قيام هيئة حكم انتقالي بالتوافق بين النظام والمعارضة، أي هيئة حكم تتمتع بكافة الصلاحيات التشريعية والتنفيذية في قيادة المرحلة الانتقالية وهي التي تشكل المؤسسات الانتقالية سواء الحكومة الانتقالية أو المجلس العسكري أو غير ذلك من الهيئات المطلوبة في المرحلة الانتقالية، فإن الطريقة أو الصيغة التي يطرح بها تشكيل المجلس العسكري الآن هي إجهاض وتجاوز لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومن المؤسف أن هذا الأمر يطرح ويتداول من قبل مجموعات المعارضات السورية المرتزقة في الخارج، أي أن نأتي بمجلس عسكري يحكم البلاد ويرأسه ابن مصطفى طلاس بديلا لنظام يرأسه ابن حافظ الأسد!

ويرى وزير الإعلام السوري الأسبق أن أي حل للقضية السورية أصبح وقفًا على توافق الدولتين اللتين بيدهما مفتاح الحل وهما روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، أما مجاميع المعارضات السورية في الخارج فهي لا تملك من أمرها شيئا لأنها أصبحت أدوات للدول والجهات التي ترتبط بها.

وضمن المعطيات الدولية الراهنة، يقول حبيب حداد، إنه بدون حصول التوافق التام بين الإدارتين الروسية والأمريكية حول خطوات ومراحل الحل الانتقالي في سورية وبخاصة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تقوم بدورها بتشكيل حكومة انتقالية ومجلس عسكري انتقالي وهيئة عدالة انتقالية وإعلان دستوري مؤقت، فلا تلوح في الأفق حلول للمأساة السورية في المدى المنظور.

ويختم بالقول: “كان الله في عون الشعب السوري وبقية الشعوب العربية التي لم تستطع حتى الآن تقرير مصيرها بنفسها لأنها كما يبدو لم تبلغ بعد سن الرشد”.