وصول حافلات لإجلاء 2000 مقاتل إسلامي من جنوب دمشق

27

بيروت (رويترز) – قال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الجمعة إن من المنتظر إجلاء 2000 من المقاتلين الإسلاميين في سوريا بعد قليل من مناطق محاصرة خاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب دمشق بموجب اتفاق أبرم بوساطة الأمم المتحدة.

ويمثل الاتفاق نجاحا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ويزيد فرصها في إعادة إحكام سيطرتها على منطقة إستراتيجية تبعد أربعة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة.

ويسلط الاتفاق أيضا الضوء على تكثيف الأمم المتحدة والدول الأخرى لجهود التوصل لاتفاقات محلية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة كخطوات نحو هدف أوسع وهو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة ما يربو على 250 ألف شخص في قرابة خمس سنوات من القتال.

ومن بين المقاتلين المحاصرين أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا. وذكر تلفزيون المنار أن 18 حافلة وصلت لنقلهم بالإضافة إلى 1500 من أفراد أسرهم إلى مناطق تحت سيطرة الدولة الإسلامية وجماعات معارضة أخرى.

ولم يتضح ما إذا كانت الحافلات قد وفرتها الأمم المتحدة أم الجيش السوري.

واضطر المسلحون للاستسلام تحت وطأة حصار فرضته القوات الحكومية لسنوات قلص بشدة وصول إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية مما جعل كثيرا من الناس يتضورون جوعا حتى الموت الأمر الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه جريمة حرب.

وقال تلفزيون المنار إن “الجيش السوري سيتسلم الاسلحة الثقيلة التي سيتركها المسلحون في حي القدم ضمن اتفاق ترعاه الأمم المتحدة.”

وتلفزيون المنار هو الناطق الرسمي باسم جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية وهي حليفة رئيسية للأسد وارسلت قواتها للقتال في صفوف قوات الحكومة السورية.

وذكر تلفزيون المنار في وقت لاحق إن عملية إجلاء المسلحين تنتظر استكمال بعض الترتيبات.

وقال الجيش السوري يوم الجمعة إنه تقدم إلى طريق حلب دمشق الإستراتيجي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في أحدث مكاسبه خلال هجوم رئيسي بدعم من فصائل شيعية مدعومة من إيران علاوة على الضربات الجوية الروسية.

وتضغط الحكومة وحلفاؤها باتجاه محافظة إدلب بشمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا. وتخضع إدلب لسيطرة تحالف إسلامي يسمى جيش الفتح. وستمثل السيطرة على إدلب ضربة كبرى لفصائل المعارضة التي تفقد السيطرة على مناطق منذ بدأت روسيا حملة القصف الجوي لدعم حكومة الأسد في 30 سبتمبر أيلول.

* اتفاقات محلية

وفي تطور منفصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن السلطات السورية منحت آخر حوالي 200 مسلح من جبهة النصرة في محافظة درعا بجنوب البلاد ممرا آمنا للمغادرة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن دمشق وافقت على هذه الخطوة مقابل إطلاق سراح ضباط إيرانيين احتجزتهم جبهة النصرة عندما كانوا يقاتلون في صفوف الجيش السوري.

جاء اتفاقا جنوب دمشق ودرعا بعد اتفاق سابق لوقف إطلاق النار في مدينة الزبداني على الحدود اللبنانية واتفاق سمح لفصائل المعارضة بمغادرة الجزء المحاصر من مدينة حمص وهو اتفاق قالت الأمم المتحدة إنه قد يمهد الطريق لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

وأقر مجلس الأمن الدولي يوم 18 ديسمبر كانون الأول قرارا بالاجماع يدعم خارطة طريق دولية لعملية السلام السورية في مؤشر نادر على التوافق بين القوى الكبرى.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الخميس إن دمشق مستعدة للمشاركة في محادثات السلام في جنيف وإنها يحدوها الأمل في أن يساعدها الحوار على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتخطط الأمم المتحدة لإجراء محادثات جنيف في نهاية شهر يناير كانون الثاني.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

المصدر: swissinfo