يوم أُخذت بيعة العشائر والقبائل للبغدادي “خليفة” عند الحدود السورية-العراقية 

شاهد يتحدث للمرصد السوري تفاصيل لقاء العشائر مع البغدادي

3٬043

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” إقامة “دولة الخلافة” المزعومة في مدينة الرقة التي اتخذها عاصمة لدولة ضربت بأصقاعها من غرب سوريا وصولاً لشمالي العاصمة العراقية بغداد، وسمي أبوبكر البغدادي خليفة للدولة وبدأ التنظيم الترويج وأخذ البيعة من العشائر والعوائل السورية والعراقية الواقعة تحت سيطرته.

في حديث خاص للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدث الشيخ عبداللطيف الفرج السلامة وهو أحد وجهاء قبيلة الولدة عن إجتماع عقد في منطقة القائم على الحدود السورية العراقية، وتم أخذ البيعة للبغدادي من العشائر السورية والعراقية خلال العام 2014.

وقال الشيخ السلامة للمرصد السوري : اعتقل المكتب الأمني للدولة الإسلامية 27 شخصاً من عائلة الحسن الابراهيم واقتادوهم لجهة مجهولة.

في بادئ الأمر كان الخوف من خطفهم من قبل النظام كوننا نسكن في الطبقة والمنصورة، لكن من خلال المتابعة والبحث تم العثور عليهم معتقلين بقضايا أمنية من قبل الأمنيين.

يتابع الشيخ قائلاً : تواصلت مع عدد من مشايخ الرقة وتوجهنا نحو “توباد البريج أبوشامل”  وكان أمير العلاقات العشائرية بالرقة، وكان مما طمأننا وقال، هناك دعوة أرتبها لاجتماع القبائل العربية، وستكون ضمن الدعوة لمقابلة أمير المؤمنين.

 ويقول الشيخ  السلامة: منتصف الليل هاتفني “توباد البريج”  وقال في السادسة صباحاً نتوجه لمكان الاجتماع، فهيئ نفسك، وفعلاً انطلقنا نحن وجهاء ومشايخ عشائر الرقة في وفد ضم 17 شخصاً يمثلون الرقة، ووصلنا إلى الحدود السورية-العراقية التي جرفتها آليات التنظيم وفتحتها، ودخلنا ديوان قبيلة الجغايفة الدليم وهي من أكبر العشائر العراقية، وكان هناك حضور كبير يقدر بأكثر من 100 شخص ووجيه وشيخ، بالإضافة لعناصر التنظيم الذي ترأسهم “ضيغم الشمري” أمير القبائل ونائب البغدادي لشؤون العشائر.

يتابع الشيخ عبد اللطيف السلامة :إنكفأت للعودة أدراجي إلى الرقة، فأنا موضوعي هو الإفراج عن 27 رجلاً من قبيلتي “الولدة”، لكن المسار انحرف وتلاسنت مع “ضيغم الشمري” لكنه لم ينطق ببت شفة، وأدخلوني إلى المضافة عنوة مع الذين جئت بصحبتهم من الرقة.

وهناك توجه “ضيغم الشمري” بخطبة شرح من خلالها أفكار تنظيم الدولة وما ترمي إليه من إعادة مجد الخلافة الإسلامية وإحياء الدين والتصدي للمؤامرات الخارجية،  وبدأ بأخذ البيعة بعد تسمية مشايخ العشائر من سوريا والعراق، وهنا قاطعته، أنني جئت مع وفد من قبيلتي، لأجل غاية هي إطلاق سراح 27 رجلاً من عشيرتي “فشاوره أحد الملثمين”  وقال :سيكون ماتريد “بعد الإجتماع.

يتابع الشيخ للمرصد السوري : منذ الوهلة الأولى أدركت ومن معي من وفد الرقة، أن البغدادي كان أحد الملثمين الحاضرين وكانت ساعة الرولاكس هي الدليل، والإشارة بالعيون مع المتحدث” ضيغم”،  ويقول بعد الاجتماع وأخذ البيعة من القبائل، أخذ “أسماء المعتقلين من أفراد قبيلتي”، وأوجس لي أن أراجع مكتب الوالي بالرقة بعد يومين.

بحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الأعوام 2014-2015-2016 اعتمد تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق سيطرته على وجهاء وشيوخ وشخصيات مؤثرة للتمدد إلى نسيج المجتمع والسكان لطرح نفسه كدولة نموذجية وفق المعتقد والشرع الإسلامي.

يتابع الشيخ “عبداللطيف الفرج السلامة” : عدنا أدارجنا إلى الرقة، وبعد يومين اتصل مكتب الوالي بالرقة للمراجعة من أجل المعتقلين- المقر، شارع تل أبيض في مركز مدينة الرقة- وتوجهت ولكن حاجب الباب منعنا الدخول، فهممت وتوجهت لمنزل “توباد البريج” وتحدثت إليه بما جرى، وأثناء حديثنا، تلقى اتصالاً غريباً فأجاب : نعم هو عندي وذهب للوالي ولم يدخله.. حاضر سأصحبه وآتيك فوراً”.. يتابع الشيخ السلامة : اصطحبنا “توباد البريج” وذهبنا إلى منطقة حي الفرات وهناك في منزل لا يكاد يملأ العين، كان بإنتظارنا شخص من الجنسية العراقية” أبو بلال القرشي ” وهو نائب البغدادي، ولقيت والي الرقة” أبو حسن الشمالي “، وسألني كم عدد المعتقلين من أفراد قبيلتك؟ فأجبت 27 رجلاً، فقال سيصحبهم الوالي إلى منزلك يوم غد، وهو معهم ولكن يبقى شخص واحد منهم للتحقيق،  وبالفعل تم الإفراج عن أفراد القبيلة الـ 26 فيما تأخر الآخر لنحو ستة أشهر ليفرج عنه بعدها.