105 مقاتلين وأسرى قتلوا وأعدموا خلال آخر 72 ساعة في شرق الفرات و مخاوف على حياة عشرات النساء اللواتي اختطفهن التنظيم

9

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل المخاوف على حياة نحو 130 عائلة ممن اختطفهم تنظيم “الدولة الإسلامية” في هجومه المباغت يوم أمس على مخيم البحرة عند أطراف الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري، فإن التنظيم عمد لاختطاف نحو 130 عائلة غالبيتهم من النساء، من بينهم نساء عناصر من منشقين عن التنظيم بالإضافة لنساء “مهاجرات” هم زوجات لعناصر من التنظيم ممن قتلوا بوقت سابق وغالبيتهم من جنسيات غير سورية، حيث اقتادهم التنظيم إلى مناطق سيطرته ضمن الجيب الأخير له شرق نهر الفرات، وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكن من السيطرة على مخيم البحرة يوم أمس الجمعة لساعات عبر خلايا تابعة له من ضمن المخيم، لتعود قوات سوريا الديمقراطية وتستعيده بعد ذلك، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وعلى الصعيد ذاته، لا تزال المعارك العنيفة متواصلة بين عناصر التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة من التحالف الدولي من جانب آخر، وذلك على محاور الباغوز والسوسة وهجين ومحاور أخرى متفرقة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة، تترافق مع عمليات قصف جوي من قبل طائرات التحالف على مواقع التنظيم ومحاور القتال.

المعارك الأعنف هذه والتي تتواصل منذ فجر الأربعاء الـ 10 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري وحتى اللحظة، خلفت مزيداً من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، حيث ارتفع إلى 37 على الأقل عدد من قضوا من عناصر ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، فيما وثق 58 على الأقل ممن قتلوا من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما أصيب أكثر من 150 من الجانبين، بالإضافة لـ 10 أشخاص أقدم التنظيم على إعدامهم ضمن جيب سيطرته، وبذلك فإنه يرتفع إلى 176 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من عناصر قسد قتلوا في معارك مع التنظيم، كما قتل 325 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة.

المصادر المتقاطعة أكدت للمرصد السوري أن قوات مجلس دير الزور العسكري، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، تتمركز في الخطوط الأولى في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي وتبديلها بالشعيطات ومن ثم انسحاب الأخير، وتمركز مجلس دير الزور العسكري على خطوط التماس مع الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم الذي عمد لزرع هذا الجيب، بشكل مكثف بالألغام، ومنها الألغام الليزرية التي أنهكت القوات المهاجمة والمتقدمة، وتسببت بسقوط خسائر بشرية كبيرة، حيث أكدت المصادر أن الألغام وحساسيتها وكثافة زراعتها في الجيب الأخير للتنظيم، تسببت بإصابة عشرات المقاتلين بجراح متفاوتة الخطورة وحالات بتر أطراف، كما حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن قيام عشرات العناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتسلل من الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر حيث تسيطر قوات النظام والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما، حيث تجري عمليات رصدهم والتغاضي عنهم من قبل قوات التحالف الدولي المهاجمة للجيب الأخير للتنظيم، في حين رصد المرصد السوري نقل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من عشرات الخيم، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث من المرتقب أن يجري استقبال النازحين في المخيم خلال الأيام القليلة المقبلة، كما كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن ما يزيد عن 100 من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش”، توجهوا إلى بلدة هجين ومحيطها، بغرض تثبيت نقاط سيطرة بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة

ونشر المرصد السوري سابقاً أن سجون تنظيم “الدولة الإسلامية” في الجيب الأخير له عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تحوي مئات السجناء متوزعة في هجين والشعفة، حيث يتواجد اثنين من السجون في الشعفة يحويان أكثر من 1350 سجين ومن ضمنهم عناصر من التنظيم غالبيتهم من جنسيات أجنبية بتهم مختلفة كالتهم الأمنية، فيما يتواجد في بلدة هجين نحو 800 سجين بتهم مختلفة، كما أن قوات التحالف الدولي عمدت لتكثيف عملية بحثها الاستخباراتي عن نفق كبير في منطقة هجين، حيث أكدت المصادر للمرصد السوري أن القوات الفرنسية على وجه الخصوص حصلت على معلومات غير متكاملة قبل بدء العملية، عن وجود نفق للتنظيم في منطقة هجين، بطول نحو 8 كلم، ويمكن للآليات والسيارات المرور فيه، حيث تحاول القوات الفرنسية الحصول على معلومات كاملة عن النفق ومكانه، لمباشرة التحالف الدولي بالعملية العسكرية، كما كان المرصد السوري حصل على معلومات من مصادر موثوقة، تفيد بوجود أكثر من 65 من قيادات الصف الأول في تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، غالبيتهم من الجنسية العراقية بالإضافة لجنسيات أجنبية.