ووفق مصادر إعلامية داخل “قناة الشرق” الإخوانية فإن مزيدا من الإجراءات سوف يعلن عنها خلال الساعات القليلة المقبلة، ستشمل وقف مجموعة أخرى من البرامج، فيما ترجح المصادر أن يتم الإعلان عن وقف البث نهائيا من إسطنبول في مايو المقبل، وسيتبعه تعليق العمل بكل القنوات والمواقع الصحفية التابعة للتنظيم، لحين انتهاء نقل المكاتب الرئيسية لها من تركيا إلى لندن، حسبما أكد أيمن نور في اجتماعه مع العاملين بالقناة أمس.

ووفق المصدر، وهو أحد شباب الإعلاميين ويعمل “معدا” في قناة الشرق، لكنه تحدث لسكاي نيوز عربية شريطة عدم ذكر اسمه، فإن الخطر الأكبر الذي يواجههم ليس إغلاق القنوات لأنه بات أمرا واقعا، ولكنهم حاولوا بشكل مكثف الحصول على أوراق ثبوتية لهم، إذ أن معظمهم سافر إلى تركيا بدون أوراق وكانوا يعيشون تحت مظلة الإخوان طوال الفترة الماضية وهذه الفترة انتهت وسقطت الحماية نهائيا.

130 شابا دون أوراق.. ما مصيرهم؟

ويقول الشاب المصري إن نحو 130 شابا من عناصر التنظيم، كان جزء كبير منهم يعمل في قناة الشرق، طلبوا لقاء أيمن نور باعتباره رئيس ما يسمى بـ”اتحاد القوى الوطنية”، بعد أن تخلى عنهم قيادات التنظيم نهائيا لتسهيل عملية الحصول على أوراق، للتمكن من مغادرة البلاد.

وفي التفاصيل يقول الشاب إن الحكومة التركية أبدت عدة ملاحظات على قناة الشرق تحديدا، خاصة بعد استضافة كلا من يحيى موسى وهو قيادي إخواني متهم في قضية اغتيال النائب العام المصري الشهيد هشام بركات، والقيادي التكفيري علاء السماحي وهما مدرجان على قوائم الإرهاب المصرية فضلا عن كونهما مطلوبين لدى القاهرة، مما اضطر يحيى لمغادرة تركيا فورا والسفر إلى كندا بمساعدة عناصر نافذة في التنظيم الدولي للجماعة.

ووفق المصدر فإن الحكومة التركية تعتزم تسليم كافة المطلوبين للحكومة المصرية من المقيمين على أراضيها،.

‎وقال مصدر أخر قريب من التنظيم، إن محمود حسين أحد أبرز قيادات الجماعة المتواجدين بتركيا، حاول التواصل مع ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي قبل أيام لبحث وضع عناصر التنظيم ومناشدته بعدم تسليم المطلوبين لدى القاهرة أو السماح لهم بمغادرة تركيا دون عوائق، لكن أقطاي طلب تأجيل المحادثات ولم يبلغ قيادات الاخوان ردًا واضحًا.

وأعلنت السلطات التركية نهاية مارس الماضي، وقف كافة البرامج السياسية للقنوات الإخوانية التي تبث من أراضيها والتزامها بسياسات إعلامية محددة، والتوقف عن نهج العداء وترويج الشائعات وإثارة القلاقل وذلك في إطار سعي أنقرة المتواصل منذ سنوات للتقارب مع القاهرة.

ويرى الباحث المصري المنشق عن تنظيم الإخوان إبراهيم ربيع، إن تركيا تستخدم الإخوان كورقة في المفاوضات، وإن كانوا ورقة غير هامة وغير رابحة للقاهرة، وليسوا ملفا ذا قيمة وأهمية لتتفاوض عليه القاهرة، لكن الحكومة التركية أقبلت على هذه الإجراءات كنوع من إثبات صدق الرغبة في التفاهم مع القاهرة، وربما أيضا لأن إيواء الإرهاب ورعايته بأن يمثل عبأ وثقل كبير على نظام أردوغان.

ورجح ربيع في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن ينقل التنظيم الدولي منظومة الإعلام الإخوانية خارج تركيا، أو يبقي عليها ويدشن نظائر لها في عدة دول يحظى فيها بالقدرة على التحرك في مساحات رحبة، مثل بريطانيا أو ماليزيا، مشيرا إلى أن الإخوان تعتمد على الإعلام والكتائب الإلكترونية كأداة أساسية في إدارة وتوجيه حربها ضد الدولة المصرية من الخارج.

ويؤكد الباحث المنشق عن التنظيم أن لندن تمثل ملاذا آمنا للإخوان، خاصة أنها تحتضن مكتب الإرشاد في الوقت الحالي بقيادة إبراهيم منير.

وأشار ربيع إلى أن قيادة التنظيم فوجئت بالقرارات التي من شأنها تضييق الخناق عليها، وأوضحت أن تلك القيادات لا ترغب في حدوث تفاهم بين القاهرة وأنقرة وتعول على فشل هذه الخطوة، وتحاول بشكل بائس عرقلتها وإطالة أمد الأزمة، لتأثيرها على مصير إخوان تركيا.