12 سنة منذ اندلاع الثورة في سورية ولا تزال الأزمة تعصف بآمال وأحلام الملايين

31

 جاء الزلزال ليفاقم المعاناة الإنسانية ويترك أكثر من 15 مليون شخص- أي 70 في المائة من سكان البلاد- بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وحذرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء من استمرار معاناة السوريين ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يعيد سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويُمكّن الشعب السوري من العيش بكرامة ورسم مستقبله.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون في بيان بمناسبة الذكرى السنوية للنزاع السوري إن ” الوضع الراهن في سوريا أصبح يفوق الاحتمال، والاستمرار بنفس الأسلوب يجافي الإنسانية والمنطق.
لقد كانت التحديات التي واجهت عمليات الاستجابة للزلازل الكارثية بمثابة تذكير صارخ بأن الوضع الراهن غير قابل للاستدامة ولا يمكن القبول به”.
وشدد على أن واجبنا الإنساني الجماعي يحتم علينا عدم تسييس جهود الإغاثة في أعقاب الزلازل، “فنحن بحاجة إلى الوصول، عبر جميع الوسائل، وبحاجة إلى موارد سخية وبحاجة إلى هدوء مستمر”.
وأكد غير بيدرسون على ضرورة عدم حصر جهودنا الجماعية في الاستجابة الإنسانية فقط، مشيرا إلى أن سوريا تعاني من التدمير والانقسام والفقر، والصراع المستمر، وتتعرض وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها للخطر. وأضاف:
“قد يشكل الزلزال الذي ضرب سوريا نقطة فاصلة. لقد اتخذت جميع الأطراف في الأسابيع الماضية خطوات إنسانية تجاوزت المواقف التقليدية، ولو بشكل مؤقت. ونحن نسعى لتطبيق نفس المنطق على الصعيد السياسي، لإيجاد سبيل للمضي قدما نحو حل شامل للصراع يطالب به السوريون ويستحقونه”.

أكبر أزمة نزوح في العالم
ولا تزال سوریا واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية والحماية تعقيدا في العالم، حيث يقدر عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانیة ھذا العام بنحو 15.3 ملیون شخص في جميع أنحاء البلاد؛ وھو أكبر عدد للمحتاجين منذ بداية الاحتجاجات.
هذا ما أكده بيان مشترك صادر عن السيد المصطفى بن المليح، القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي.
ولا تزال سوريا كذلك واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث نزح 6.8 ملیون شخص عدة مرات داخل البلاد، ویعیش حالیا أكثر من 6.6 ملیون سوري لاجئین خارج البلاد.
وأشار المسؤولان الأمميان إلى أن الزلزال فاقم المعاناة الناجمة عن انھیار الخدمات الأساسية وتفشي الكولیرا المستمر وزیادة أسعار الغذاء والطاقة والأزمة الاقتصادية
“ومع ذلك، فإن المساعدة الإنسانية لیست كافیة ولیست مستدامة، فیجب أن یكون ھناك حل دائم وشامل لإنھاء الصراع في سوريا”.
ودعا المسؤولان جمیع الأطراف المعنیة إلى إظھار التصمیم على مواصلة السعي لتحقیق سلام دائم للناس في سوریا لإعادة بناء حیاتھم المدمرة.

مستقبل ملايين الأطفال في خطر
على صعيد ذي صلة، حذرت اليونيسف من أزمة تغذية تلوح في الأفق للأطفال في سوريا بعد 12 عاماً من النزاع والزلازل المميتة.
وأفادت المنظمة باستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.
“منذ بداية النزاع، قُتل و جُرح حوالي 13 ألف طفل في سوريا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. لا يزال الأطفال يعيشون في خوف من الهجمات والنزوح ومستويات سوء التغذية الآخذة في الارتفاع”.
وفقاً للتقديرات، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا. وينجم التقزم عن نقص التغذية المزمن ويسبب أضرارا بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها. ويؤثر ذلك على قدرتهم على التعلم و إنتاجيتهم في مرحلة البلوغ.
كما أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ارتفاع مستمر. فقد ارتفع عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-59 شهرا الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 48 في المائة من عام 2021 إلى 2022، وفقا لليونيسف.
وقالت أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “لا يمكن لأطفال سوريا الانتظار أكثر من ذلك. بعد سنوات من النزاع، وزلزالين كارثيين، أصبح مستقبل ملايين الأطفال في خطر. إنها مسؤوليتنا جميعاً أن نؤكد للأطفال أن مستقبلهم هو أولويتنا”.
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة “أن نستجيب لاحتياجات الأطفال أينما كانوا في جميع أنحاء سوريا وأن ندعم الأنظمة التي تقوم عليها الخدمات الأساسية التي يحتاجونها بشدة”.
وكان  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد أكد أن الوقت حان للعمل بصورة موحدة لتأمين وقف إطلاق نار على الصعيد الوطني في سوريا وتعزيز التطلعات المشروعة للشعب، وتهيئة الظروف للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة، مع الالتزام القوي بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها والاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك في بيان أصدره يوم الجمعة الماضي بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاندلاع الحرب في سوريا، والذي يصادف 11 آذار / مارس، منبها إلى أن الأعوام الاثني عشر المنصرمة شهدت صراعا طاحنا وفظائع منهجية وحزنا بشريا يفوق الوصف في سوريا.